كريتر نت / تقرير
من وقت مبكر تعمل دولة الرئيس عبدربه منصور هادي، وحليفه الإخواني (حزب الإصلاح)، على تفكيك قوات النخبة الشبوانية، وتفريخها، خاصة بعد النجاح الملحوظ الذي حققته هذه القوة في المعركة ضد التنظيمات المتطرفة بالمحافظة.
غير أن ما تبدو “حرباً” يخوضها تحالف السلطة الشرعية، ضد قوات النخبة الشبوانية، تصاعدت لاحقاً في غضون نجاح الحملات العسكرية والأمنية التي قادتها لتعقب العناصر المتطرفة.
ولم تقتصر حرب حكومة هادي وحليفه الإخواني، ضد قوات النخبة الشبوانية، عند محاولة تفريخ هذه القوة الضاربة، بل تجاوزت ذلك إلى الاصطفاف في خندق العناصر المتطرفة والمطلوبين أمنياً، كما حدث أخيراً في مديرية “مرخة” عندما استنفر الإخوان لحماية مطلوبين.
وقد أسقطت حادثة “مرخة” أقنعة الشرعية الإخوانية، الممولة من دولة قطر، وكشفت عن تواطؤ وتغاض ودفاع عن العناصر الإرهابية.
خفايا دولة الإصلاح والقاعدة
في يونيو من العام 2016 أصدر وزير الداخلية السابق حسين عرب قراراً قضى بتعيين عوض مسعود الدحبول مديراً لأمن محافظة شبوة عقب دحر مليشيا الحوثي من مدينة عتق مركز المحافظة.
غير أن الدحبول فشل تماماً في ضبط الوضع الأمني بعد التحرير، رغم الدعم الكبير من التحالف العربي، إذ شهدت المحافظة حالة فوضى غير مسبوقة، وعاش السكان تحت قسوة عناصر الجماعات المتطرفة وعصابات السرقة والتقطعات.
وبدلاً من ضبط الملف الأمني، عمل مدير الأمن على تدمير مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية بالاشتراك مع ناصر النوبة الذي كان يشغل منصب قائد محور عتق، حيث أعطيا لأفراد الأمن والجيش إجازات مفتوحة ما زالت سارية المفعول حتى اللحظة.
وقد عمل الدحبول والنوبة ولحقهم عزيز العتيقي الذي يشغل حالياً منصب قائد محور عتق، بطريقة أو بأخرى على إبقاء حالة الفوضى الأمنية، في شبوة، وتسهيل نشاط التنظيمات الإرهابية والعصابة المسلحة وحركتها في أرجاء المحافظة.
وقد كان لافتاً في المرحلة التي تلت عملية تحرير عتق، وجود ما تبدو “هدنة” بين القيادات الأمنية من جهة، وعناصر تنظيم القاعدة من جهة ثانية، إذ كان مدير الأمن يتنقل بين المناطق، من دون أي مخاوف من الاستهداف من جانب التنظيم الذي كانت عناصره تنتشر علناً وبكثافة.
وفي وقت سابق أكدت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية هذه المعلومات، خلال تحقيق نشرته في أغسطس من العام الفائت.
وقالت الوكالة إن مسؤولين أمنيين في حكومة هادي والإصلاح بينهم مدير أمن شبوة، أبرموا اتفاقاً مع تنظيم القاعدة في فبراير من العام 2016 يقضي بانسحاب القاعدة من مدينة الصعيد بمحافظة شبوة مقابل أموال لمقاتلي التنظيم.
غير أن عناصر القاعدة لم ينسحبوا من شبوة، حيث ظل التنظيم يتخذ مناطق واسعة كالصعيد والحوطة وحتى العاصمة عتق أوكاراً له، حتى قدوم النخبة الشبوانية في العام 2017، التي خاضت حرباً مفصلية ضد التنظيم وأمنت مناطق واسعة بالمحافظة في غضون أشهر قليلة.
تشتيت قوات النخبة
في الأثناء يعمل مدير أمن شبوة عوض مسعود الدحبول على إغلاق الطرق أمام قوات النخبة الشبوانية بافتعال أزمات محلية في عاصمة المحافظة عتق بتنسيق مع حزب الإصلاح الذي يحاول هو الآخر حرف الأنظار باتجاه جردان وبيحان.
وذكر مصدر محلي “أن قوات محور عتق الموالية لسلطة هادي والإخوان في مأرب، تسعى لتفجير الأوضاع في المديرية مع القبائل منذ أيام عدة”.
وأشار أن قوات عسكرية موالية للإصلاح يقودها عزيز العتيقي أمطرت معسكراً يتبع قبليين في جردان، بقذائف آر بي جي، دون أن تسفر عن سقوط ضحايا، يوم الثلاثاء الماضي.
وبحسب المصدر، فإن هذا المعسكر أنشئ لأبناء المديرية منذ خمسة أشهر، إذ يقولون إنهم الأحق بحماية أنبوب النفط الذي يمر في مناطقهم.
وفي مديرية بيحان، حاولت مراراً قوات موالية للإخوان التقدم باتجاه عتق، بهدف زعزعة الأمن، وتشتيت انتباه قوات النخبة التي تفرض السيطرة فيها.
إعادة شبوة إلى دوامة 2014
وتشير المعطيات إلى أن تحالف هادي والإصلاح يريد إعادة الوضع الميداني إلى ما كان عليه حينما سيطر الجيش على مدينة عزان، في العام 2014 بعد معارك وهمية مع تنظيم القاعدة الذي كان يعتبر عزان إمارة تابعة له.
ويقول سكان محليون، إن معارك الجيش التي كان من المفترض أن تكون ضد القاعدة، لم تستهدف إلا منازل الأهالي، وأجبرتهم على النزوح إلى مناطق أخرى، فيما لم يقتل أي من عناصر القاعدة آنذاك.
وقد عاد القاعدة للسيطرة على المدينة، إذ فرض حصاراً على قوات الجيش عام 2014، لعدة أيام، قبل أن يستسلم الأفراد ويغادروا المدينة ليسيطر عليها عناصر التنظيم.
المصدر : اليوم الثامن