كتب – جميل الصامت
بعد رحلة عمر شارفت الى البضع والثمانين ،ترجل الاستاذ والمناضل اليساري رجل التعاونيات وعنوان النزاهة احمد عبدالغني الضباب عن صهوة الحياة يوم امس ملتحقا برفيقه الدكتور سعيد عبده علي بعد اقل من عام وعام وبضع اشهر على رحيل رفيقه الآخر في العمل التعاوني الشيخ احمد عبدالله عامر رخمهم الله جميعا .
لراحل شغل موقع امين عام محلي مديرية صبرالموادم م تعز في اول تجربة محلية شهدتها البلاد في العام 2001م ،تميزت تلك المرحلة بان كانت بداية لتاسيس مداميك الادارة المحلية الجديدة ربما لاستعادة زخم تجربة رائدة ،بعد فترة انقطاع عن تلك التجربة التعاونية التي كان الراحل من روادها الاوائل ،وشغل موقعا متقدما في آخر مجلس لهيئة التعاون الاهلي للتطوير لمديرية صبر الموادم فيها ،التجربة التي تم الانقلاب عليها ،والاستعاضة عنها بادارة محلية منقوصة سميت سلطة محلية .
خلال حقبة التعاونيات شهدت المديرية كغيرها من مديريات تعز واليمن عمونا طفرة تنموية غير مسبوقة ،ماتزال الادارة المحلية الحالية تقتات عليها وتعتمد على ارثها العتيق رغم فارق الزمن .
خلال شغله لموقع امين عام محلي الموادم من 2001- 2006م ،ظل يتعامل في موقعه بنفس الزخم السابق ابان التعاونيات لا تبديد للامكانات ولا توظيف للمقدرات ،رغم اختلافنا معه ك(يساري مؤتمر) وتنافسنا معه وتهديدنا لموقعه خلال انتخابات غير متكافئة ،لكنه ظل يكن لنا كناصرين (الشطر الثاني من اليسار ) الود والاحترام ،وتعاملنا معه في القضايا ولم نجده الا رجلا متزنا ويتمتع بحكمةوزهد وعفة وطهارة يد .
كبر الرجل كثيرا واشتعل رأسه بياضا ،لكنه لم تغيره المغريات رغم انخراطه في في منظومة الحكم الجديدة(موتمر ) فمازال هو ذلك الرجل البسيط يركب الحافلات كغيره من الناس ،لم تمتد يده الى جيوب المقاولين ،او يتاجر بالقضايا او يتلاعب بالمناقصات كما شهدنا بعدذلك مع من اثروا على حساب المشاريع التنموية ..؟!
في آخر انتخابات محلية 2006م فاز في انتخابات لم نرتضيها منافسين لما شابها من اختلالات مخالفات ،ومع ذلك حاولت شخصيا – وكنت قد خضت التجربة ولنفس الظروف للانتخابات لم اوفق – اعادته الى موقع الامين العام للمجلس من خلال تفاهمات اجريتها معه ،وبالفعل ذهبنا الى منزله ووافق عليها بان تتحالف معه كتلة المشترك(4 اصلاح 1 اشتراكي) مقابل ضمان لجنة من لجان المجلس لصالح المشترك ،لمواجهة كتلة الموتمر المنقسمة .
كانت رؤيتنا ان الرجل بتجربته ونضاله يكون هو الاقرب ،لكن كتلة المشترك للاسف انقسمت واصطفت مناطقيا وانضمت الى كتلة المؤتمر وافسدت التفاهمات التي جرت مع احمد عبدالغني ،ليخرج المشترك من المعادلة ويسيطر المؤتمر (الفصيل المناوئ) على المشهد .
رحل الرجل بهدوء تام رغم ثقل المرض عليه موخرا ،لكن بقيت كثير من اسهاماته ومواقفه شاهدة على ان انسان ،اعطى كل شيئ ولم ياخذ شيئ .
لم يحاول الاستجداء لكمايفعل البعض طلبا للتعافي بل بقي محافظا على (انفته ) حتى آخر لحظة ،دون ان يتمكن من بقي من رفاقه او من عرفوه زيارته وكان الاخوة قيادة التنظيم في المنطقة 51 عزموا القيام بزيارته لكن مشاغل الحياة ،ربما كانت عائق امام الجميع .
نسال الله ان يغفر له ويحسن اليه انه عزبز قدير ..
تعازينا للاخ/ محمدعبدالغني ،وجميع اسرته .
كما هي التعازي للنائب الشيخ/ صادق الضباب برحيل المناضل التعاوني احمدعبدالغني الصباب .