كتب : عبدالرقيب الجعدي
تاريخ حافل بالبطولات والتضحيات والايثار والتواضع.
سنتناول بعضا من سيرة ومسيرة نضال وكفاح الشهيد القائد وليد .
وانا اعلم اني لن اوفيك حقك
فقد تركت بصمات واضحة وعميقة في مسيرة النضال والكفاح والعمل الاجتماعي فقد كان الشهيد القائد متواضعا ولا يحب الظهور والمظهرة فبرغم انه قائد كبير الا انه يكره ويمقت المظاهر التي يتزين بها قادة هذه الايام من اطقم وحراسات فالشهيد البطل الواثق من نفسه شجاعة واقداما كان يخرج الى الاسواق اما راجلا واما راكبا على دراجته النارية وعندما يتم تحذره من تصرفاته هذه كان دائما يرد قائلا : بطني فارغة والله خير حافظ .
وكان يوصي منذ انطلاقة الثورة الجنوبية اذا استشهدت فلا تدخلوني ثلاجة الموتى ولا تشيعوني وانما اكرموني بسرعة مواراتي وسنظل نتذكر تاريخه النضالي و ماثره ومواقفه الرجولية والانسانية.
ولد الشهيد البطل وليد حسن صالح سيف عبادي في مدينة الضالع عام 1983 م وتخرج من الثانوية العامة وبسبب الظروف المعيشية الصعبة لم يستطع اكمال الدراسة الجامعية متزوج واب لاربعة ابناء بنت وثلاثة اولاد .
وقد كان لعمه الشهيد النقيب مظلي عبدالرحمن صالح سيف جرجرة دورا كبيرا في بذر الروح الوطنية والثورية في نفس وسلوك الشهيد وليد الذي كان قريبا ومتأثرا بعمه الشهيد عبدالرحمن وبعد واقعة استشهاد عمه في حرب اجتياح واحتلال الجنوب عام 1994 حيث اصيب عمه عبدالرحمن في جبهة بئر النعامة وتم اسره من قبل قوات الاحتلال اليمني وتم اقتياده الى تعز لعلاجه والتحقيق معه ولكن اجهزة نظام الاحتلال اليمني قتلت الشهيد النقيب عبدالرحمن صالح بعد اجتياح الجنوب بشهرين وظلت اسرته تبحث عنه كل تلك المدة ووجدته مقتولا في احد مستشفيات تعز بطلقات نارية في الرقبة وكانت لهذه الواقعة الاثر والدور الاكبر في نفس وسلوك الشهيد البطل في رفض نظام الاحتلال ولابد من مقاومة هذا النظام الهمجي.
فكان الشهيد البطل الشيخ وليد من الاوائل الذين انخرطوا في العمل النضالي برغم صغر سنه الا انه شارك في اشكال الرفض لهذا النظام من بعد اجتياح واحتلال اليمني وعندما اندلعت شرارة الثورة الجنوبية بانشطة جمعية المتقاعدين العسكرين والامنين وجمعية الشباب العاطلين عن العمل شارك في كل انشطتها مشاركة قوية وفاعلة وعندما تم اشهار وتشكيل ملتقيات التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي كان احد المؤسسين وقيادي في ملتقى التصالح والتسامح في مدينة الضالع وعند اشهار وتشكيل المجلس الوطني لتحرير واستعادة دولة الجنوب في محافظة الضالع كان من ضمن قيادة المجلس الوطني في المحافظة ورئيسا لفرع المجلس الوطني في مدينة الضالع وعندما بدات فكرة تاسيس المجلس الانتقالي كان منزل الشهيد القائد وليد حسن احتضن اول لقاء في الضالع حيث حضر اللقاء وقدم فكرة تاسيس المجلس الانتقالي الفقيد المناضل امين صالح محمد والشهيد المهندس عبدالله احمد حسن والمناضل عبدالله مهدي سعيد وعند تشكيل المجلس الانتقالي في محافظة الضالع كان الشهيد وليد من ضمن قيادات المجلس الانتقالي في المحافظة.
