كريتر نت – العرب
تسبب خبر نشرته صحيفة مصرية بموجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي وتعلق بفتوى حول “بيع الطعام للكافر في رمضان”، وأدى إلى سحبه وتقديم اعتذار.
وأثار نشر صحيفة “المصري اليوم” فتوى حول “حكم بيع الطعام في نهار رمضان للكافر؟” جدلا واسعا في مصر اضطرها لحذفها والاعتذار عن “خطأ مهني جسيم”، خاصة أنه تزامن مع أزمة مطعم كشري شهير منع سيدة مسيحية من تناول الطعام هي وابنتها قبل أذان المغرب.
وجاء في نص الفتوى التي تعود لرجل الدين السوري المتشدد محمد صالح المنجد “رمضان لمن علم أو غلب على الظن أنه يأكله نهارا، إلا لمريض أو مسافر ونحوهما من أهل الأعذار، ولا فرق في ذلك بين المسلم والكافر؛ لأن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة على الراجح، فلا يجوز لهم الأكل في نهار رمضان، ولا إعانتهم على ذلك”. ونشرت الصحيفة الفتوى المثيرة إلكترونيا وفي النسخ المطبوعة أيضا. واستدعى المجلس الأعلى المصري لتنظيم الإعلام الممثل القانوني للصحيفة للتحقيق في الفتوى التي قال إن “من شأنها إثارة الفتنة والحض على التمييز بين المواطنين”.
وطالب مواطنون مسيحيون بإجراء تحقيق. وقال الصحافي والناشط القبطي، بيتر مجدي في تدوينة عبر فيسبوك، إن المنشور في الجريدة “يعد خطاب كراهية وتحريضاً ضد المواطنين المصريين من غير المسلمين، وينسف كل قيم المواطنة والتعددية التي من المفترض أن الدستور المصري يكفلها”.
وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني إن “الخطأ” الذي ارتكبه أحد محرريها تضمن “استخدام توصيفات لا توافق عليها الصحيفة ولا تتوافق مع معايير النشر المعتمدة”. وأضافت أنها “اتخذت قرارا بإيقافه عن العمل فورا، وحتى انتهاء التحقيق الداخلي وتوقيع الجزاءات التي تناسب حجم الخطأ وفق القواعد الداخلية”. وأكدت أن سياستها التحريرية تدعم “القيم الليبرالية والحرية واحترام العقائد والاختلاف”، معتبرة أن ما وقع “سوء تقدير شخصي لا يعبر على الإطلاق عن المؤسسة وما تمثله”.
وبدأت “المصري اليوم” اعتذارها، قائلة “ولأن الاعتراف بالخطأ فضيلة”، الأمر الذي اعترض عليه بعض الصحافيين في مصر.
وقال صحافي:
Wael Gamal
مفيش اعتذار مهني في الصحافة يبدأ بكلمة الاعتراف بالخطأ فضيلة… اعتذار يعني اعتذار بالذات في خطأ بالغ زي اللي حصل. مش أنا غلطان بس عظيم عشان باقول. 1978 ويقاومون الآن اختراق الجماعات لمؤسسات الدولة”.
وتفاعلت الأزمة إعلاميا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الإعلامي المصري عمرو أديب:
Amradib@
سقطة ‘المصري اليوم’ ليست خطأ صحافيا أو زلة لسان وإذا كان أحدهم قد كتبه عن جهل أو عن عمد أين رئيس القسم ورئيس الصفحة ورئيس التحرير ورئيس الموقع؟ بصراحة شيء لا يمكن تخيله. وأطالب الصحيفة بأن تكون من الشفافية وتخبرنا كيف حدثت هذه المصيبة الصحافية وأظن أن وقف المحرر أمر غير كاف.
وغردت صحافية مصرية:
OlaOmaar@
الغريبة إزاي كلمة كافر تتحط في عنوان رئيسي لتقرير أو حتى اقتباس في جورنال المفروض مهم وكمان في رمضان. في كلمات في الإعلام Black list Abusive ما ينفعش تتحط كعناوين رئيسية! واللي بيقولوا محدش بيراجع دي مصيبة كبرى إن حتى كلمة كافر *الممنوعة في العناوين متلفتش انتباهك #المصري_اليوم.
