كريتر نت – متابعات
رأى المستشار الرئاسي في دولة الإمارات، أنور قرقاش، أن الهبمنة الغربية على النظام الدولي تعيش أيامها الأخيرة، مشيرا إلى أن التغيير هو الطبيعي في الحياة والثبات والاستقرار هما الشواذ عن القاعدة.
وقال قرقاش في “مجلس محمد بن زايد” إن ظهور القوة الاقتصادية والكنولوجيا من آسيا ممثلة بالصين واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا “سيغير الميزان الذي كان مائلا للغرب بحيث أن هذا الاقتصاد أصبح أقل غربية”، حسب قوله.
وأضاف الدبلوماسي الإماراتي قائلا: “الصين اليوم لاعب اقتصادي وتكنولوجي رئيسي ولاعب سياسي مهم جدا رغم أننا لن نضعها في مصاف أمريكا حاليا لكن هذه التغييرات تشير إلى أن التغيير هو القاعدة في النظام الدولي وليس الثبات والاستقرار”، على حد تعبيره.
وقال قرقاش: “النظام الدولي اليوم، الهيمنة الغربية على النظام الدولي في أيامها الأخيرة”، مشيرا إلى أن التغيير هو الأمر الطبيعي وأن النظام الاقتصادي المعتمد على الدولار لا يتجاوز عمره الـ70 عاما.
وأوضح الدبلوماسي الإماراتي قائلا: ” اليوم ننظر إلى أن الدول تعتمد على الدولار كعملة عالمية ونعتقد أن هذا كان منذ الأزل والحقيقة أن النظام الدولي الذي يعتمد على الدولار عمره 50 أو 60 أو 70 سنة، لذلك فالتغيير هو طبيعة الحياة”، حسب قوله.
وتطرق الدبلوماسي الإماراتي إلى الهجوم الحوثي على منشآت مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي في يناير/كانون ثاني الماضي، وعن دور هذه الحادثة في “اختبار” تحالفات الإمارات مع بعض الدول.
وقال قرقاش: ” الهدف من إطلاق مثل هذه الصواريخ هو ليس فقط الإضرار المادي بدولة الإمارات بل هو أيضا الإضرار المعنوي والإضرار بمسيرة دولة الإمارات” وتابع قائلا: ” بطبيعة الحال هذا كان بمثابة ناقوس خطر بعد احتفالات الـ50 سنة والشعور بأن الدولة لها هذا الزخم الكبير من الإنجازات، بان هناك أيضا تحديات وأبرز التحديات هي التي تستهدف أمنك واستقرارك”، حسب قوله.
وأضاف الدبلوماسي الإماراتي: “لم يكن يجب أن نتعايش مع هذا التحدي بل أن نقوم بكل الخطوات اللازمة للتصدي له وكان هناك إجراءات لحماية البلد لكن إضافة إلى هذا كان هناك أيضا امتحان ومازال للعديد من تحالفاتنا لأن العديد من تحالفاتنا تعتمد حقيقة على موضوع الالتزام وبالتالي بلا شك هناك ضرورة لمراجعة طبيعة الالتزام”، حسب تعبيره.
وتابع قرقاش قائلا عن الهجوم الحوثي: “فلا يمكن أن نقبل في ظل هذا التحدي أن تعود الأمور إلى مسارها العادي لان هذا شيء غير طبيعي ولا نقبل أن نعيش تحت تهديد ميليشيا غير حكومية تقرر هي كيف تتعرض لدولة الإمارات ودول أخرى”، وراى أن على الإمارات اتباع مبدأ “يد تبني ويد تحمي”، حسب قوله.
وعن تحالفات الإمارات، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية سابقا: “مازلنا في زخم إعادة ترتيبات أمورنا وإعادة النظر في تحالفاتنا وتأكيد أن هذه التحالفات هي جزء من المنظومة الكلية لحماية دولة الإمارات”، على حد تعبيره.
وانتقد الدبلوماسي الإماراتي تقسيم بعض المحللين الغربيين الدول إلى ديموقراطية واستبدادية قائلا: “تقسيم الدول إلى دول ديموقراطية واستبدادية من قبل بعض المحللين الغربيين هو طرح مرفوض لأنه يعني: “إما أن تكون معنا فأنت دولة ديموقراطية أو ضدنا فأنت استبدادي” والحقيقة أن المساحة بين الأنظمة المتعارف عليها أنها ديموقراطية والاستبدادية كبيرة… هذا نوع من الدعاية السياسية”.
وبشأن متصل، أوضح قرقاش أن نهج “بناء الجسور” الذي تتخذه الدبلوماسية الإماراتية مع دول المنطقة يعود إلى أن الدولة “المتوسطة”، من ناحية عدد السكان حسبما وصفها، لا يمكن إلا أن تتحرك ضمن “تكتل عربي أو إقليمي” في ظل منطقة تشهد تغييرات وظروفا قاسية.
ولفت قرقاش إلى أن الإمارات تؤمن بحل الخلافات مع الدول الأخرى عبر السبل الدبلوماسية التي قد تستهلك وقتا أطول وصبرا أكبر إلا أن عواقبها تبقى أقل بكثير من “المواجهات المفتوحة”، على حد قوله.