كريتر نت – متابعات
صعدت مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، حملة مداهمة المساجد في صنعاء ومناطق سيطرتها لمنع صلاة التراويح وبهدف إرغام السكان على سماع خطب زعيم الجماعة التي تبث مساء كل يوم في شهر رمضان.
ومارست مليشيا الحوثي منذ اجتياحها وانقلابها على السلطة بالعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، التضييق على المصلين في المساجد وقام عناصرها بفرض عقيدتها وأفكارها الطائفية عليهم بشكل تدريجي بدءاً بترديد الصرخة الخمينية ثم تحريم قول “آمين“ بعد قراءة سورة الفاتحة و“ضم اليدين“ بكل صلاة ثم منع أداء صلاة التراويح عبر مكبرات الصوت وصولا إلى منع أدائها تحت مزاعم أنها “بدعة“.
اعتاد المواطنون في شهر رمضان من كل عام أداء صلاة التراويح في اغلب مساجد صنعاء ومحافظات أخرى وسماع اجمل أصوات تراتيل القرآن الكريم، ولكن المليشيا اتخذت قرارا عام 2018 يتضمن اغلاق مكبرات الصوت من على المآذن بذريعة تسببها بـ“إزعاج الناس“ ما أفقد صنعاء أجواءها الإيمانية وروحانية شهر رمضان، وجعلها مدينة بلا روح رمضانية كما كانت في كل السنوات الماضية قبيل انقلاب الحوثيين.
وسخرت مليشيا الحوثي مكبرات الصوت ومآذن المساجد لتصدح ببث محاضرات زعيمها الطائفية المشبعة بثقافة العنف والتحريض والتعبئة التي تبث مساء كل يوم من أيام شهر رمضان، وتحويل المساجد الى ساحات للمقيل ومضغ القات، ورقص البرع والاجتماعات والدورات الطائفية والفعاليات الخاصة بالجماعة في ظل تجاهل وعزوف مجتمعي كبير وحالة واسعة من الاستياء والسخط في اوساط السكان جراء تعمد المليشيات ازعاجهم بالهراء والهذيان المتكرر والممل لزعيم الجماعة وانتهاك حرمات الله وبيوته في جريمة خطيرة تعدت كل الخطوط والأعراف والاديان.
ومنذ بدء شهر رمضان الجاري، كثف الحوثيون عمليات مداهمات المساجد القمعية بالعاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتهم كان احدثها، اقتحام مشرف حوثي مع مسلحيه مسجد الإيمان بحي نقم شرق المدينة، وفرضهم إماما جديدا من الموالين لهم، ومنع صلاة التراويح فيه مما حول المسجد الى حالة من الفوضى والشغب اثر رفض كافة الأهالي.
وتداول ناشطون مقاطع مرئية صورت بهواتف نقالة وثقت عملية الاقتحام، وتظهر المشرف الحوثي يقول للمصلين: “سمحنا لكم تصلوا الوتر، لكن انتو زيدتوا اللغاجة”، ومقاطع أخرى تظهر المصلين وهم يرفضون املاءات واوامر المليشيا بفرض إمام حوثي في المسجد وقع على إثرها مشادات حادة وانتهت بالاعتداء على المصلين.
كما منعت المليشيا لليوم الثالث على التوالي المصلين من اداء صلاة التراويح واعتقلت ثلاثة من شباب حارة مسجد الايمان بحي نقم بعد اتهامها لهم بنشر مقاطع مرئية لعملية اقتحام المسجد والتحريض ضد الجماعة.
جاء ذلك بعد يومين من مداهمة المليشيا مسجد “أحمد ناصر” في شارع هائل، و“جامع الشهداء“ احد ابرز اكبر مساجد العاصمة صنعاء والواقع بميدان باب اليمن، ومنع المصلين من أداء صلاة التراويح فيهما وتحويلهما لمجالس للمقيل والاستماع لمحاضرات زعيم المليشيا الطائفية مساء كل يوم من أيام شهر رمضان، بعد أسبوع من حادثة مماثلة باقتحام المليشيا لاحد المساجد في حارة الوايتات بحي المطار ومنعها اداء صلاة التراويح ورفض المصلين والذي قام مسلح حوثي باطلاق الرصاص عليهم مما ادى الى استشهاد اثنين واصابة آخرين بجروح.
واعتبر مراقبون اقتحام مليشيا الحوثي، ذراع ايران، المساجد واعتداءاتها على المصلين واعتقالهم وتحويلها من دور للعبادة إلى أماكن للسمر والمقيل واللهو وعقد اللقاءات والاجتماعات والأمسيات الحوثية الطائفية تدنيسا وجريمة مماثلة لما يقوم به الكيان الصهيوني باقتحام المسجد الأقصى واعتدائه على المصلين، ومحاولة حوثية لخلق صراع طائفي مقيت دون ادنى مسؤولية أو مراعاة للتنوع المذهبي الذي يتميز به الشعب اليمني.
