كريتر نت – العين الإخبارية
لم يردع التحالف العربي أطماع إيران باليمن فحسب، وإنما أرسى بنية صلبة لتحقيق السلام تحت مظلة شرعية يجسدها مجلس القيادة الرئاسي.
فبعد 8 أعوام من الخلافات والصراعات بين القوى الفاعلة المناهضة للانقلاب الحوثي، يلملم مجلس القيادة الرئاسي شتات اليمنيين للمضي في هدف واحد وهو تحقيق السلام واستعادة البلاد من قبضة الانقلاب سلما أو حربا بدعم من التحالف العربي.
وأضحى الحلم حقيقة مع بدء مجلس القيادة الرئاسي ممارسة مهامه من العاصمة المؤقتة عدن، والتي لطالما كانت مسرحا داميا ومحزنا، لكن حكمة التحالف العربي انتصرت للسلام اليمني وحولتها إلى قاعدة انطلاق لتحالف وطني في مواجهة مد إيران ووكلائها الحوثيين.
وامتدت جهود التحالف العربي بقيادة السعودية في دعم جهود السلام باليمن مؤخرا إلى توفير المناخ السياسي للمشاورات اليمنية في الرياض، ثم الإعلان عن دعم للاقتصاد قبل تهيئة الأجواء الأمنية لعودة المجلس الرئاسي للانطلاق من عدن نحو استعادة صنعاء.
هذه الجهود كانت محل شكر وثناء مجلس القيادة الرئاسي الذي تعهد بتعزيز العلاقة مع شركاء الوجود والمصير أي دول تحالف دعم الشرعية، خاصة السعودية ودولة الإمارات، على “دعمهما لمواجهة الانقلاب ومشروع إيران الداعم له وتقديم كافة أشكال الدعم السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والعسكري والأمني والإغاثي والإنساني”، وفق ما أعلنه رئيس المجلس رشاد العليمي.
وكان السفيران لدى اليمن؛ الإماراتي سالم الغفلي والسعودي محمد آل جابر، حضرا مراسم أداء القسم الدستوري لمجلس القيادة الرئاسي أمام البرلمان في عدن، ضمن دعم دبلوماسي يعد استمراراً لدعم قيادتي المملكة ودولة الإمارات لحكومة وشعب اليمن في كل المجالات.
توقيت حاسم
يرى خبراء وسياسيون يمنيون أن نجاح التحالف العربي في توحيد الصف تحت مظلة الشرعية جاء في توقيت حاسم ليبدأ مجلس القيادة الرئاسي، انطلاقا من عدن، مرحلة جديدة في اتجاه استعادة الدولة وانهاء الانقلاب وتحقيق السلام.
ويعتقد عضو اللجنة المركزية لحزب التنظيم الناصري اليمني، خالد طربوش، أن دول التحالف ممثلة بالسعودية والإمارات سعت لتهيئة كل الظروف الملائمة منذ انطلاق عاصفه الحزم في مارس/آذار 2015، ولم تتغير وتتبدل أولوياتهما وهو ذات الدور الريادي باليمن.
وقال السياسي اليمني، في تصريح لـ”العين الإخبارية”، إن “السعودية والإمارات عملت ضمن التحالف واتخذت سياسة واضحة، وكان إسقاط الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة من أولويات دعمها في اليمن”.
وأوضح أن “عودة القيادات اليمنية إلى العاصمة عدن جاء بعد تطور وبناء الشرعية وبدعم ومباركة من دول التحالف ممثلة في المشاورات اليمنية اليمنية والتي لم يستثن منها أحد”.
وأضاف طربوش أن “التحالف نجح في إيجاد انطلاقة وطنية جديدة وإعادة روح المبادرة والقبض على زمام الأمور للشرعية والتي من خلالها ستترتب كل أوراق الشرعية لما يخدم حربها وإسقاط الانقلاب واستعاده الدولة”.
وأشار إلى أن ممارسة مجلس القيادة الرئاسي لمهامه من عدن أعاد -من حيث الشكل- الطمأنينة ليس فقط لليمنيين ولكن على مستوى الإقليم والعالم، إثر ما شهدته الشرعية من تقارب وتوحيد للصف الوطني وحشر مليشيا الحوثي بالزاوية الضيقة في حالة من التوتر والقهر والخوف.
