كريتر نت – متابعات
بعد أكثر من 70 يوما على بدء سريانها، يبدو أن الهدنة الأممية في اليمن دخلت مرحلة الموت السريري، إثر فشل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في إقناع مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بتنفيذ بنودها، الأمر الذي يجعل الهدنة التي تعد الأطول منذ اندلاع الحرب في البلاد على حافة الانهيار.
في مطلع يونيو/ حزيران الجاري، أعلن غروندبرغ موافقة الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، على تمديد الهدنة، لمدة شهرين إضافيين، بعد انتهاء سابقة لها مماثلة بدأت في 2 أبريل/ نيسان الماضي.
واشترطت الحكومة اليمنية للموافقة على التمديد، “الزام مليشيات الحوثي بفتح الطرق والمعابر في مدينة تعز المحاصرة منذ ثمان سنوات، ودفع رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لها من عائدات سفن المشتقات النفطية الواصلة إلى ميناء الحديدة”.
إحباط أممي
في الثامن من يونيو /حزيران الجاري، وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ صنعاء، للتباحث مع قيادات مليشيات الحوثي حول تثبيت الهدنة واقناعها بمقترح أممي لفتح الطرق في تعز والمحافظات أخرى، تنفيذا لبنود الاتفاق.
وجاءت الزيارة بعد اختتام جولة ثانية من المفوضات بين وفدي الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي في العاصمة الأردنية عمان برعاية الأمم المتحدة حول فتح الطرق، والتي انتهت بالفشل بسبب رفض وفد المليشيا لكافة المقترحات.
وعلى عكس المرحلة الأولى من الهدنة التي أظهر خلالها غروندبرغ قدرا كبيرا من التفاؤل، فقد غادر صنعاء يوم الخميس الماضي باتجاه عمان دون أن يدلي بأي تصريح أو بيان حول نتائج مباحثاته مع مليشيات الحوثي، بشأن مقترح فتح طرق تعز.
وتفيد مصادر عدة بأن الزيارة لم تحقق نتائج إيجابية تذكر مع جماعة الحوثي، مؤكدة أن غروندبيرغ “لم يتوصل إلى تفاهمات جدية تسمح له بالإعلان عنها”.
والجمعة الماضية، قال عضو الفريق الحكومي نبيل جامل على “تويتر” إن الفريق ينتظر نتائج زيارة المبعوث إلى صنعاء، بشأن الموافقة على مقترح فتح الطرق، وأضاف، “نخشي أن يستهلك وقت الهدنة الثانية، بنفس الطريقة التي استهلك وقت الهدنة الأولى”.
وبحسب صحيفة الخليج الإماراتية، فأن غروندبيرغ أصيب بالإحباط بعدما واجهته الميليشيات الانقلابية بحزمة شروط تعجيزية، بعضها لم يكن في مقررات هذه المرحلة من المساعي الهادفة إلى تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع.
جماعة إرهابية لا تؤمن بالسلام
بالتزامن مع زيارة غروندبرغ إلى صنعاء، هدد رئيس وفد المليشيا التفاوضي المدعو يحيى الرزامي بـ”فتح المقابر” بدل فتح المعابر إلى تعز، في رسالة تحد متهورة من جماعة تثبت، في كل مرة، أنها لا تؤمن بالسلام.
كما دفعت مليشيات الحوثي بتعزيزات عسكرية إلى جبهات تعز ومأرب والحدود مع السعودية، فيما واصلت خروقاتها بشن هجمات مستمرة على مواقع قوات الجيش الوطني، بالإضافة إلى استهداف المدنيين في مختلف المحافظات.
وقال العليمي في كلمة له أمام المندوبين الدائمين بالجامعة العربية في مقرها بالقاهرة، على هامش زيارته لمصر:” نتطلع لدور فاعل من الجامعة العربية من أجل فتح معابر تعز والمدن الأخرى، وإنقاذ الناقلة صافر من الانهيار”.
وأوضح، أنه “في الشهر الأول للهدنة، دخلت كافة سفن الوقود عبر موانئ الحديدة دون وفاء المليشيا ببند إيداع العائدات لدفع رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرتها”.
وأضاف: “كما سهلنا تسيير الرحلات التجارية بين صنعاء وعمان، والقاهرة، في حين ماتزال طرق تعز والمحافظات الأخرى بالكامل تحت الحصار الحوثي، وهي أحد عناصر الهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ”.
وأشار الرئيس العليمي إلى حالة من الإحباط من إمكانية تحقيق السلام مع “جماعة إرهابية كرست جهودها ومنابرها للتعبئة والموت وليس للحياة”.
وحذر من أن “التخادم الصريح بين عملاء إيران والتنظيمات الإرهابية في اليمن ينذر بموجة جديدة من الهجمات والدمار، خصوصا بعدما أفرجت المليشيا عن العديد من المحكومين بقضايا إرهابية”.
كما أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بقرار الجامعة العربية على مستوى المندوبين بإدراج جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، وحث الدول العربية على تفعيل هذا القرار بصورة عاجلة من أجل ردع الانتهاكات الفظيعة بحق الشعب اليمني، وتجفيف موارد تمويل هذه الميليشيا الإرهابية.
ودعا الرئيس العليمي إلى دور عربي فاعل من أجل مواجهة التحديات المحدقة بالأمة، ونصرة الشعب اليمني وحقه باستعادة دولته وإنهاء انقلاب المليشيا الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
بدوره أكد وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان أحمد عرمان، يوم السبت، أن هناك مؤشرات سلبية من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران؛ لا تشجع على الاستمرار في الهدنة الأممية.
وقال عرمان في تصريح صحافي، إن الخروقات الحوثية خلال شهرين تجاوزت 3000 خرق. نتطلع من الأمم المتحدة أن تقوم بدور حقيقي للضغط على الحوثيين وفرض إجراءات صارمة تجاههم لما يمارسونه من خروقات.
وأوضح أن مليشيات الحوثي تمارس الكثير من الخروقات على الجبهات. تستمر في تجنيد الأطفال وزراعة الألغام وتصنيع الأسلحة، وهذه في حد ذاتها هي مؤشرات غير إيجابية لا تشجع على استمرار الهدنة.
وتابع: وكالات الأمم المتحدة العاملة في اليمن تعمل بشكل يمكن وصفه بأنه “غير مفهوم وغير واضح”، ولدينا معلومات وأخبار عن تواطؤ بعض ممثلي المنظمات الإغاثية وبعض المكاتب في تلك المناطق مع الحوثيين. هذا “ما يشجع الحوثيين على الاستمرار في نهجهم”.