كريتر نت – وكالات
أوردت صحف عالمية، صدرت اليوم الثلاثاء، تقارير تتحدث عن ”اجتياح“ روسي لمدينة سيفيرودونتسك المحورية في منطقة دونباس، والتي تعد آخر معاقل أوكرانيا في الشرق.
فيما ناقشت صحف مزاعم تتعلق بوجود ”أزمات“ داخل صفوف الجيش الروسي الذي يقاتل في أوكرانيا؛ بداية من الاعتراض على الرواتب وصولاً إلى رفض الجنود الامتثال لأوامر الجنرالات بمواصلة القتال.
تقدم روسي واسع
وذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن ”القوات الروسية تتقدم في منطقة دونباس، شرق أوكرانيا، حيث وسعت هجومها على مدينة سيفيرودونتسك المحورية هناك، والذي يؤدي الاستيلاء عليها إلى تحرير قوات موسكو للتركيز على مدن دونباس الأخرى“.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن ”القوات الروسية تقدمت، يوم الاثنين، إلى وسط مدينة سيفيرودونتسك، أحد آخر معاقل أوكرانيا في منطقة دونباس، حيث تركز موسكو هجومها الآن“.
وأشارت إلى أن ”معركة المدينة تشبه من نواحٍ كثيرة القتال في ماريوبول، حيث عملت القوات المدعومة من روسيا على تطويق المدينة بينما أدى القصف المستمر إلى تحويل معظم المباني إلى أنقاض“.
وأضافت الصحيفة أن ”القتال يسلط الضوء على الدور المركزي للمدفعية في شرق أوكرانيا، حيث تحاول روسيا تجنب فقدان المزيد من القوة البشرية في القتال بالمناطق الحضرية“.
واعتبرت أن ”سقوط المدينة يؤدي إلى تفرغ الجنود الروس لهجومهم المقبل على مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الأوكرانيين، وهما آخر معاقل القوات الأوكرانية في الشرق“.
ونقلت الصحيفة عن سيرغي غايداي، حاكم منطقة لوهانسك والتي تشكل مع دونيتسك المجاورة منطقة دونباس، قوله إن ”البنية التحتية الحيوية في سيفيرودونيتسك قد دمرت، وكذلك 60% من المباني السكنية“.
وذكرت ”سخرت القوات الروسية تركيزها على سيفيرودونتسك لدرجة أنها لن تكون على الأرجح قادرة على إجراء عمليات كبيرة في أماكن أخرى من البلاد، وفقًا لمعهد دراسة الحرب. ومع ذلك، واصلت روسيا الضربات الجوية في أماكن أخرى في أوكرانيا، وهو مؤشر على أن طموحات موسكو تمتد إلى ما وراء دونباس“.
وفي هذا الشأن، أضافت الصحيفة ”تعرضت مناطق سومي وخاركيف في شمال أوكرانيا وكريفي ريه في الجنوب لغارات جوية، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين صباح الاثنين. كما قال مسؤولون إنه تم إرسال تعزيزات إلى المواقع الروسية حول أوكرانيا. وقالت روسيا إنها قصفت أيضاً أهدافا في جنوب البلاد، بما في ذلك القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا“.
وتابعت ”أفادت وسائل إعلام روسية بأن كيريل ستريموسوف، نائب رئيس الإدارة العسكرية المدنية لمنطقة خيرسون الذي عينته روسيا، قال إن المزارعين في المنطقة بدؤوا بتصدير القمح إلى روسيا. وسبق أن اتهمت أوكرانيا روسيا بسرقة إمداداتها من الحبوب، وكذلك منع تصدير الحبوب؛ ما أدى إلى نقص الغذاء في بعض أنحاء العالم“.
ومن جانبها، ذكرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن ”الدبابات والقوات الروسية اجتاحت مدينة سيفيرودونتسك، ما أدى إلى احتدام القتال شارعًا تلو الآخر، مع استمرار قوات الكرملين في التقدم في شرق البلاد“.
ونقلت الصحيفة عن شهود قولهم إن ”الدبابات الروسية كانت تتقدم صوب وسط المدينة مع انفجارات مصاحبة، ودمرت كل شيء في طريقها بعد قصف مكثف، وذلك في وقت قالت فيه السلطات الأوكرانية إن الأحداث أدت إلى ”ظروف على الأرض تذكرنا بماريوبول“.
ونقلت ”الغارديان“ عن غايداي قوله، إن ”الجيش الروسي يستخدم نفس تكتيكات ماريوبول مراراً وتكراراً. لقد قصفوا لبضع ساعات – لمدة ثلاث، أربع، خمس ساعات – متتالية ثم هاجموا. أولئك الذين يهاجمون يموتون. ثم يعقب ذلك القصف والهجوم مرة أخرى، وهكذا دواليك حتى يخترق في مكان ما“.
سؤال عن المنتصر
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة ”التايمز“ البريطانية مقالاً تساءلت فيه حول مَن يمكنه الانتصار في الحرب الأوكرانية.
وقال ”مع تحقيق الجيش الروسي بعض المكاسب في الشرق خلال الأسابيع الأخيرة، وإن كانت متزايدة، يعتقد المحللون والمتابعون أن القوات الروسية قد غيرت مسار الحرب وهي الآن في طريقها إلى الانتصار“.
وأضاف المقال ”سيكون من الصعب دائمًا تحقيق النصر في هذه الحرب لأنه، مهما حدث، يجب أن تنتهي بسلام تفاوضي من نوع ما. لقد أصبح واضحًا في الأشهر الثلاثة الماضية أن روسيا لا تستطيع احتلال أوكرانيا بأكملها. وبما أن أوكرانيا لا تستطيع احتلال روسيا، فإن التسوية بين الجانبين هي الخيار الوحيد“.
وتابع ”يجب التأكيد على هذا، لأنه يشير إلى حقيقة واحدة، وهي أن أوكرانيا فازت بالفعل في جانب رئيسي واحد، حيث ستبقى كدولة مستقلة، مع الغالبية العظمى من أراضيها، ثم ستأمل في عضوية الاتحاد الأوروبي. إذا كانت هذه النتيجة عُرضت في بداية الغزو الروسي، لكان يُنظر إليها على أنها انتصار مقنع لأوكرانيا“.
وذكر المقال ”لذلك يُترك لنا مناقشة ما إذا كان بإمكان روسيا تحقيق بعض الأهداف من الحرب التي خسرها الرئيس فلاديمير بوتين بالفعل. ويُنظر إلى هذه الأهداف عمومًا على أنها ضم روسي لنحو 20% من أراضي أوكرانيا“.
وأضاف ”وتعد هذه مساحة كبيرة من الأرض على شكل (خطاف) يشغلها الروس الآن من أسفل خاركيف مباشرةً، وصولاً إلى ماريوبول وما فوقها إلى خيرسون. ويعتبر الحكم على هذا نصرًا أكثر صعوبة، لأن مثل هذا الضم لن ينتج إلا بعد حرب دموية طويلة ستستمر عدة أشهر وربما سنوات“.
ورأى مقال الرأي الذي نشرته ”التايمز“، أنه ما لم تقرر الحكومة الأوكرانية على المدى القصير التخلص من هذا الجزء من البلاد للتوصل إلى اتفاق سلام، فإن الحرب ستستمر وسيطول أمدها دون توقع ما قد يحدث فيها.
وتساءل ”ما يفعله الروس الآن هو تكريس قدر هائل من مواردهم العسكرية المتاحة للاستيلاء على مساحة صغيرة جدًا. قد يأخذونها، لكنهم سيكونون تكبدوا بالفعل خسائر فادحة“.
استهداف حليف موسكو
ورأت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن ”الانفجار الذي وقع الاثنين في مدينة ميليتوبول الأوكرانية، والتي تسيطر عليها روسيا، كان يستهدف رئيس المنطقة الموالي للكرملين والذي عينته موسكو، يفغيني باليتسكي“.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، أنه ”لم يتضح من المسؤول عن الانفجار. فإذا كان المعارضون الأوكرانيون وراءه، فسيكون ذلك أحد أكثر أعمال التمرد عنفاً منذ احتلال القوات الروسية للمدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا في الأيام الأولى من الحرب“.
ونقلت الصحيفة عن رئيس بلدية ميليتوبول السابق، إيفان فيديروف – الذي اختطفته القوات الروسية ثم أطلق سراحه لاحقًا في عملية تبادل للأسرى قبل أن ينتهي به المطاف في المنفى – قوله إن ”الأشخاص الذين كان على اتصال بهم ما زالوا في المدينة يحاولون تحديد ما إذا كان أي شخص أصيب في الهجوم ومن قد يكون شنه“.
