كتب / سعيد عبد سعيد
يا للفراق وما أقساه يا ولدي
أدمى الفؤاد وأذكى النار في كبدي
هذا الفراق الذي ما كنت أحسبه
ما كان في خاطري أو دار في خلدي
وقع المنية أوجعني وآلمني
خارت قواي وفت الحزنُ في عضدي
فاضت عيوني بدمعٍ امتزجه دم
حتى أصيبت جفون العين بالرمد
وهاجر النوم من عينيّ مرتحلاً
وبت أقضي طويل الليل بالسهد
واحر قلب غدا بالحزن متشحاً
كيف احتمالي وكم صبري وكم جلدي
(عدي) يا فرح أيامي التي سلفت
(عدي ) يا حزني الباقي إلى الأبد
مهما ستأتي من الأحزان مقبلةً
فكل حزنِ بباقي العمر بات (عدي )
رحلت عني لأبقى كاتماً وجعي
أقضي الحياة أسير الحزن والكمد
رحلت عني لألقى الدرب موحشةً
أمضي وحيداً عليل الروح والجسد
قد كنت عوني على الدنيا وقسوتها
وفي المهمات والحاجات كنت يدي
من ذا يغطي فراغاً كنت تملؤه
وفي الشدائد من درعي ومن سندي
ومن سيجبر أماً روحها انكسرت
كأنما قد رمتها العين بالحسد
ومن سيرعى بلطف أخوةً فجعوا
بفقد من كان سريع العون والمدد
ما أقصر العمر يا ابني وأسرعه
عمر الزهور وما أنقصه بالعدد
لروحك الخلد في الفردوس تسكنها
وسط القصور جوار الواحد الأحد