عدنان حجر
تقارير حديثة صادرة عن جهات رسمية محلية وعربية ودولية ومنظمات حقوقية إنسانية ذكرت إن نحو 30 مليون يمني يعيشون فوق أكبر حقل ألغام في العالم، ولا يمر يوم إلا وسقطوا ضحايا من المدنيين رغم جهود نزع الألغام.
هذه التقارير كشفت عن حقائق امتلاك الحوثيين للالغام وصناعتها وزراعتها وضحاياها في اليمن مدعومة بالارقام.
فماحجم هذه الألغام ومن اين لهم هذه الألغام ؟.
وماهي جرائمهم التي تسببت بها زراعة هذه الالغام؟. وماهي جهود جهات نزع الألغام ؟.
وماهي مواقف المنظمات الإنسانية والحقوقية من هذه الألغام ؟.. وعلى ضوء تلك التقارير وحتى نهاية مايو 2022م سنسلط الضوء في هذا التقرير على هذه القضية .
– اكثر من 30 مليون لغم حوثي
في تقرير صادر عن مشروع بيانات النزاع المسلح (ACLED)، أن اليمن مهدد بنحو 30 مليون عبوة متفجرة من مخلفات الحوثيين فضلاً عن كارثة الألغام الأرضية، واشار التقرير إلى أن إجمالي الألغام التي زرعها الحوثيون في اليمن يفوق اثنين مليون لغم، منها مضادة للأفراد وأخرى للعربات وثالثة للسفن والمراكب البحرية.
وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية نبيل عبدالحفيظ إن التقديرات تشير إلى أن الميليشيات الحوثية زرعت مليونين و300 ألف لغم، وأن نحو مليون و800 ألف لغم لا تزال مزروعة في مختلف المناطق التي دخلتها الميليشيات..
واكد التقرير أنه رغم جهود نزع الألغام إلا أنه ما يزال 80% من الألغام الحوثية مدفونة تحت الأرض تتربّص بالمدنيين وتقيّد حركتهم وتضيّق معيشتهم اليومية..
وفي أحدث تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية “أ ف ب” قالت فيه إن الألغام تفتك باليمنيين في الحرب والسلم..
واوردت في سياق التقرير حادثتين أن طفلًا يُدعى “مراد المروعي”، وهو في التاسعة من عمره، كان يقوم بجمع مخلفات وعُلبًا ليتمكن من بيعها، انفجر به لغم تسبب في مقتله عند أحد شواطئ محافظة الحديدة..
كما أفادت بيانات من منظمة “مشروع مراقبة الأثر المدني”Civilian Impact Monitoring Project، غير الحكومية، بأن محافظة الحديدة تتأثر- بشكل خاص- بالألغام. وان هذه الألغام تشكِّل خطرًا يتربّص باليمنيين في كل لحظة.
– انتزاع 343,374 الف لغم
منذ منتصف 2018م حتى نهاية مايو2022م ووفقا لإحصائيات مؤسسات معنية بنزع الألغام من بينها مشروع مسام السعودي لتطهير الاراضي اليمنية من الألغام الحوثية أنه تم تفكيك ونزع 343,374 لغما من مختلف أنواع الألغام والمتفجرات..( ذخيرة غير متفجرة 215,748 ) و( مضاد للدبابات 110,209 ) و ( مضاد للأفراد 12,355 ) و ( عبوات ناسفة 16,386 ) و( فيوز متنوع 1001 ) و ( صواريخ قابلة للانفجار 6 ) ..
واكد المشروع في إعلان له صدر مؤخرا أن جهود العاملين في المشروع مستمرة ومتواصلة بمشاركة 450 خبيراً في مجال نزع الألغام يشكلون 32 فريقاً في داخل اليمن..
وان هذه الجهود تواجه بعض الصعوبات في سرعة وسهولة معرفة اماكن الألغام لاحتفاظ الحوثيين بخرائط توزيع وأماكن زرعها وأن الأمر يتطلب ضغطا أمميا على الحوثيين بتسليم هذه الخرائط..