ولفت إلى أن عودة رموز الشرعية والتحامهم بالناس وقضاياهم سيضيف إقبال شباب اليمن ورجاله بحماس وصلابة لحسم المعركة مع مليشيات الحوثي، معتبرا أن هذا الأمر يأتي في توقيت ذكي ومناسب بفعل دعم التحالف العربي بقيادة السعودية.
وحث طربوش مجلس القيادة الرئاسي عل العمل كعامل مساعد وإيجابي مع دول التحالف للملمة الصف السياسي والعسكري الذي لطالما كان غائبا طيلة الفترة الماضية، ما جعل دور الفعاليات السياسية محدود الأثر.
نوايا صادقة
مستشار وزير الإعلام اليمني طالب الشرفي أشاد أيضا بالدور العظيم الذي بذله الأشقاء بدول مجلس التعاون الخليجي في رعاية وإنجاز مشاورات الرياض، تواصلا لجهود ودعم أخوي دائم ومتواصل لليمن.
وشكر الشرفي دول التحالف العربي قائلا لـ”العين الإخبارية”: “عقد راية تحالف عربي لنصرة اليمن وهم من لم يبخل بدم أبنائه جنبا إلى جنب مع أبنائنا اليمنيين”.
أما قائد لواء الحسم سابقا العميد فيصل الشعوري، فنبه إلى المواقف الخالدة للسعودية ودولة الإمارات والتي جسدتها تضحياتهما ونوايهما الصادقة من أجل رفع المعاناة عن شعبنا وتحقيق السلام العادل والدائم.
ولفت المسؤول العسكري إلى أنه “رغم الثقة بأن السلام لن يتحقق إلا بالحسم العسكري والمواجهة مع مليشيات الحوثي، إلا أن تضحيات دولة الإمارات والسعودية لن ينساها الشعب اليمني كمواقف ومساندة ودعم وبذل وعطاء”.
مظلة جامعة
من جهته، أكد السياسي والمسؤول الإعلامي في حزب المؤتمر الشعبي العام بتعز محمد عبده سفيان، أن عودة الرئاسة والسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية إلى عدن سيساهم في تطبيع الأوضاع العامة الأمنية والاقتصادية والخدمية في المناطق المحررة وقيادة المعركة سلماً أو حرباً لإنهاء انقلاب مليشيات الحوثي واستعادة الدولة والجمهورية.
وعن مجلس القيادة الرئاسي، قال سفيان لـ”العين الإخبارية”، إنه يمثل مختلف الأطراف والقوى تحت مظلة الشرعية ويجسد الوحدة الوطنية والأهداف المشتركة، أهمها إنهاء الحرب وإحلال السلام والأمن والاستقرار في ربوع اليمن.
“كما يلبي طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح وإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً في هذه المرحلة التاريخية الهامة والعصيبة”، وفقا للسياسي اليمني.
ويرى سفيان أن نقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي يمثل نقطة تحول تاريخية هامة ومحطة انطلاق نحو استعادة الدولة والجمهورية بالسلم، وهو ما يتمناه كل أبناء الشعب اليمني، أو بالحرب وهي رغبة مليشيات الحوثي حتى يتم إخضاعها للسلام بدعم من التحالف العربي.
ومتطرقا إلى القوات التي يمثلها مجلس القيادة الرئاسي، أوضح أن قوات المجلس أصبحت تتألف من الجيش الوطني الخاضع لسيطرة فصيل سياسي معين، والقوات الجنوبية للمجلس الانتقالي -ألوية العمالقة – قوات المقاومة الوطنية، وهو ما يعني توحيد الرؤية والهدف والموقف تجاه المعركة مع مليشيات الحوثي سلماً أو حربا.
وأشار السياسي اليمني إلى أن تشكيلة مجلس القيادة الرئاسي ضمت كل تلك الأطراف وبدعم من التحالف، إذ تعلق على المجلس آمال قيادة مسيرة الثورة والجمهورية والوحدة في هذه المرحلة التاريخية الهامة والعصيبة، والعمل على تحقيق تطلعات أبناء الشعب اليمني في سلام شامل ودائم، واستكمال مهام المرحلة الانتقالية، وعودة الحياة الديمقراطية والاحتكام للإرادة الشعبية.
ومؤخرا، سلم الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي السلطة إلى مجلس القيادة الذي يمثّل قوى مختلفة، وذلك في ختام مشاورات الأطراف اليمنية المنعقدة بالعاصمة السعودية الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي.