كريتر نت – متابعات
يُسدِل قلب الدفاع الصلب جورجو كييليني الستار على مسيرته الدولية عندما يواجه منتخب إيطاليا بطل أوروبا نظيره الأرجنتيني بطل أميركا الجنوبية الأربعاء على ملعب ويمبلي في لندن، في لقاء أطلقت عليه تسمية “فيناليسيما”.
وكان ملعب ويمبلي شهد ذروة مسيرة كييليني الدولية عندما رفع كأس أوروبا الأخيرة الصيف الفائت بفوز “الآتزوري” على إنجلترا في عقر دارها بركلات الترجيح 3 – 2 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 – 1.
وكان قطب الدفاع الذي يطلق عليه لقب “برج بيزا” (مسقط رأسه)، ينوي إنهاء مسيرته الدولية في مونديال قطر 2022، لكن منتخب بلاده سقط سقوطا مدويا على أرضه أمام مقدونيا الشمالية في الملحق المؤهل نهاية مارس الماضي ليندثر حلمه، ما دفعه إلى إعلان اعتزاله اللعب دوليا بعمر السابعة والثلاثين.
وستكون المواجهة ضد الأرجنتين الرقم 117 والأخيرة في مسيرته الدولية، ويأتي وداع الآتزوري بعد رحيله عن يوفنتوس في نهاية الموسم الماضي من دون أن يكشف عن وجهته المستقبلية لكن المرجح أن تكون الدوري الأميركي لكرة القدم.
طريق آخر
وعلّق مدرب إيطاليا روبرتو مانشيني على قرار اعتزال كييليني بالقول “لقد اتخذ قراره ويجب احترام القرارات. من الطبيعي أن يسلك طريقا آخر”. وسيخسر المنتخب الإيطالي قطبا في دفاعه الشهير الذي ضم في فترة معينة ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزاغلي أمام قطب آخر أسطورة هو حارس المرمى جانلويجي بوفون.
ولطالما جسّد كييليني صفات المدافع الإيطالي الصلب الذي يهابه جميع المنافسين بسبب تميزه بالقوة البدنية الهائلة والتدخلات الصارمة، لكنهم كانوا يشيدون به على أنه مدافع نظيف والدليل على ذلك نيله بطاقتين حمراوين فقط في 430 مباراة خاضها في الدوري الإيطالي. وقال كييليني الذي يُطلق عليه لقب “كينغ كونغ” بسبب لكم بطنه لدى احتفالاته، في تصريحات لصحيفة “لا ريبوبليكا” عام 2020 “أستطيع أن أكون أبله، لكني لست قذرا إطلاقا على الرغم من أنني ألحقت الأذى في بعض الأحيان”.
وبدأ كييليني مسيرته في صفوف ليفورنو في الدرجات الدنيا عام 2000 واستمر في صفوفه أربعة مواسم قبل أن ينضم إلى نادي فيورنتينا لموسم واحد ومنه إلى يوفنتوس الذي أمضى معه 17 عاما. وبقي وفيا للسيدة العجوز على الرغم من إسقاط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية عام 2006 بسبب فضيحة رشوة. وأدرك أنصار النادي بأنه ليس مجرد لاعب واعد بل من الأوفياء أيضا. وعاش العصر الذهبي ليوفنتوس بعد أن عاد الأخير إلى الدرجة الأولى وتوج في صفوفه بتسعة ألقاب تواليا في الدوري المحلي من 2012 إلى 2020 بالإضافة إلى كأس إيطاليا خمس مرات خلال هذه الفترة.
نقاط سوداء
أما النقاط السوداء في مسيرته، فكانت خسارته نهائي دوري الأبطال عام 2017 ضد ريال مدريد (كان مصابا في نهائي عام 2015 الذي خسره فريقه أمام برشلونة)، كما خسر نهائي كأس أوروبا عام 2012 بسقوط منتخب بلاده المدوي أمام إسبانيا برباعية.
وكان مدرب فرنسا الحالي ديدييه ديشامب أول من اكتشف كييليني ومنحه فرصته عندما كان يشرف على يوفنتوس في الدرجة الثانية. ويقول قطب الدفاع عن تلك الفترة “كنت حصانا مجنونا، أمضيت مبارياتي في الركض. لكن في وقت لاحق بات الأمر تحديا لي في مواجهة المهاجمين المنافسين”. وحتى السويدي زلاتان إبراهيموفيتش كان من أحد أنصاره بقوله “إنه وحش يطاردك من دون هوادة، إنها العقلية الصحيحة”.
ولم تبتسم له كأس العالم إطلاقا لأنه عاش خيبات متتالية فيها، ولم يكن ضمن التشكيلة التي توجت بطلة للعالم عام 2006، ثم خرج منتخب بلاده من الدور الأول لمونديالي جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014، ثم جاء الفشل الذريع في عدم التأهل إلى نسخة مونديال روسيا 2018، والمونديال المقبل في قطر المقرر من الحادي والعشرين نوفمبر إلى الثامن عشر ديسمبر المقبلين.
وفي سؤال عن أين يجد نفسه بعد الاعتزال نهائيا أجاب كييليني “ليس في منصب المدير الفني أو مكتشف المواهب، لكن في منصب إداري، هذا الأمر يعجبني لأنه يساهم في إعادة إصلاح الكرة”.
وقال كييليني في تصريحات أبرزها موقع كالتشيو ميركاتو “عندما سمعت عن مباراة إيطاليا والأرجنتين في ويمبلي، اعتقدت أنها هدية من القدر”.
وأضاف “لقد حصلت على فرصة أخيرة مع إيطاليا، سألعب آخر مباراة دولية لي ضد ميسي الذي يعد أحد أقوى اللاعبين في التاريخ، مستعد للاستمتاع بهذه المباراة، أريد توديع إيطاليا بمستوى مميز”.
وتابع “ويمبلي مكان رمزي، هناك سيلعب أبطال أوروبا ضد أبطال أميركا الجنوبية، ولولا هذه الفرصة، كنت سأترك إيطاليا في ودية تركيا، لم أكن لأشارك في دوري الأمم لأنه سيقام في الموسم الجديد”.
وأتم “في ديسمبر 2020 كنت أعاني للتعافي من الرباط الصليبي، لم أكن أعرف إذا كنت سأحصل على استدعاء للمنتخب أم لا، هنا فكرت وقلت سأصل إلى اليورو ثم أقرر الاعتزال، لكن إثارة الانتصار منحتني الدافع المناسب لمحاولة بلوغ المونديال”.