تجري الاحداث من حولنا بشكل متسارع ووسط زحمة الاحداث تجري امور كثيرة خلف الكواليس لا يعرف بتفاصيلها الا القلة من الناس .
فمن يشتغل في السياسة يعرف بانها لا تعترف بالخط المستقيم ، وان خطها متعرج ومن لا يجيد السير في خطها المتعرج يتوه في دهاليزها ، ومن هذا المنطلق فلا غرابة اذا ما قلنا بان هناك مصالح مشتركة تجمع الرئيس هادي بجماعة الحوثيين ، وقد يقول قائل ما هي هذه المصالح المشتركة ؟ وهذا سؤال منطقي .
لو اخذنا ملف تبادل الاسرى فالمصالح المشتركة بين هادي وجماعة الحوثي تجاوزت اطلاق سراح المعتقلين الى ما هو ابعد ، فمليشيات الحوثي على الرغم انها مستفيدة من عملية تبادل الاسرى التي تمنحها سبعة الف مقاتل يشكلو قوام ثلاثة الوية الا انها تريد كسب منافع اخرى من خلال فرض بعض الاشتراطات السرية غير المعلنة على الرئيس هادي مقابل ان يكون ناصر منصور هادي شقيق الرئيس ظمن الدفعة الاولى المفرج عنها .
وتفيد المعلومات بان وسطاء محلين منهم وزير الدفاع السابق محمد ناصر احمد المقيم في عمان من طرف هادي وعبدالحافظ السقاف قائد الامن المركزي السابق في عدن وغازي احمد علي مدير أمن عدن السابق من طرف الحوثي توصلا الى اتفاق يقضي باقالة شلال علي شائع مدير أمن عدن كشرط رئيسي لاطلاق سراح ناصر منصور شقيق الرئيس ، وقد وجد هادي في هذا شرط فرصة مناسبة لتهيئة الضروف لعودة العم ناصر الى مكانه السابق قبل الحرب كحاكم امني وعسكري لمحافظة عدن وضابط ايقاعها ، فبالاضافة الى عودته لتشغيل عناصره الأمنية والقاعدية من اتباع جلال بلعيدي الذي قتل بطائرة امريكية من دون طيار قبل عامين ، والذي تربطه بهم علاقات وطيدة ، وكذلك الاستفاد من عناصر عبدالحافظ السقاف وخلاياه الحوثية الحسينية والزينبية ، اضافة الى عناصر وخلايا غازي احمد علي .
قد يتبادر الى ذهن البعض سؤال ما هي مصلحة جماعة الحوثي من ازاحة شلال ؟ وهو سؤال وجيه سنجيب عليه بالاتي :
1- الدفع بهادي الى اتخاذ قرارات اقصى مثلث الهظبة الضالع / ردفان / يافع ، وخلق صراع جنوبي جنوبي داخل عدن وعودة الخصومة التي كانت قائمة قبل حرب 2015م بين العم ناصر والقيادات الجنوبية التي قادة دفة الحراك منذ عام 2007م حتى مارس 2015م وعلى وجه الخصوص فترة ما بعد وصول هادي الى كرسي الحكم وتحريك ملف الملاحقات والمطاردات والتي كان شلال على رأسها ، وبالتالي تاجيج الصراع بين الجنوبيين وتكرار ما حدث في يناير الماضي من صدام مسلح .
2- استغلال قرارات هادي الاقصائية اعلامية لاثارت النعرات المناطقية وتعزيز ثقافة الكراهية وضرب التصالح والتسامح .
3-عودة نشاط تنظيم القاعدة وداعش وبقوة واظهار الجنوب كبيئة حاظنة للارهاب ، وهذا يقوي موقف المليشيات ويقدمهم للمجتمع الدولي شريك حصري ووحيد في مكافحة الارهاب ، وبالتالي تكون لديهم ورقة قوية تجعلهم يحضون بالقبول والرضى من المجتمع الدولي .
4- ضرب الجبهة الداخلية الجنوبية وتحويل الجنوب الى ساحة للصراع بين العديد من القوى الجنوبية بمختلف تلويناتها الحراكية الانتقالية والقاعدية والداعشية والسلفية ٠٠ صراع من اجل النفوذ .
5- اطالت امد الحرب واستمرار ابتزاز الداعمين والسيطرة على مقدرات وخيرات البلاد من قبل طرفي الصراع الحوثيين والشرعية واستمرار بقاء هادي على كرسي الحكم كمبرر لرفض اي تسوية تؤدي الى اعادة انتاج هادي ، ورفض هادي لذلك وفي المحصلة الاخيرة استمرار الحرب.
وامام هذا السيناريو تظل الامارات هي صمام الامان للتصدي لهذا المخطط ولمنع اي اقتتال جنوبي جنوبي وتجفيف منابع الارهاب ، ولذا على الجنوبيين مواجهة هذا المخطط بوحدة الصف وتعزيز التلاحم مواجهة الحملات الاعلامية التي تستهدف علاقتهم بالامارات والتصدي لها والرد عليها ودحض الاكاذيب وتفنيدها والرد عليها بالارقام والحقائق