دور الشهيد القائد وليد حسن صالح في العمل المسلح فمنذ البدايات الاولى لانطلاق الثورة الجنوبية وعندما مارست اجهزة نظام الاحتلال اليمني القمعية عنجهيتها وبطشها على انشطة الحراك الجنوبي وفعالياته ومطاردة قيادات وناشطي الحراك في الضالع كان للشهيد البطل الدور الاكبر في مقاومة ومواجهة قوات الاحتلال القمعية فكان قائدا للفدائين المقاومين في مدينة الضالع عندما كانت قوات الاحتلال واجهزتها تفرض حصارها على المدينة وكان الشهيد القائد يشن هجمات على مواقع الاحتلال مع مجموعة من الابطال وكذا عمل كمائن وحماية فعاليات الحراك الجنوبي في الضالع وفي عام 2008 م قامت اجهزة الاحتلال القمعية بمطاردة وملاحقة الشهيد البطل وليد وظل مشردا وملاحقا ولكنه استمر في نضاله وكفاحه برغم وضعه المعيشي ووضع اسرته .
وعندما شنت قوات الاحتلال ومليشيات الحوثي حربها على الضالع كان للشهيد القائد وليد حسن دورا بطوليا سطره هو ورفاقه منذ اليوم الاول لهذه الحرب فسطروا اول بطولة لهم في مهاجمة سيارات للحوثة حاولت دخول معسكر الامن المركزي قادمة من معسكر الجرباء فكان الابطال منهم من استشهد ومنهم من جرح الشهيد اياد الخطيب والشهيد الشيخ وليد والشيخ الجريح كمال مثنى علي والبطل بركات محسن والبطل خالد الناشري والبطل رامي البهلي هذه المجموعة وباسلحتها البسيطة والشخصية تمكنت بالقرب من مفرق الكبار وبكمين محكم من تدمير تلك السيارات ومن فيها .
فقاد الشهيدان القائدان اياد الخطيب والشيخ وليد جبهتي الجمروك وهي اول جبهة واجهت وتصدت للمليشيات الحوثية وبعد ذلك قاد الشهيدان جبهة السنترال وبعد تحرير مدينة الضالع في 25/ 5/ 2015م توجه الشهيد القائد الشيخ وليد ومجموعته ومجموعة القائد حمادة علي صالح الى منطقتي القبة والعطرية وشكلا مع القائد احمد قائد القبة قوة لمواجهة الحوثة في تلك المناطق وحققوا انتصارات كبيرة وبعد تحرير المناطق الحدودية في 8/8/ 2015م اسس الشهيد وليد كتيبة ضمت اغلب قيادات جبهات مدينة الضالع وتم ضمها الى ضمن لواء 33 الجرباء بقيادة العميد المناضل الفقيد عزيز اليافعي وبعد ذلك تم تعين القائد الشهيد البطل الشيخ وليد قائدا لكتيبة النصر 25 وعندما تم تشكيل قوات الحزام الامني في محافظة الضالع تم اختيار الشيهد وليد ضمن قيادة الحزام الامني في المحافظة كنائب لقائد الحزام في المحافظة وظل في منصبه هذا الى يوم استشهاده وكان للشهيد القائد دورا كبيرا في تثبيت وتواجد قوات الحزام في الضالع وعندما هاجمت مليشيات الحوثة مناطق م قعطبة ومناطق الشريط الحدودي في الضالع شارك الشهيد القائد في معارك ومواجهة الحوثة في تلك المناطق حتى تم تحريرها وكان للمجموعة التي شكلها ودعمها دورا في تحرير مناطق العبارى وشخب التي حققت انتصارات كبيرة وقدمت تضحيات غالية فقد استشهد وجرح الكثير من ابطالها.
دور الشهيد القائد الشيخ وليد في الجانب الاجتماعي واصلاح ذات البين
فقد بذل الشهيد القائد جهودا جبارة في حل الكثير من المشاكل والخلافات والقضايا الجنائية وبتوفيق من الله ومن ثم النية الصادقة والصالحة تمكن من حل الكثير من القضايا بين المواطنين مسخرا وقته وجهده وماله وعلى حساب راحته وراحة اسرته وجاعلا من مجلسه المتواضع مكانا لحل الخلافات والنزاعات حتى انه في عام 2012 لم تكن تذهب اي قضية الى مركز الشرطة بل تناقش وتحل في مجلس الشهيد بوجود مدير امن المديرية في تلك الفترة العميد عبدالله الطب.
وكذلك قام بحل الكثير من القضايا اثناء عمله في قيادة الحزام الامني في المحافظة الى يوم استشهاده وهو مؤمن بالحوار لحل اي مشكلة .
وقد كان الشهيد القائد عضوا في الهيئة الادارية لنادي الرياضي وعضوا في مجلس الاباء في مدرسة الشهيد الجريدي .
هذا غيض من فيض من سيرة ومسيرة الشهيد القائد الشيخ وليد حسن صالح سيف عبادي الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته