كريتر نت – عربي بوست
من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال رحلته إلى المنطقة في نهاية الشهر، موافقة إسرائيل على ترتيبات أمنية جديدة تسمح لمصر بنقل السيطرة على جزيرتين عند مضائق تيران إلى المملكة العربية السعودية، حسب ما نشرته مجلة Jerusalem Post الإسرائيلية.
وتوجد حالياً قوة متعددة الجنسيات على جزيرتي تيران وصنافير لا تريدها السعودية هناك بمجرد سيطرتها على الجزيرتين، وبموجب الصفقة التي سيُعلَن عنها قريباً، ستوافق إسرائيل على نشر القوات على الجزر التي ستظل أرضاً مصرية، على بعد عدة كيلومترات.
وفي المقابل، ستسمح المملكة العربية السعودية لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق مجالها الجوي؛ حيث إنه في الوقت الحالي، يمكن فقط للرحلات الجوية الإسرائيلية المتجهة إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين التحليق فوق السعودية، بالإضافة إلى رحلات طيران الهند من وإلى إسرائيل.
وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، قال لمجلة Jerusalem Post، في مقابلة نُشِرَت الجمعة 3 يونيو/حزيران 2022 إنَّ التطبيع مع السعودية “سيحدث بخطوات صغيرة”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في حديث لمجلة Foreign Affairs هذا الأسبوع، إنَّ “المملكة العربية السعودية شريك حاسم لنا في التعامل مع التطرف في المنطقة، والتعامل مع التحديات التي تمثلها إيران، وآمل أيضاً في مواصلة عملية بناء علاقات بين إسرائيل وجيرانها القريبين والبعيدين من خلال استمرار وتوسيع اتفاقيات التطبيع”.
وبينما لم ينفِ وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المفاوضات، أوضح أنَّ العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ليست في الأفق القريب، فيما قال بن فرحان، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع: “لقد رأينا دائماً التطبيع على أنه النتيجة النهائية للمسار” إلى السلام مع الفلسطينيين.
تحركات سرية أمريكية
ويشار إلى أن موقع أكسيوس الأمريكي كان قد كشف، في وقت سابق، أن إدارة بايدن تسعى للتوسط بشكل سري بين السعودية ومصر لتحقيق ترتيبات من أجل استكمال نقل سيادة جزيرتَي تيران وصنافير بالبحر الأحمر من القاهرة للرياض، فيما وضعت تل أبيب شرطاً للمملكة للموافقة على ذلك.
موقع معاريف الإسرائيلي من جانبه كشف في وقت سابق، أن المساعي الأمريكية السرية تهدف كذلك إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وهو ما سيعد إنجازاً فريداً لحكومة نفتالي بينيت وللسياسة الخارجية لإدارة بايدن في الشرق الأوسط على حد سواء.
تنفذ القوة متعددة الجنسيات دوريات في الجزر الواقعة في موقع استراتيجي عند بوابة البحر الأحمر، وهي طريق الشحن الوحيد إلى إيلات، ومنذ توقيع إسرائيل ومصر معاهدة “سلام” في عام 1979، وجاء هذا الشرط؛ لأنَّ الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر أغلق مضائق تيران في الفترة التي سبقت حرب الأيام الستة عام 1967.
وتنص اتفاقية “السلام” بين مصر وإسرائيل، التي تمت عام 1979، على خلو جزيرتي تيران وصنافير من القوات العسكرية وخضوعهما للرقابة الدولية، وأي تغيير في الوضع القائم يحتاج لموافقة إسرائيلية. ونقل الموقع الإسرائيلي عن مسؤولين أمريكيين أن السعوديين يتجهون لإنهاء عمل فرق المراقبة الدولية بالجزيرتين، في مقابل التعهد بإبقاء الجزيرتين دون قوات عسكرية، وضمان حرية الإبحار في مضيق الجزيرتين.
كما كانت المملكة العربية السعودية قد منحت مصر في الأصل السيطرة على الجزيرتين في الخمسينيات من القرن الماضي، ووافقت مصر على إعادتهما في السنوات الأخيرة، كما وافقت إسرائيل أيضاً، من حيث المبدأ، في عام 2016، لكن لم تنتهِ الترتيبات الأمنية البديلة.