كريتر نت – وكالات
رصدت صور الأقمار الاصطناعية، التي نشرتها شركة “ماكسار” الأميركية، عمليات انتشار عسكرية روسية جديدة بالقرب من الشرق الأوكراني، فيما أفادت تقارير غربية بأن هناك مؤشرات حول احتمال شن القوات الروسية لهجوم عسكري واسع النطاق في غضون أيام.
وذكر موقع “أكسيوس” أنه تم إنشاء قاعدتين عسكريتين روسيتين في جنوب أوكرانيا وجزيرة القرم، قد يتم استخدامهما في تعزيز العمليات في ماريوبول والمناطق المجاورة لها.
وقالت شركة “ماكسار”، في مذكرة للصحافيين، إن القوات البرية الروسية تواصل التحرك باتجاه شرق أوكرانيا، حيث يتم الإعداد لهجوم واسع النطاق في دونباس.
وواصل الجيش الروسي لليوم الـ49 تدمير المرافق العسكرية الأوكرانية، الأربعاء، في إطار عمليته بأوكرانيا، بينما حذرت موسكو من إعداد كييف استفزازات جديدة لاتهام القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب، وسط تناقض التصريحات حول احتمال استخدام موسكو لأسلحة كيمياوية في مدن أوكرانية، خاصة ماريوبول.
وفي آخر التطورات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من ألف جندي أوكراني استسلموا للقوات الروسية في مدينة ماريوبول المحاصرة منذ أسابيع. وأفادت الوزارة في بيان “في مدينة ماريوبول في منطقة مصنع إيليتش للتعدين.. قام 1026 عسكريا أوكرانيا من فوج البحرية الـ36 بتسليم أسلحتهم طوعا واستسلموا”.
إلا أن وزارة الدفاع الأوكرانية أكدت أنها ليس لديها أي معلومات حول استسلام جنود أوكرانيين في ماريوبول.
هذا وأفادت قوات دونيتسك الانفصالية بعدم استخدام أسلحة كيمياوية في ماريوبول، مؤكدة أن الجيش الأوكراني يقصف بكثافة عدة أحياء في المدينة.
من جهتها، ذكرت النيابة العامة الأوكرانية، اليوم، أن عسكريين روسا قتلوا 7 أشخاص رميا بالرصاص الثلاثاء في منزل بقرية في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، ثم فجروا المنزل. وقالت النيابة في بيان إن “التحقيق يفيد بأن العسكريين الروس أطلقوا النار على ستة رجال وامرأة في قرية برافدينه”. وأضافت “لإخفاء الجريمة، فجروا المنزل الذي كانت فيه جثث الأشخاص الذين أصيبوا بطلقات نارية”.
من جانبه، أعلن مساعد رئيس بلدية دنيبرو، ميخائيل ليسينكو، الأربعاء، عن وجود جثث أكثر من 1500 جندي روسي في مشارح المدينة الصناعية الكبرى في شرق أوكرانيا. وقال ليسينكو لصحافيين “هناك اليوم في مشارح دنيبرو أكثر من 1500 جندي روسي قتلوا لا أحد يريد استرجاعهم” مبديا أمله في أن “تتمكن أمهات روسيات من القدوم لتسلم أبنائهن”.
يأتي ذلك فيما قال نائب وزير الدفاع الأوكراني إن قتالا عنيفا يجري في المناطق الشرقية من البلاد حاليا، ومن المبكر للمدنيين العودة للمناطق المحررة، ومن بينها كييف. وأضاف أن روسيا لا تزال تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، مشيراً إلى وجود “خطر كبير من استخدام روسيا للسلاح الكيمياوي في بلادنا”. كما أكد أنه لن يتم فتح ممرات إنسانية اليوم، بسبب خطورة الأوضاع.
وتزامنا، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن النقص في تنسيق التحركات العسكرية أعاق التقدم الروسي في أوكرانيا، مضيفة أن المقاومة الأوكرانية دفعت روسيا لتعيين جنرال لتنسيق التحركات العسكرية.
وميدانياً، قال وزير داخلية أوكرانيا إن أكثر من 720 شخصا قتلوا في بوتشا وبعض ضواحي كييف، فيما قال رئيس بلدية مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة إن أكثر من 100 ألف شخص ما زالوا في المدينة في انتظار الإجلاء.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من جهته، قال إن العملية الروسية في أوكرانيا تتطور وفقا للخطة الأصلية لهيئة الأركان الروسية، فيما وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، التهديدات المتكررة من البعض في روسيا باستخدام أسلحة كيمياوية تعني أن الغرب بحاجة إلى التحرك الآن للحيلولة دون نشر مثل هذه الأسلحة.
إلا أنه عاد وقال إنه من غير الممكن التوصل إلى استنتاجات مؤكدة مئة بالمئة بشأن ما إذا كانت القوات الروسية استخدمت أسلحة كيمياوية في ماريوبول، مشيرا إلى أنه لا يتسنى إجراء تحقيق مناسب في المدينة المحاصرة.
وتزامنا، استخدم الرئيس الأميركي جو بايدن للمرة الأولى مصطلح “الإبادة الجماعية” لتوصيف ما يحصل في أوكرانيا في ما يبدو اتّهاماً للجيش الروسي، الذي يواصل عمليته العسكرية في أوكرانيا.
وهو ما أكده البنتاغون، حيث أكد مسؤول رفيع فيه بأن السلطات الأميركية لا تستطيع تأكيد صحة الأنباء عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيميائية في مدينة ماريوبول في منطقة دونباس.
وفي آخر التطورات الميدانية، اكتشف العاملون في أجهزة الأمن الروسية أرشيفا يحتوي على ملفات شخصية لقوات الأمن الأوكرانية في مستشفى خيرسون الإقليمي للأطفال.
وأفيد بأنه تم العثور في أرشيف مستشفى الأطفال المحلي، على ملفات شخصية وسجلات طبية لموظفي أجهزة الأمن في أوكرانيا.
وينفي الموظفون العاملون حاليا في أرشيف المستشفى تورطهم في المستندات التي تم العثور عليها ولا يفهمون كيف وصلت إلى المرفق الطبي الخاص بالأطفال، مشيرين إلى سلوك الإدارة السابقة للمستشفى، التي فرّ أفرادها من مكان عملهم قبل وصول القوات الروسية إلى المدينة.
ووقعت في أيدي أجهزة الأمن الروسية، وثائق مثيرة للاهتمام من وجهة نظر عملياتية، بما في ذلك المواصفات الشخصية السرية لضباط الشرطة في منطقة خيرسون، وعدد من الوثائق الأخرى التي لم يتم الإعلان عنها بعد لدواعٍ أمنية.
يُشار إلى أن الحياة السلمية الطبيعية تم استعادتها في خيرسون بالكامل، ويتم توفير الأمن من قبل الجيش الروسي وأجهزة الاستخبارات.