كريتر نت / خاص
عملية استهداف قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج الذي وقع يوم أمس الخميس خلال تدشين العام التدريبي الجديد بحضور قيادات عسكرية وازنة اثارت ردود فعل متباينة و بحجم قوة الحدث وتداعياته السياسية انهالت المواقف والتصريحات والتحليلات من قيادات سياسية ودبلوماسية وعسكرية محلية وإقليمية ودولية ووكالات إعلامية .
وكالة أسوشيتد برس أشارت الوكالة في تقرير نشرته أمس إلى أن هجوم جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) بطائرة مسيرة على معسكر العند التابع لقوات الحكومة المعترف بها دوليا في محافظة لحج، والذي خلف ستة قتلى على الأقل، أظهر أن واشنطن لم تعد القوة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك الطائرات المسيرة وأكد أن البلاد تحولت إلى إحدى أكبر ساحات “معارك الدرونات” على مستوى العالم.
ولفتت الوكالة إلى أن هجوم أمس استهدف القاعدة التي سبق أن استخدمتها الولايات المتحدة لإدارة برنامجها المتعلق بالطائرات من دون طيار.
وأما بخصوص الحوثيين فإن مصدر الدرونات التي تستخدمها الجماعة في البحر والجو لا يزال مسألة جدل.
وفي مقال له قال الدكتور. ياسين سعيد نعمان سفير اليمن في المملكة المتحدة البريطانية
إن ما قامت المليشيات الحوثية من تفجير في قاعدة العند ليس عملاً خارقاً يستحق كل هذا التهويل الإعلامي.. فمن ناحية لا توجد معجزات في تسيير هذه “الدرونات” التي أصبحت صناعتها وتسييرها عملية لا تتطلب تلك التقنية العالية ويمارسها هواة في أكثر من مكان في العالم، وكلنا تابعنا منذ أيام كيف أن مثل هذه الطائرات ( طبعاً من غير متفحرات) عطلت مطار “جات ويك” في لندن وكان وراءها زوجين من الهواة ، وحدث نفس الشيء في مطار هيثرو .. وسيحدث مثل هذا في أكثر من مكان ، إذا لا توجد معجزة تستحق هذا التهويل .
الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن عبده عبدالله مجلي توعد مليشيات الحوثي بالاستأصال
حيث اشار أن الطائرة المسيرة لمليشيا الانقلاب انفجرت في الجو على بعد 300 متر أثناء الاحتفال التمادي للمليشيا الحوثية لن يمر سُدى ولن يزيد شعبنا اليمني وقواته المسلحة والأمن إلا إصراراً على استئصال المليشيات الحوثية الإرهابية التي لا تؤمن بالسلام ولا بالقانون الدولي الإنساني وتشكل خطراً على أمن اليمن والمنطقة والعالم.
ولفت العميد مجلي، أن الهزائم المتوالية التي تلقتها مليشيات الحوثي الانقلابية في جبهات صعدة وحجة والبيضاء والجوف وغيرها من الجبهات، أفقد المليشيا صوابها ودفعها لمحاولة إحداث فرقعات إعلامية بين الحين والآخر لمحاولة رفع معنويات أتباعها.
*هدفنا جواس*
اعلنت مليشيات الحوثي الانقلابية في وسائل إعلامها عن القائد العسكري الذي كانت تود قتله بحادثة منصة قاعدة العند اثناء عرض عسكري.
وقالت مليشيات الحوثي الانقلابية أنها كانت تخطط لقتل اللواء جواس باستخدام طائرة مسيرة انتقاما لقائدهم حسين بدر الدين الحوثي.
اما الدكتور عيدروس النقيب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي فقد علق على عملية منصة العند بمقاله في عموده المعروف ب ( همس اليراع) قائلا”
العملية الغادرة التي تعرض لها ميدان الاستعراضات العسكرية في العند، التي أقدمت عليها الجماعات الحوثية بعيد أيام مما يفترض أنه “بدء تطبيق” اتفاق راينبوو في السويد تبين لنا مدى عدم جدية الجماعة الحوثية في الانتقال من الحرب إلى الحل السياسي.
وتسأل النقيب كيف مرت هذه العملية على أجهزة الاستطلاع العسكري والدفاع الجوي، وكيف حومت الطائرة المسيرة فوق رؤوس المحتفلين دون أن يتساءل أحدُ: من أين أتت أو ماذا تستهدف مع أن عشرات الألوية والعمداء والعقداء كانوا موجودين على منصة الاحتفال.
وادرف الحادثة بينت أن الرتب العسكرية والنجوم والتيجان والسيوف المعلقة على الأكتاف لا تعني سوى أداة من أدوات الزينة، بينما يستطيع بعض الصبية أن يحدثوا هذه الاختراق الذي ربما تكون قيمته الإعلامية مزلزلة ناهيك عن الأضرار البشرية والمادية التي لا يمكن التستر عليها، والتي ستكشف نتائجها النهائية الأيام وربما الساعات القادمة.
اغرب تعليق على عملية استهداف القيادات العسكرية في قاعدة العند صدر من العميد صالح السيد مدير امن محافظة لحج اوضح فيه : إن السلطات الأمنية ضبطت عدد من الأشخاص الذين لهم صلة بهجمات بطائرات مسيرة مفخخة التي استهدفت منصة قاعدة العند اثناء عرض عسكري.
وأضاف السيد في حديث لقناة أبو ظبي أن لديه مضبوطين على صلة بالهجمة الأخيرة التي وقعت بالعند .
وأكد السيد أنه سيتم عرض الأشخاص المقبوض عليهم على وسائل الإعلام قريبا مع الاثباتات التي تؤكد ضلوع قطر بالحادثة .
الاكاديمي والسياسي محمد ناصر العولقي هو الاخر حرص على التعليق على الحادثة حيث قال :
الغارة الجوية الحوثية صباح أمس على منصة الاستعراض العسكري المقام في قاعدة العند اظهرت إن أمن وجيش الشرعية الرسمي مخترق وفيه ثغرات عديدة تخدم الخصم وتهدد بأن يصبح بعض من هذا الجيش نفسه خطرا على بعضه الآخر ويستهدف خصوصا الطرف الجنوبي وحلفاء الجنوب .
واشار العولقي إلى إن القادة الجنوبيين في جيش الشرعية يتعاملون بسذاجة وغفلة عن حقيقة أن أمن وجيش الشرعية مخترق ، وزاد الطين بلة أن عدوى هذه السذاجة والغفلة قد انتقلت حتى إلى القادة الذين كانوا في المقاومة الجنوبية والتحقوا ضمن نسق الشرعية ، ولعلهم فقدوا خاصية استشعار الخطر وتخلوا عن الاحتراز من الخطر والاستهداف .