في المقابل قالت الكاتبة فاطمة ناعوت:
FatimaNaoot@
شكرا #المصري_اليوم. الخطأ وارد من أي صحافي وأي بشري في لحظة تعجل، ولكن سرعة اعتذار الصحيفة موقف محترم يُحسب لها. ونرجو من النبلاء عدم سنّ النصال لاغتيال صحيفة عريقة مشهود لها بوطنيتها وليبراليتها وتحضرها واحترامها لمبدأ المواطنة على مدى قرابة العشرين عاما.
ويذكر أن المنجد يعد رجل دين متشددا. وغرد الباحث سامح عسكر:
sameh_asker@
ما فعلته صحيفة ‘المصري اليوم’ ونقلها فتاوى الشيخ التكفيري المتشدد محمد صالح المنجد يستحق المحاسبة.
أولا: هذا الشيخ الجهادي سبق له القول بضرورة الغزو لنشر الإسلام وحرّم القتال تحت راية الوطن وقال بكفر المسيحيين والشيعة وغيرهم..
ثانيا: العنوان يقول بكفر المواطنين وهذا مخالف للدستور.
وأضاف:
sameh_asker@
معلومة ربما لا تعرفها صحيفة ‘المصري اليوم’
أن الشيخ الذي استدلت بأقواله ضد المصريين (معتقل في السعودية) منذ سنوات، وسبب اعتقاله هو تشدده ودعوته للتكفير والجهاد، فهذا الصحافي وذلك المحرر اللذان استدلا بأقوال المنجد يتبنان المذهب الجهادي التكفيري.
لذلك وجبت المحاسبة ولو بعد الاعتذار.
وكان منشور لسيدة مسيحية تدعى سيلفيا بطرس تروي فيه تفاصيل منعها هي وعائلتها من تناول الطعام بأحد المطاعم قبل أذان المغرب أثار جدلا واسعا. ليرد المطعم المذكور في بيان نشره عبر فيسبوك، جاء فيه “توضيح هام لزبائننا الكرام بخصوص ما تم اتهام إدارة كشري التحرير به، وهو اتهام غير صحيح، الزبونة المحترمة شرفتنا في فرع سراي القبة الساعة 5:50 مساء لطلب أوردر تيك أواي ودفعت الحساب للكاشير واستلمت الأوردر”. وتابع “الزبونة لم تجلس داخل الصالة لأنها مغلقة في هذا الوقت ولم يتم منع الزبونة أو الطفلة، وإذا حدث غير ذلك فهو خطأ فرد وليس منظومة، لقد تم التواصل مع الزبونة اليوم وتوضيح سوء الفهم وتقبلت الاعتذار”.
لكن بطرس كذبت إدارة المطعم وكتبت على فيسبوك:
Selvia Botros
للأسف إدارة المطعم تواصلوا معايا تليفونيا واعتذروا وطلبوا مننا نروح في أي وقت يعزمونا على أكلة كشري، قولت لهم أنا مش عايزة غير اعتذار رسمي على الصفحة لأن كل الناس متضايقة، اتفاجئت أنهم منزلين بوست وقح بيقولوا إني كذابة وأن الواقعة محصلتش وإننا ما قعدناش في الصالة أصلا.
يكذبون وأنا معايا سكرين شوت من كل كلامهم اللي بيمسحوه واعتراف منهم أننا قعدنا فعلا وبدأنا ناكل.
وكان عسكر أكد في تغريدات أن المسيحيين هم صمام أمان مدنية الدولة المصرية أو لكانت مصر تحولت إلى أفغانستان. وقال “كمسلم: أعترف أنه لولا مسيحيي مصر لتحولت مصر لأفغانستان أخرى… مسيحيو مصر هم من حفظوا مدنية الدولة في ظل انخفاض وعي المسلمين، وحماس الجماهير لدولة الشريعة واتباعهم للشيوخ بشكل أعمى.. هم من تصدوا لخطة السادات بتطبيق الشريعة سنة 1978 ويقاومون الآن اختراق الجماعات لمؤسسات الدولة”.
وأضاف:
sameh_asker@
مسلمو مصر لهم دور تنويري مع أشقائهم المسيحيين، لكنه دور متأخر جدا وجاء استجابة لدعاوى ونشاط المثقفين، لكن أقباط مصر كمثقفين ومؤسسات وجماهير هم الذين تحركوا في وقت حساس منذ السبعينات، وضغطوا على صانع القرار بتفسير الشريعة بشكل مدني مؤقتا لحين ارتفاع وعي المسلمين.. وقد نجح الضغط.