وأضاف فيديروف، وفقا للصحيفة الأمريكية، أنه بغض النظر عن المسؤول عن الانفجار، ”فإن الهجوم يؤكد مستوى المعارضة المحلية التي ستستمر روسيا في مواجهتها، مؤكداً ”ستحترق الأرض في مليتوبول، حتى يغادر الروس المدينة“.
وأشارت الصحيفة، إلى أن ”الهجوم يأتي في الوقت الذي يشن فيه الجيش الأوكراني هجومًا مضادًا لاستعادة الأراضي في منطقة خيرسون المجاورة، حيث استولت القوات الروسية على مساحات شاسعة من مقاطعات خيرسون زاباروغيا – التي تضم ميليتوبول وهي ثاني أكبر مدينة هناك – في وقت مبكر من الحرب“.
وقالت إنه ”لا توجد تقديرات دقيقة لعدد السكان الباقين في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا عبر المنطقتين“.
”أزمات“ الجيش الروسي
وبدورها، سلطت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية الضوء على تقارير تزعم بوجود أزمات عدة في صفوف الجيش الروسي الذي يقاتل في أوكرانيا.
وتحدثت المجلة عن جنود روس يرفضون القتال بسبب تقلص رواتبهم.
وفي هذا الصدد، نقلت المجلة عن تقرير نشرته وسيلة إعلام روسية، تحدث عن أن ”بعض الجنود من أفراد الحرس الروسي الذين قاتلوا في أوكرانيا يرفضون العودة والقتال بسبب انخفاض رواتبهم“.
ووفقًا لمصدر مقرب من ”القوات الفيدرالية بالحرس الوطني“ الروسي، فإن العديد من الجنود أشاروا إلى عدم رضاهم عن المبلغ الذي تقاضوه خلال فترة وجودهم في أوكرانيا من شباط/ فبراير إلى نيسان/ أبريل، واستخدموا ذلك كذريعة لرفض القتال.
وأوضح المصدر في التقرير الإخباري، أن ”من أسباب تقلص رواتبهم ارتفاع سعر صرف الروبل الروسي“.
وخلص التقرير، إلى أنه إذا كان سعر الدولار في روسيا في الـ10 من آذار/ مارس هو 120 روبلا، فقد كان 56 روبلا بحلول الـ26 من أيار/ مايو، ولهذا السبب تغيرت مدفوعات الجيش.
وذكر أن رواتب الجنود المتناقصة لا تساعد كثيرًا في حل المشكلة الحالية المتمثلة في ”انخفاض الروح المعنوية وسوء المعاملة داخل الجيش الروسي“.
وعلاوة على ذلك، يتعرض الجنود المتعاقدون للتهديد بتهم جنائية إذا حاولوا الاستقالة.
وأضاف التقرير ”تواجه القوات الروسية خسائر كبيرة قادمة من داخل صفوفها. وبحسب ما ورد، يرفض الضباط اتباع الأوامر، وتفيد التقارير بأن بعض القوات قامت بتخريب مركباتها الخاصة لتجنب الذهاب إلى الخطوط الأمامية“.
وفي أزمة أخرى، زعمت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في منشور على موقع ”فيسبوك“ الاثنين، أن الجنود الروس ”مستعدون لقتل الجنرالات الذين يحاولون إجبارهم على الهجوم“، مستشهدة بمكالمات روسية تم اعتراضها.
ووفقا لـ“نيوزويك“، ”جاءت المكالمات التي تم اعتراضها من المخابرات الأوكرانية، ولم يتم التحقق منها بشكل مستقل“.
ويزعم المنشور الأوكراني أن القوات الروسية كادت تطلق النار على الجنرال فاليري سولودشوك وحراسه، الذين أتوا إلى منطقة دونيتسك لتشجيع القوات على مواصلة الهجوم في المواجهة.
وبحسب المنشور، رفض الجنود الانصياع للأمر و“كانوا مستعدين لتفجير الضيوف الكبار، لذلك فر الجنرال الروسي بشكل مخجل من الجبهة وهو يهز ذيله“.