كتب – علي ناصر محمد
انتقل الى رحمة الله صباح هذا اليوم 13 مايو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، فخسر شعب الإمارات رجل دولة ساهم الى جانب والده المؤسس الأول للدولة الشيخ زايد في كل مراحل بنائها حتى جعل منها دولة عصرية.
تعرفت إلى الشيخ خليفة في يونيو عام 1970م في طرابلس أثناء احتفالات الشعب الليبي بجلاء القوات البريطانية والاميركية والايطالية عن الأرض الليبية وقد شارك ولي العهد حينها نيابة عن والده الشيخ زايد بن سلطان والذي كان حينها حاكم أبو ظبي قبل قيام الدولة عام 1971م، كما شارك في هذه الاحتفالات الزعماء العرب وفي مقدمتهم الرئيس جمال عبد الناصر.
في أول لقاء لي مع الزعيم الخالد، وكان ذلك في طرابلس، حدثني عن حرب 1967م وعن موقف الدول العربية من هذه الحرب سياسياً وعسكرياً ومالياً وأشاد بشكل خاص في هذا اللقاء بالشيخ زايد بن سلطان حاكم إمارة أبو ظبي الذي جاء الى مصر في زيارة تضامنية وودية لمؤازرة الشعب المصري في معركته ضد الكيان الاسرائيلي، وقال لي: إن الشيخ زايد حمل معه مبلغ 5 مليون دولار نقداً سُلّمت للسيد أنور السادات رئيس مجلس الأمة آنذاك كدعم لمصر بعد الحرب، وأشار الرئيس جمال عبد الناصر بأن هذا الرجل الكريم والحكيم، مع أن بلاده كانت وقتها تحت الحماية البريطانية، ومع ذلك قدم لمصر مالم يقدمه زعيم آخر في وقت كانت في أمس الحاجة لذلك لمحو آثار العدوان، وأشاد بموقفه التضامني والقومي والانساني.
وقد استمر الشيخ زايد في دعم مصر بعد أن أصبحت الامارات دولة مستقلة في شتى المجالات، وسُميت مدينة الشيخ زايد باسمه اعترافاً بما قدمه لها من دعم، وهو دعمٌ شمل العديد من البلدان العربية ومنها بلادنا اليمن شمالاً وجنوباً ومن بينها إعادة بناء سد مأرب.
ومنذ ذلك التاريخ لم تنقطع علاقتي مع الشيخ خليفة في كل زياراتي للدولة عندما كنت رئيساً للوزراء ورئيساً للدولة وحتى بعد مغادرتي للسلطة في عدن وخروجي من صنعاء عام 1990م. وكنت ألتقي به باستمرار بعد استلامه رئاسة الدولة فهو امتداد لحكيم العرب وظل يحظى باحترام المسؤولين والمواطنين وكان بمثابة الأب للجميع الى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى رحمه الله.
وبوفاته خسرت دولة الامارات والشعب الاماراتي أحد قادتها الأبرار والأخيار الذي حافظ على مسيرة والده الوطنية والقومية.
خالص عزائنا لسمو ولي العهد الشيخ محمد بن زايد وجميع إخوانه ولأسرة الفقيد ولشعب الإمارات في هذا المصاب الجلل.
وإنا لله وإنا إليه راجعون