كريتر نت – عربي بوست
قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، في تقرير نشرته الإثنين 6 يونيو/حزيران 2022، إن السعودية انخرطت في محادثات جادة مع إسرائيل لبناء علاقات تجارية وتأسيس ترتيبات أمنية؛ نظراً إلى أن المملكة المحافظة تستشعر تحولاً بين شعبها تجاه تأسيس علاقات رسمية مع الدولة ذات الأغلبية اليهودية.
مع أن السعودية لا تعترف بإسرائيل ولا تجمعها بها أية علاقات دبلوماسية، فإن المملكة توسع نطاق المحادثات السرية مع قادة إسرائيل، مما قد يعيد تشكيل سياسات الشرق الأوسط ويُنهي عقوداً من العداوة بين البلدين صاحبي النفوذ الأكبر في المنطقة.
مباحثات سعودية إسرائيلية
فعن طريق مساعدة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تحاول السعودية وإسرائيل التوصل لاتفاقية يمكن أن تُمنح الطائرات بموجبها حقوقاً موسعة للطيران من إسرائيل إلى المملكة، وتمهد الطريق أمام السعودية للسيطرة الكاملة على جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على هذه الجهود.
في الوقت نفسه، أتاحت الرياض لمجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين السفر إلى السعودية، في وقت تبحث فيه الدولتان عن تعميق العلاقات الاقتصادية، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على هذه الزيارات.
في حين تتخذ الحكومة السعودية هذه الخطوات، بينما ترى دعماً متنامياً بين الشعب تجاه العلاقات مع إسرائيل. في زيارة حديثة لواشنطن، أبلغ الأمير خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعض الأشخاص سراً، أن استطلاعات الرأي الحديثة أظهرت تحولاً حاسماً، لا سيما بين السعوديين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، وكان هذا التحول لصالح عقد علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وذلك وفقاً لأشخاص محيطين بهذه المحادثات.
خطوات سرية بين السعودية وإسرائيل
صحيحٌ أن العلاقات الدبلوماسية الرسمية ربما تفصلها سنوات عن الوقت الحالي، لكن سلسلة من الخطوات السرية السياسية والعسكرية والاقتصادية قد تسرّع الجهود التي يستغرق بناؤها أمداً طويلاً، والتي تستهدف إنهاء الصراع بين البلدين اللذين يشهدان تهديداً مشتركاً متمثلاً في إيران، وهو ما أوضحه الأشخاص المشاركون في هذه الجهود.
تشكل المحادثات السعودية الإسرائيلية عنصراً أساسياً في جهود إصلاح العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والسعودية؛ نظراً إلى أن إدارة بايدن تبدأ في تبني جهود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، من أجل بناء العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي بدون انتظار التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين.
يقول المسؤولون السعوديون والإسرائيليون إن التساؤل المطروح الآن لم يعد يتعلق بما إذا كانت السعودية سوف تقبل بالاعتراف بإسرائيل جارة لها، بل متى سوف تتخذ هذه الخطوة.
إذ قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد: “نعتقد أنه من الممكن أن نحظى بعملية لتطبيع العلاقات مع السعودية. إنه في صالحنا”.
خطوات تدريجية نحو التطبيع
غير أن المسؤولين السعوديين والإسرائيليين يقولون إنهم قد يتخذون خطوات تدريجية نحو التطبيع قبل حل الصراع الشامل؛ نظراً إلى أن دعم الفلسطينيين لا يلقى صدى لدى الشباب الأصغر في الشرق الأوسط، بالطريقة نفسها مثلما كان يحدث في الماضي.
حيث يقول المسؤولون السعوديون إنهم يشعرون بخيبة أمل من السلطة الفلسطينية، التي يرأسها محمود عباس. فضلاً عن أن السعوديين يمتعضون من دعم إيران لحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة.
في حين قال مسؤول سعودي: “إذا كانت حماس تبني علاقات مع إيران لحماية نفسها، فلِم إذاً لا نحظى بعلاقات مع إسرائيل ضد إيران لحماية أنفسنا؟”.