كريتر نت – متابعات
بدأ عشاق كرة القدم الاستعداد للبطولة الأهم في عالم الساحرة المستديرة، حيث تستضيف قطر كأس العالم في نهاية العام الجاري.
وبينما تقوم اللجنة المنظمة للبطولة بوضع اللمسات الأخيرة، استعداد لصافرة انطلاق كأس العالم 2022 في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، تجد نفسها أمام مأزق كبير بسبب الجماهير.
وسيمثل صغر حجم دولة قطر معضلة أمام وفود الجماهير، حيث يقدر المنظمون أن 1.2 مليون مشجع سيزورون البلاد على مدار 28 يوما من البطولة.
وستستضيف الدولة الخليجية أول بطولة كأس عالم في الشرق الأوسط، وتعد قطر أصغر دولة تستضيف أكبر حدث كروي في العالم.
ويعني قدوم مشجعين من 32 دولة متنافسة لحضور المباريات في 8 استادات داخل وعلى مشارف العاصمة الدوحة، من الناحية الإيجابية أنه سيكون بوسع المشجعين الوصول بسهولة إلى جميع الملاعب، ما يزيد من إمكانية مشاهدة أكثر من مباراة واحدة في اليوم على عكس آخر نسختين في روسيا والبرازيل، حيث كانت هناك حاجة في كثير من الأحيان إلى رحلات جوية للسفر من مكان إلى آخر.
لكن هذا يعني أيضا أنه سيكون هناك ضغط حقيقي على سوق الإقامة المحدودة في قطر، في ظل الأعداد الكبيرة المتوقع حضورها لكأس العالم.
وحضر مونديال روسيا الأخير 3.031.768 شخصاً، شاهدوا 64 مباراة، وبلغ متوسط الحضور 47.371 شخصاً للمباراة الواحدة.
حلول قطرية لأزمة الفنادق
من المؤكد أن كأس العالم المقبلة ستكون مختلفة عن أي نهائيات أخرى سابقة، وستزداد التحديات اللوجستية التي تواجه المنظمين، من توفير أماكن إقامة كافية إلى التعامل مع المشجعين الجامحين.
ووعدت اللجنة المنظمة لمونديال قطر بتوفير 130 ألف غرفة، بما في ذلك الفنادق، و60 ألف غرفة في الشقق والفيلات، والباقي في قرى المشجعين.
لكن هذا العدد لا يكفي الحضور المتوقع مع بيع 800 ألف تذكرة، وطلب نحو 23.5 مليون مشجع الحصول على تذاكر في مرحلة البيع الثانية.
واضطرت اللجنة للتعاقد مع سفينتين للرحلات البحرية لتوفير نحو 4000 غرفة فندقية خلال فترة المونديال.
دبي وكأس العالم
ويبدو أن المشجعين يفكرون في الإقامة في مدن قريبة من دبي خلال فترة كأس العالم والانتقال منها إلى الدوحة.
وقالت تقارير صحفية إن أسعار تذاكر الطيران بين دبي والدوحة شهدت ارتفاعات تتراوح بين 300 و400% خلال فترة كأس العالم – بين 21 نوفمبر/تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول المقبلين – في ظل ارتفاع الطلب على 5 رحلات يومية فقط بين المدينتين.
وقال محمد جاسم الريس، نائب الرئيس التنفيذي لإحدى شركات السفريات، في تصريحات لصحيفة “البيان” الإماراتية: “السعة المقعدية المتاحة بين دبي والدوحة لا تكفي حجم الطلب الذي يسجل نمواً كبيراً بشكل مضطرد”، لافتاً إلى أن زيادة الرحلات بين دبي والدوحة ستكون إيجابية في ظل الطلب المرتفع وستتيح فرص حضور المباريات أمام شرائح أوسع.
وأوضح: “الأسعار الحالية ليست في متناول الجميع وبالتالي يترقب العديد من الراغبين في حضور المباريات أن تتراجع الأسعار على أمل زيادة الرحلات البينية”.
ولفت إلى أن مستويات حجوز المقاعد على الرحلات المجدولة خلال فترة كأس العالم لم تصل بعد إلى 100% ولا تزال هناك مقاعد شاغرة لكن بأسعار مرتفعة جداً.
وكان جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بحث إمكانية مشاركة بعض دول المنطقة في مهام استضافة البطولة، لكن تم استبعاد هذا الخيار في النهاية.
ولكن رغم ذلك لا يزال إنفانتينو حريصا على تصوير البطولة على أنها فرصة للمشجعين لتجربة الأجواء والتعرف على العالم العربي بشكل أوسع.
وقال إنفانتيتو في مقابلة سابقة مع “رويترز”: “ستكون هناك أماكن إقامة لكل من يريد الإقامة في قطر، ولكن ربما يريد شخص ما قضاء يوم في دبي أو أبوظبي أو مسقط أو الرياض أو جدة أو أي مكان في المنطقة وستتاح له الفرصة للذهاب وزيارة دول أخرى”.
ووضع المنظمون لبطولة كأس العالم حدودا لأسعار الغرف الفندقية المتاحة للمشجعين حيث يبلغ الحد الأقصى لسعر الغرفة في فندق فئة 3 نجوم نحو 120 دولارا.