وأثارت مداهمة مليشيا الحوثي للمساجد ومنع صلاة التراويح وتحويل المساجد للمقيل والسمر والرقص موجة انتقادات لاذعة وغاضبة وساخرة من قبل اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، رصدها محرر “نيوزيمن“، جراء تصاعد هذه الممارسات خلال رمضان الجاري كغير العادة من شهر رمضان بكل الأعوام الماضية.
وعلَّق الاعلامي عبدالولي المذابي على صور نشرها تظهر عناصر المليشيات الحوثية وهم يمضغون القات داخل عدد من المساجد ساخراً: “احد الجوامع بعد التخزينة العرمرمية.. تخزنوا عندنا ولا الجامع أبرد“ وفي تعليق آخر قال: “هذا جامع ولا ديوان الشيخ“.
وغرد الصحفي وليد العمري قائلاً: “صلاة التراويح بدعة.. والمقيل والبرع داخل المسجد سنة مؤكدة.. عاد شيء معهم عقول ولا لحسها الشيطان“.
وقال عمار المجد ساخراً :”انا نفسي افهم، ليش يا سعم بيزعل “الحوثيين” من “الاسرائيليين” لما يقتحموا المسجد الاقصى ويمنعوا المصلين من الصلاة فيه!!
والا زعلانين لان الاسرائيليين بينافسوهم في الموضوع؟!
شغل “مطابنه” يعني؟!
اما سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة “اليونسكو“، محمد جميح، علَّق في تغريدات بحسابه متسائلاً: ما الذي سيضر الحوثيين لو تركوا المصلين يؤدون صلاة التراويح؟ ما الذي يشكله أداؤها من تهديد لهم؟!
وأضاف: “فلنقل إن الحوثي لا يعتقد بصلاة التراويح، لماذا لا يترك من يعتقدون بها ليؤدوها؟! من أراد أن يصليها فعل، ومن لا يريد فهو وشأنه؟!”.
واختتم متسائلاً: “لماذا يدينون إسرائيل في القدس وهم يفعلون فعلها في صنعاء؟!”.
وقال عادل الروحاني معلقاً على مقطع مرئي لاقتحام مسجد الايمان بصنعاء: “الفيديو الذي تم نشره عن ما حدث في أحد جوامع العاصمة صنعاء يعبر عن جريمة وعار وفعل قبيح لا يستند من قام بتلك العملية الشنعاء على قانون ولا شرع ولا أخلاق إن كانت مثل تلك التصرفات هدفها جس نبض الشارع اليمني أو محاولة ترويضه فأنتم واهمون فمثل هذه المواقف تزيد الشعب رفضاً لكم وليساساتكم“.
ويقول سامي الاصبحي مخاطباً الحوثيين: “كفو أيديكم عن بيوت الله وخلو الناس تصلي وتتعبد رمضان مش حق داويه وهدار من هو هذا التافه قليل الإيمان الذي يمنع الناس من صلاة التراويح جاي يقول قد خليناكم تصلوا صلاة الوتر ما عاد باقي لكم البلاد ما هي بلاد ابوك حتى تدخل المساجد وتمنع الناس من الصلاة والعبادة“.
وفي السياق، أدانت الحكومة المعترف بها دوليا، السبت، “الحملات التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، لمنع إقامة صلاة التراويح، وتحويل المساجد الى مقار لتعاطي القات والاستماع لمحاضرات زعيمها، وآخرها اقتحام مجاميع مسلحة بقيادة المدعو محمد الدرويش مسجد الإيمان في منطقة نقم بصنعاء”.
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني في تصريح نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، “إن هذه الممارسات الاجرامية امتداد لمحاولات مليشيا الحوثي الارهابية فرض افكارها ومعتقداتها الطائفية الدخيلة المستوردة من ايران في المناطق الخاصعة لسيطرتها بالاكراه وقوة السلاح”.
وأشار إلى أن ذلك يعد استهدافا للتنوع الثقافي، ونسف مبدأ التعايش بين اطياف المجتمع اليمني والتي سادت لقرون.
ودعا الارياني منظمة العالم الإسلامي والعلماء والدعاة في اليمن والدول العربية والاسلامية، ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة اعتداءات مليشيا الحوثي على المساجد ومنع المصلين من اداء صلاة التراويح، وغيرها من الشعائر، في انتهاك سافر وغير مسبوق لحق العبادة وحرية الدين والمعتقد.