كريتر نت – متابعات
منذ انطلاق “الثورة” السورية في (15) آذار (مارس) 2011، تعرضت المرأة السورية لأبشع أنواع الجرائم من عنف جسدي ولفظي واستغلال لم يرد حتى في العصور الجاهلية، حتى القتل، فقد كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّه خلال العقد الممتد من آذار (مارس) 2011 حتى آذار 2021، لقيت (13843) مواطنة فوق سن الـ18 مصرعها على أيدي أطراف النزاع المختلفة.
وفي تقرير، على موقعه الرسمي على الإنترنت، قال المرصد: إنّ “المرأة كانت شاهدة على قسوة لم يُسمع عنها حتى في زمن الجاهلية، فحتى ذلك الزمان الأسود الذي جعل من المرأة أداة للهو أصبح بريئاً من الوضاعة التي طفت على السطح في مجتمع لطالما حافظ على الفضيلة ومنظومة القيم الاجتماعية على مدار عقود.”
ونبّه المرصد إلى أنّه “تم توثيق العديد من الحالات التي وقع فيها اغتصاب جماعي لنساء ليس لهنّ أي ذنب من قِبل أطراف النزاع، والكثير من النساء تمّ اغتصابهنّ من قبل موظفين رسميين وقوات عسكرية، وإجبارهن على البغاء، إضافة إلى تعرضهنّ للجلد والرجم وإجبارهنّ على زواج المتعة الذي انتشر بشكل علني دون وجود أيّ رادع أخلاقي أو ديني”، مؤكداً توثيق “استشهاد (13843) مواطنة فوق سن الـ18 على أيدي أطراف النزاع المختلفة”، في الفترة من آذار 2011 حتى آذار 2021.
وأشار المرصد إلى تقرير الأمم المتحدة الصادر في 2018 الذي أوضح أنّ المرأة السورية قبل اندلاع الثورة قد تعرضت للعديد من أشكال العنف القائم على الجنس، تمثلت في الاغتصاب والعنف الأسري والتحرش الجنسي والاعتداء برش الحمض والمواد الحارقة، والزواج بالإكراه والإكراه الإنجابي دون مراعاة صحة المرأة وسلامتها، إضافة إلى الإجهاض الانتقائي بسبب الجنس، وختان الإناث وقتلهن تحت ما يُسمّى جرائم الشرف.
ونقل المرصد عن التقرير الأممي قوله: إنّ هذه الجرائم كانت ترتكب دون رقابة أو محاسبة صارمة من قبل الحكومة، وما إن قامت الحرب في سورية حتى ظهرت أنماط وأشكال جديدة من الإجرام أعادتنا إلى عصور الظلمات، وجعلت من المرأة جسداً رخيصاً تنهش فيه الكلاب البشرية بدون رحمة.
الاختفاء القسري والاعتقال
القتل والاغتصاب والإجبار على زاوج المتعة هي جرائم من قائمة طويلة من الجرائم التي طالت المرأة السورية التي تعرضت كذلك للاعتقال والاختفاء القسري، فقد وثّق المرصد السوري اعتقال (15502) امرأة وفتاة منذ 2011 حتى أيلول (سبتمبر) الماضي.
ولفت المرصد إلى أنّ عام 2013، الذي شهد توغّل الفصائل المسلحة وتوسّع النزاعات بين النظام ومختلف الأطراف المتحاربة، “كان أكبر عام مأساوي بالنسبة إلى المرأة، حيث اعتقلت فيه أكبر النسب.”
قتل وتعذيب
تمكّن المرصد السوري من توثيق مقتل (67) امرأة بالاسم، تحت التعذيب من إجمالي (105) آلاف استشهدن في سجون نظام الأسد.
وقد تعرّضت النساء للتعذيب بالصعق بالكهرباء والضرب، إضافة إلى وضعهن في سجون مختلطة ممّا يعرضهنّ للاغتصاب بشكل يومي، ولم تكن هناك أيّ محاكمة أو دوافع قانونية لاعتقالهنّ، وقد كنّ شاهدات على وفاة العديد من المعتقلين والمعتقلات، وفقاً للمرصد الذي أشار إلى أنّ هناك أكثر من (15) ألف امرأة تم اعتقالهنّ منذ عام 2013، وما زلن قابعات في سجون أطراف النزاع.