كريتر نت – العربية
تجددت ليلة الأحد إلى الاثنين، الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني في مدينة عبادان جنوب غربي إيران.
وأظهرت مقاطع فيديو قوات الأمن الإيرانية وهي تواجه المحتجين بالعنف وإطلاق النار
هذا وأفادت وسائل إعلام إيرانية باستمرار الاحتجاجات رغم القيود والتشديدات الأمنية، إضافة إلى قطع الإنترنت جنوب غربي البلاد.
وخرجت تظاهرات عبادان احتجاجا على تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
وتجددت التظاهرات الغاضبة في عدة مدن إيرانية، مساء الجمعة، على خلفية انهيار مبنى “متروبول”، ما أدى إلى مقتل نحو 19 شخصاً، فيما لا تزال عشرات الجثث تحت الأنقاض.
فقد استأنف المحتجون في الأهواز وعبادان تظاهراتهم، وردّدوا هتافات مناهضة للحكومة أثناء المسيرات، وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، بحسب موقع “إيران انترناشونال”.
كما تضامنت عدة مناطق في البلاد مع المدينة المفجوعة والمنتظرة انتشال جثث أبنائها.
إذ خرج العديد من المتظاهرين في مدن الأهواز والعميدية ومعشور في إقليم عربستان (خوزستان)، فضلا عن بوشهر في الجنوب ومدينة شاهين شهر في محافظة أصفهان وسط البلاد، تضامنا مع أهالي مدينة عبادان ذات الأغلبية العربية.
في المقابل، احتشد مئات عناصر الأمن وسط عبادان، مغلقين جميع الطرق المؤدية إلى مكان المبنى المنهار، كما عمدت مجموعة من 200 عنصر من الأمن على دراجات نارية إلى تخويف الناس، إلا أن الحشود ظلت تهتف ضد السلطات مرددة شعار “الموت للديكتاتور” مراراً وتكراراً، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي
كما نشر أحد صحافيي الأهواز، ويدعى داريوش معمار، رسالة صوتية لأحد أهالي عبادان، تحدث فيها عن إطلاق رصاص وغاز مسيل للدموع في شارع أميري. وأكد أن عددا من الأهالي العرب تجمعوا أمام المستشفى الذي يرقد فيه الجرحى، ورددوا شعارات باللغة العربية ضد السلطات، مطالبين بالمحاسبة.
إلى ذلك، رفع بعضهم شعار “اتركوا سوريا وفكّروا فينا”، في إشارة إلى تمويل الميليشيات هناك، وإنفاق الأموال على تسليحها بينما يعاني الإيرانيون من غلاء الأسعار والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
بالتزامن انقطع الاتصال بشبكة الإنترنت في عبادان وبعض مناطق مدينة الأهواز، عاصمة الإقليم.
في وقت تغطي شبكات التواصل الاجتماعي عادة أخبار عبادان والمدن المتعاطفة والمتضامنة معها، فيما تعكس وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية الأنباء بهذا الخصوص بشكل خجول.
يشار إلى أن هذا الحادث أعاد إلى الأذهان كارثة مبنى “بلاسكو” وسط طهران، التي وقعت مطلع عام 2017. حيث انهار حينها المبنى المؤلف من 15 طابقا، بينما كان رجال الإطفاء يعملون على إخماد حريق اندلع فيه، وأدى إلى مقتل 22 شخصا بينهم 16 من رجال الإطفاء.
كما ذكّر بما شهدته عبادان نفسها عام 1978، حيث التهم حريق كبير دار سينما ريكس، وأدى إلى مقتل المئات.
أما السلطات الإيرانية فتحركت مخافة عودة شبح احتجاجات الوقود التي عمت البلاد عام 2019، لاسيما أن حادثة عبادان أتت فيما لا تزال شرارة الغضب من ارتفاع أسعار الخبز ومشتقات القمح وغلاء السلع الغذائية الأخرى أيضا لم تنطفئ بعد في البلاد.