كريتر نت – وكالات
مع عيش العالم أجواء صفقة استحواذ الملياردير العالمي إيلون ماسك على منصة «تويتر» وما صاحبها من تساؤلات حول مستقبل حرية الصحافة والإعلام، إلى ميادين القتال في أوكرانيا حيث يُقتل مراسلون ومصوّرون، وتتراشق الأطراف المتصارعة التقارير العسكرية والسياسية كل من وجهة نظرها، احتفل العالم أمس بـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة».
جدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة اعتمدت هذا اليوم، يوم 3 مايو (أيار) من كل عام، لتذكير حكومات بضرورة احترامها حرية الصحافة.
كما نصَت وثيقة إعلان هذا اليوم على ضمان بيئة إعلامية حرة وآمنة للصحافيين، وهذا بجانب جعل اليوم لتأمل الصحافيين والإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقياتها.
وحقاً، تستضيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) وجمهورية الأوروغواي راهناً (بين 2 و5 مايو) «المؤتمر العالمي السنوي لليوم العالمي لحرية الصحافة»، الذي يُعقد في صيغة هجينة في منتجع بونتا ديل استي بالأوروغواي.
ويحمل المؤتمر شعار «صحافة قابعة تحت حصار رقميّ»، وسيناقش المؤتمر تأثير العصر الرقمي في حرية التعبير وسلامة الصحافيين، والحصول على المعلومات ومسألة الخصوصية.
وحقاً، فإن التخوفات جدّية هذه الأيام من تأثر الحريات الصحافية من غزو «إعلام جديد» تملكه قلة متنفذة ذات صلات معينة مع قيادات وتيارات سياسية.
مع العلم أن علامات الاستفهام كانت قد بدأت تطرح بإلحاح إبان فترة رئاسية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وانتشار مصطلح «الأخبار المزيفة»، وشراء دول كبرى عبر رجال الأعمال العديد من وسائل الإعلام ومنصاته.
وجاءت صفقة شراء «تويتر» التي خاضت حربا رقابة ضد ترمب لتعيد تسليط الضوء على مسألة الحريات الصحافية.
من جهة أخرى، الإعلاميون كانوا وما زالوا يجدون أنفسهم في الخطوط الأمامية من المناطق الساخنة.
وإبان تغطية الحرب الروسية – الأوكرانية، التي اندلعت يوم 24 فبراير (شباط) الماضي، دفعت الصحافة ثمناً باهظاً في سبيل نقل ما يحدث إلى العالم.
فقتل البعض وحوصر آخرون. ووفق إحصاءات رسمية وبيانات من وسائل الإعلام ومنظمات معنيّة بحريّة الصحافة، قتل لتاريخه في أوكرانيا صحافيان أجنبيان، وثلاثة صحافيين أوكرانيين، بينما أصيب بجروح آخرون من جنسيات متعددة.
فقد أعلنت شبكة «فوكس نيوز» الإخباريّة الأميركية عن مقتل مصور فرنسي آيرلندي ومنتجة تلفزيونيّة أوكرانية، كانا يعملان لحسابها، بينما أصيب زميلهما البريطاني بنجامين هول، وذلك عندما أصيبت العربة التي كانوا بداخلها بإطلاق نار في هورنيكا، قرب العاصمة الأوكرانية كييف، يوم الاثنين الماضي.
وفي العالم العربي، أثنى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمناسبة «اليوم العالمي لحرية الصحافة»، على الدور التنويري الذي تمارسه الصحافة، وأشاد بدور الصحافة في البحرين في «نقل حقيقة الصورة الحضارية وما تمثله من نموذجٍ متقدم في صون الحقوق والحريات».
وعبر عن احتفائه «بكل من حمل أمانة الكلمة الصحافية الصادقة والمسؤولة في مختلف قطاعات الصحافة والإعلام، والحفاظ على شرف ميثاق هذه المهنة العريقة».
فقال: «نجدد بهذه المناسبة مشاعر الاعتزاز والفخر بمؤسساتنا الصحافية وإعلامنا الوطني عبر العقود، ونوجه الشكر والتقدير لكل منتسبي هذه المؤسسات على ما يقومون به من دور بنّاء في ترسيخ رسالة الصحافة النبيلة في نشر الوعي وإعلاء الفكر المستنير، ونقل حقيقة الصورة الحضارية لمملكتنا وما تمثله من نموذجٍ متقدم في صون الحقوق والحريات».
وأضاف أن «الجسد الصحافي والإعلامي يعبر عن جزء أصيل في مسيرتنا الديمقراطية والتنموية وموروث مجتمعنا الثقافي وما يحمله من قيم التنوع والتعددية والانفتاح، وحرية التعبير المسؤولة التي تستند إلى ضميرٍ واعٍ يضع المصلحة الوطنية العليا فوق أي اعتبار».
ومع عودة الحياة إلى طبيعتها بعد جائحة كوفيد 19، شدد العاهل البحريني «على أهمية الدور الذي تنهض به الصحافة والإعلام الوطني، في تعزيز وتيرة التعافي على مختلف الأصعدة».