كريتر نت – متابعات
قال رئيس الفريق الحكومي الخاص بالتفاوض لفتح طرقات مدينة تعز، “عبدالكريم شيبان”، إن قرار رفع الحصار عن المحافظة مرتبط برأس زعيم الجماعة المتمردة “عبدالملك الحوثي” وباقي قيادات المليشيا لا يمتلكون القرار أو القدرة على تنفيذ التزاماتهم.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لوكالة “الأناضول”، ونشرتها اليوم السبت، غداة تسمية المليشيا أعضاء فريقها المعني بفتح الطرقات بموجب الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة بداية أبريل/نيسان الماضي.
وأستغرب شيبان فتح ميناء الحديدة، وتشغيل مطار صنعاء الدولي (خاضعان للحوثيين) قبل فتح منافذ مدينة تعز؛ معتبرا تلك الخطوات دفعت المليشيا لمزيد من التعنت حيال تعز بعد تلبية مطالبها من الهدنة الأممية.
وفي 1 أبريل الفائت، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب سابق من التحالف العربي.
وإضافة لتسيير رحلات جوية تجارية لمطار صنعاء، وتسهيل دخول سفن المشتقات النفطية لموانئ الحديدة، تنص الهدنة على اجتماع الاطراف برعاية الأمم المتحدة “للاتفاق على فتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات لتيسير حركة المدنيين من رجال ونساء وتنقلاتهم”.
وفي حين نفذت البنود المتعلقة بالمطار والميناء، وتوقفت العمليات القتالية بشكل شبة كلي ، ألا أن البند المتعلق بطرقات تعز ظل متعثرا، بسبب امتناع الحوثيين عن تسمية ممثليهم للتفاوض بهذا الشأن، وفقا اتهامات الحكومة اليمنية، وتصريحات أدلى بها المبعوث الأممي عقب جلسة مجلس الأمن الاسبوع الفائت.
وقال شيبان، “كان من المفترض أن يتم تنفيذ عناصر الهدنة الأممية بشكل متزامن كي لا يكون هناك مجال لأحد للتهرب من تنفيذ التزاماته لكن مع حدث هو العكس (..) تمت فقط تلبية مطالب الحوثيين في وقت يستمرون فيه بفرض الحصار على تعز”.
وأوضح أن أولى الجهود المبذولة لفتح طرقات تعز بدأت في أبريل 2016، بتوقيع اتفاق ظهران الجنوب (في السعودية) مع جماعة الحوثي، والقاضي بفتح الطرقات تحت إشراف الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن “الجماعة لم تلتزم بتنفيذ هذا الاتفاق رغم أننا بذلنا جهودا كبيرة في التواصل مع الأمم المتحدة ومبعوثها لليمن آنذاك (إسماعيل ولد الشيخ) للضغط عليها للتنفيذ”.
وأعرب عن أسفه لـ”عدم وجود أي تفاعل دولي مع جريمة حصار تعز رغم تداعياته القاسية على مئات الآلاف من المدنيين”.
وتابع، “على مدار الأعوام الماضية وجدنا صعوبات في فتح قنوات تواصل مباشرة مع مبعوثي الأمم المتحدة كي نوضح لهم الأبعاد الخطيرة لاستمرار إغلاق طرقات ومنافذ تعز”.
وأوضح شيبان أنه “خلال هذه المدة تمت فقط بعض اللقاءات مع عدد من موظفي الأمم المتحدة وممثلين عن مبعوثيها في البلاد”.
وأشار إلى أن “هذه اللقاءات لم تكن تخرج بأي نتائج (..) كانوا يبلغوننا أنهم سينقلون مقترحاتنا إلى الحوثيين لكننا لا نتلقى أي رد منهم بعد ذلك”.
واعتبر “التراخي الأممي والدولي سبب رئيسي لعدم حلحلة هذا الملف الإنساني وبقاء الأوضاع كما هي عليه”.
ومساء أمس الجمعة، أعلنت ميليشيا الحوثي أسماء فريقها المفاوض بعد أكثر من شهر ونصف على المماطلة بشأن الخطوة التي تأتي ضمن الهدنة الانسانية التي تنتهي بعد 9 أيام.
وقال المصدر الحكومي لـ”المصدر أونلاين”، إن ممثلي الحوثيين هم: يحي الرزامي، حسين ضيف، محمد محمد المحطوري، شكري مهيوب عبده نعمان.
ويرأس الفريق الحكومي المعني بطرقات تعز، النائب عبدالكريم شيبان، وعضوية كل من: محمد المحمودي، عبدالعزيز المجيدي.
وكان المبعوث الأممي هانس جروندبيرج أكد في حديث صحفي عقب اجتماع مجلس الأمن الأربعاء الماضي، التزامه بعقد اجتماع ثنائي حول فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى، وقال إن “الحكومة قد حددت مسؤولين للتواصل من جهتها لحضور اجتماع ترعاه الأمم المتحدة حسب بنود الهدنة”.
وأضاف: “ننوي تنظيم اجتماع في عمَّان، الأردن، في أقرب وقت ممكن فور تعيين أنصار الله (الحوثيين) لممثليهم”.
وتتهم الأمم المتحدة ومنظمات دولية وحقوقية والحكومة اليمنية، مليشيا الحوثي بفرض حصار جائر على مدينة تعز مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته منذ اندلاع النزاع مطلع عام 2015م، ما تسبب أزمات متداخلة في المدينة المزدحمة بالسكان والخاضعة للحكومة الشرعية جنوب غربي اليمن.