كريتر نت – وكالات
ما زال الجدل قائماً حول فيلم “سيدة الجنة” في بريطانيا، وفي تطور جديد أقالت الحكومة، السبت 11 يونيو (حزيران)، مسؤولاً مسلماً من منصبه على رأس مجموعة عمل رسمية، بعد أن اتهمته بتشجيع تظاهرات ضد الفيلم، الذي يتحدث عن ابنة النبي محمد.
وكانت شبكة “سينيوورلد” اضطرت لوقف عرض الفيلم، الذي بدأ في الصالات مطلع يونيو، بعد هذه الحملة التي شنتها مجموعات اعتبرت الفيلم “مسيئاً”.
وكتب قارئ عاصم، وهو إمام ومحام في ليدز بشمال إنجلترا، تعليقاً على “فيسبوك”، قال فيه إن الفيلم “يؤذي مشاعر المسلمين”، لكن المجموعة التي يتولى منصب نائب رئيسها لم تتظاهر. ونشر الإمام إحداثيات مكان للتظاهر في ليدز في الليلة نفسها.
ورأت السلطات البريطانية، أن هذا المنشور يتعارض مع عمله كنائب لرئيس مجموعة عمل حول الإسلاموفوبيا وأنهت “بمفعول فوري” مهامه، معتبرة أن الحملة ضد الفيلم “أدت إلى تظاهرة تحرض على الكراهية الدينية”.
وأضافت مبررة قرارها، أن “هذه المشاركة في حملة تحد من حرية التعبير تتعارض مع دوره في تقديم المشورة للحكومة”. وأشارت إلى أن الحملة ضد الفيلم شجعت العداء بين الطائفتين الشيعية والسنية.
وبدأ عرض الفيلم، الذي يتناول سيرة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد وزوجة رابع الخلفاء الراشدين على بن أبي طالب أول الأئمة لدى الشيعة، في الثالث من يونيو في بريطانيا.
وأوقفت شبكة “سينيوورلد” البريطانية لدور السينما عرض الفيلم، الذي أخرجه إيلي كينغ، بعد تظاهرات نظمها مسلمون خارج دور العرض التي قدم فيها.
ورداً على سؤال لصحيفة “الغارديان”، عبر المنتج التنفيذي للفيلم، مالك شليباك، عن أسفه “لاستسلام الشبكة للضغط”.
وتعذر الاتصال بالإمام للتعليق على قرار السلطات.
مسيء للدين وطائفي
وأثار الفيلم غضباً في بريطانيا وخرجت احتجاجات تطالب بوقف عرضه. قالت شركة “سينيوورلد” إنها ألغت عرضه من أجل سلامة “العاملين والزبائن”. ووقع أكثر من 120 ألف شخص عريضة يدعون فيها إلى سحب الفيلم من قاعات السينما.
ووصف مجلس مساجد بولتون الفيلم بأنه “مسيء للدين وطائفي”. وكتب رئيس مجلس مساجد بولتون، آصف باتيل، في رسالة إلى “سيني وورلد” نقلتها صحيفة “بولتون نيوز”. يقول عن الفيلم إنه “يحمل أيديولوجيا طائفية، ويشوه الوقائع التاريخية، كما يسيء إلى الشخصيات الموقرة في التاريخ الإسلامي”.
“تهديدات بالقتل”
الفيلم تم وصفه بأنه الأول الذي يتطرق إلى قصة ابنة النبي محمد على الإطلاق. وادعى المنتج التنفيذي، مالك شلبياك، أنه تلقى تهديدات بالقتل، بحسب صحيفة “اندبندنت”.
لكن شلبياك رحب، في تصريح لصحيفة “الغارديان”، بتعبير الناس عن آرائهم، ولكنه قال إنه من واجب السينما أن تدافع عن حقها في عرض الأفلام التي يريد الناس مشاهدتها.
وقالت “اندبندنت” في تقريرها إنه لطالما كان تصوير الأنبياء المسلمين في الأفلام موضوعاً مثيراً للجدل. وفي حين أن القرآن لا يمنع صراحة تصوير النبي محمد، فإن بعض التعاليم تعتقد أن التصوير المرئي للمسلمين هو “تجديف”.
وذكر الموقع الإلكتروني للفيلم بأنه لا أحد مثل أي شخصية مقدسة، بل تم ذلك باستعمال “أضواء ومؤثرات بصرية”.
ووصف المجلس الإسلامي في بريطانيا، وهو يوصف بأنه أكبر هيئة إسلامية في البلاد، الفيلم بأنه “مثير للانقسام”.
وجاء في بيان أصدره المجلس، أنه “يدعم العلماء والقادة الذين يدعون إلى الوحدة الكبرى وإلى المصلحة العامة”. وقال البيان “بعض الناس، بينهم من يدعمون الفيلم، ومن يردون عليهم بطائفية، هدفهم الأساسي هو تأجيج الكراهية”.
ثقافة الإلغاء
لكن عضو مجلس اللوردات، البارونة كلير فوكس، قالت إن القرار “كارثي بالنسبة إلى الفن، وخطير بالنسبة إلى حرية التعبير”. أما وزير الصحة ساجد جاويد، فقال إنه “قلق من ثقافة الإلغاء” في بريطانيا.
وأصبح الفيلم متاحاً للمشاهدة في عدد من قاعات سينما “فيو” في بريطانيا.
وقال متحدث باسم شركة “فيو”، إن “الشركة تأخذ على محمل الجد مسؤوليتها في عرض محتويات متعددة، وتؤمن بعرض أفلام تهم مجموعات متعددة من الناس في بريطانيا”.
وأضاف “لا تعرض قاعات سينما فيو أي فيلم إلا بعد أن تطلع عليه وتصنفه الهيئة البريطانية المستقلة للأفلام. وقد اعتمدت الهيئة فيلم سيدة الجنة، وهو مبرمج للعرض في عدد من قاعاتنا”.