محمد_عسكر
في البدء نبارك لأهلنا في صنعاء عودة الطيران الى مطار المدينة، بعد سنوات من الاغلاق بسبب الحرب، وقد تم الاتفاق على ذلك كجزء من الهدنة المعلنه، برعاية الامم المتحدة، والتي قدمت الحكومة تنازلات مراعاة للجانب الانساني لأهلنا هناك.
لا هدنة حقيقة ولا سلام بدون ان يرفع الحصار عن تعز لينعم اربعة ملايين مواطن ومواطنة بحرية التنقل داخل محافظتهم ومع باقي المحافظات ، وان تهدأ مأرب من القاذفات، وان تنعم عدن بالسكينة من المفخخات، وتفتح طرقات الضالع – دمت وبين مختلف المحافظات.
الهدنة في عرف العقلاء، فرصة لتقييم المواقف ودراسة الفرص، لصناعة سلام يعصم دماء اليمنيين، ويحقق تطلعات كل اليمنيين، بلا وصاية ولا هيمنة بسبب القوة، ومنطق الاستقواء سواء أكان داخليا او خارجيا.
ولذلك على مليشيا_الحوثي ان تلتقط الفرصة وتقدم مصلحة اليمنيين، فوق اي مصالح سلطوية، وتدرك ان معاناة اليمنيين قد طالت ووصلت الى مستويات غير مسبوقة ليس على صعيد تاريخنا المعاصر، وانما على الصعيد العالم المعاصر، وعليها ان تعيد قراءة المشهد السياسي والإنساني وتدرك ان تراكم الغضب لانهاية له سوى الانفجار في وجه الجلادين والمستكبرين.
ان عودة صنعاء للحضن اليمني والمحيط الخليجي والعربي، هو طوق النجاة الوحيد ومشروع الحياة الأكيد، ولتُترَك مشاريع ايران الفوضوية بالمنطقة، فليس من نتائجها سوى الفرقة والتفكك والدمار للإنسان والبنيان.
ويبقى الرهان ان تقدم #عدن ايقونة المدنية والجمال، نموذجاً جاذباً،بقيادة المجلس الرئاسي وبناء مؤسسات مركزية ومحلية تتميز بالكفاءة والفاعلية ، وبدعم أخوي صادق من الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية واسناد دولة الامارات، لتفتح عدن اذرعها لكل اليمنيين،انسانيا واقتصاديا وسياسيا.
بهذا الرهان وحسب سينتصر العرب على ايران، وستعود صنعاء لحضنها اليمني الدافىء ومحيطها العربي الصادق، وننضم الى منظومة مجلس التعاون الخليجي(بحسب وعود الاشقاء المعلنة)، ويبدأ عصر العمل والزراعة والانتاج والسلام، عوضاً عن تجنيد الاطفال وزراعة الألغام وتصنيع المسيرات والحروب، فالسلام يا سادة لايحتاج سوى الى إرادة وقرار، وحينها فقط سنقول: وعاد الزمان وعادت صنعاء.