كريتر نت – وكالات
أهداف مبطنة ورسائل مشفرة حاولت التنظيمات الإرهابية إيصالها مجدداً، من وراء الهجوم الإرهابي على محطة رفع المياه غرب سيناء الذي وقع السبت وأودى بحياة 11عسكرياً مصرياً.
وحمل توقيت الحادث الكثير من الدلالات المهمة التي تسعى التنظيمات الإرهابية لإرسالها خاصة بعد تزايد وتيرة التنمية في سيناء، وصدور تقارير دولية أكدت نجاح مصر في القضاء على الإرهاب، وفق محللين ومراقبين.
إثبات وجود
وفي هذا السياق، أوضح اللواء دكتور هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، للعربية.نت، أن الجيش المصري نجح في القضاء على ما يعرف بالإرهاب الممنهج منذ العام 2018.
وأضاف أن تقارير موقع “غلوبال تريروزم إندكس” بيّنت أن مصر لم تشهد أي عملية إرهابية خلال فترة كبيرة تزيد عن العام وأكثر، إثر نجاح الجيش في تفكيك البنية الأساسية والرئيسية للتنظيمات الإرهابية وجماعات العنف ما جعل التنظيمات الإرهابية تحاول الرد على ذلك والإيحاء بأنها مازالت موجودة.
كذلك، أشار إلى أن الهدف الثاني من العملية يتكشف من وراء استهداف الإرهابيين لمحطة رفع المياه، لافتاً إلى أنهم يعلمون ويدركون أن مصر أنفقت 300 مليار جنيه لتنمية سيناء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة وتوطين ملايين المصريين فيها.
وقال إن الدولة حولتها لمنطقة جذب سياحية عملاقة، واستزرعت مساحات كبيرة من الأراضي بها توفر الغذاء للمصريين، مشيراً إلى أن الهدف هو تعطيل خطط مصر في هذا الاتجاه وإبطاء التنمية في سيناء.
ضغط سياسي
في الإطار ذاته، أكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، أن الحادث يستهدف الضغط على الدولة المصرية سياسياً، فيما يخص تحركاتها وملفاتها الخارجية.
وأكد “للعربية.نت” أن الحادث لا يمثل رد فعل فقط على حركة التطهير المتزايدة خلال الأشهر الماضية لأوكار الإرهابيين وبقايا العبوات الناسفة، التي تمت زراعتها خلال السنوات الماضية، وإنما يستهدف تعطيل الاستراتيجية التنموية في مناطق وسط وغرب سيناء والقريبة من حواضن قناة السويس.
بالإضافة لمحاولة استغلال الظروف الاقتصادية، التي تعتبر جزءاً أصيلًا من الأزمة العالمية، لإرباك المشهد الداخلي في الوقت الحالي.
تسريبات “الاختيار 3”
من جانبه أكد عمرو عبد المنعم الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية “للعربية.نت” أن الحادث له عدة دلالات مهمة منها أنه يأتي ردا على تسريبات مسلسل “الاختيار 3”.
وقال إن المسلسل كشف عن استعانة جماعة الإخوان بقيادات متطرفة مثل محمد الظواهري ومحمد نصر الدين غزلاني للتنسيق مع التنظيمات الإرهابية في سيناء لعودة الجنود المخطوفين والضغط على الجيش وشن عمليات إرهابية ضد القوات المسلحة والشرطة.
كما يستهدف الضغط أيضاً على النظام في ظل خروج لجنة العفو الرئاسي إلى النور وبدء إطلاق سراح بعض المعتقلين من النشطاء وأعضاء القوي السياسية والثورية ومحاولة انتزاع الموافقة على شمول معتقلي تلك الجماعات بالعفو.
وأضاف أن “الهجوم هو الأكثر دموية منذ فترة كبيرة ويؤكد فشل قدرة هذه التنظيمات على شن عمليات إرهابية جديدة خلال شهر رمضان والعيد في سيناء، خاصة بعد تطويق القوات المسلحة لهم وتعاون القبائل مع الدولة في تصفية العديد من البؤر الإرهابية”.
يذكر أن الجيش المصري أحبط السبت هجوما إرهابيا على إحدى محطات رفع المياه بمنطقة غرب القناة، وذكر المتحدث العسكري أن مجموعة من العناصر الإرهابية نفذت الهجوم، ما أودى بحياة ضابط و10 جنود وإصابة 5 أفراد.