وفي آخر مؤتمر صحفي عقده مدير عام مشروع مسام أسامة القصيبي في العاصمة عدن في يناير2022م قال : أن المشروع فقد العديد من العاملين أثناء تفكيك الألغام وأن ذلك لم يكن لأخطاء بشرية وإنما لحدث وتطور الألغام في كل مرة ومنها الألغام المفخخة التي يجري تفجيرها عن بعد وتقنيات أخرى تكتشفها طواقم المشروع لكن بعد تقديم تضحيات كبيرة..
– اكثر من 6400 قتيل ومصاب
تستخدم مليشيا الحوثي الخدع في زراعة الألغام والعبوات الناسفة في الطرقات والمدارس والأماكن العامة والمزارع لقتل الابرياء والأطفال وهي جرائم بحسب القوانين الدولية التي تجرم استخدامها وتخزينها
ونقلها..وأن تلك الألغام أودت بحياة مايزيد على 10 الف يمني وفي 17 محافظة فقط بلغ العدد 6483 حتى نهاية مايو 2022م منهم 2819 قتيل و 3655 جريح موزعين على النحو الآتي : بالنسبة للقتلى ( اطفال ذكور وإناث 1751 نتيجة انفجار الغام وتعرضهم لشظايا الغام حوثية ) و ( 492 نساء كبار في السن ) و ( 492 رجال كبار في السن مدنيين وعسكريين ) و ( 93 من خبراء وموظفي من موظفي مشروع مسام و البرنامج اليمني للتعامل مع الألغام والهلال الأحمر اليمني بينهم اجانب )..
أما بالنسبة للجرحى والمعاقين والمشوهين فقد بلغ عددهم 3655 موزعين على النحو الآتي : ( 1255 طفال ذكور وإناث مصابون جرحى و 900 معاقون ومشوهون ) و ( 257 نساء ) و ( 294 رجال ) و ( 173 خبراء وموظفين ) و ( 173 عسكريين )
وتعد محافظات تعز والحديدة ومارب والبيضاء تتصدر المحافظات في القتلى والمصابين والمعوقين.. وبالنسبة للخسائر غير البشرية فقد تضررت اكثر من 6000 الف منشأة عامة خاصة جزئيا وكليا ونفوق 185 راس من الماشية وتعرض 16 سيارة و12 دراجة نارية للاحتراق والتدمير..
– من اين للحوثيين هذه الألغام؟
سؤال في غاية الأهمية يسأله الكثير , من اين للحوثيين هذا العدد الكبير من الألغام رغم الحصار المفروض عليهم..
تقارير وتصريحات عن مسؤولين عسكريين كشفت عن حقائق امتلاك الحوثيين لهذه الألغام بدءا بمرحلة شراءها من أسواق السلاح من 2004 إلى 2010م..
ثم مرحلة التصنيع المحلي البدائي في2013 م استخدموها أثناء حروبهم مع القبائل في الجوف وحجة وعمران..
ثم مرحلة الانقلاب على الشرعية وسيطرتهم على ترسانة الجيش من كافة الأسلحة في2014م..
ومن ثم مرحلة صناعة الألغام بصورة متطورة باستقدام خبراء من إيران وحزب الله من 2015م حتى 2017م..
وكذا مرحلة حصولهم على الأسلحة والذخائر والإلغام عبر التهريب من الدول المرسلة إلى الحوثيين باستخدام سفن الإغاثة الإنسانية ووسائل أخرى تهريببة وهذه بدأت مع العام 2018م ومازالت مستمرة إلى الآن.. وبمساعدة إيران، قاموا بإنشاء معامل لصناعة الألغام في صعدة وصنعاء والحديدة..
وأضاف أن هذه المعامل أشرف عليها في البداية خبراء إيران، فيما يديرها حالياً حوثيون سبق وأن تلقّوا تدريبات نوعية في معسكرات إيرانية وفي لبنان لدى حزب الله الموالي لإيران.
– الحوثيين وصناعة الألغام
كشفت تقارير وتصريحات صادرة عن جهات رسمية ومسؤولين عسكريين معززة بفيديوهات تؤكد تورط مليشيا الحوثي في تصنيع الألغام باشكال وانواع مختلفة منها المزروعة ومنها على شكل طوب البلك والعاب الاطفال ومنها الموضوعة في الطرقات والمزارع والمنازل والمدارس والبحار والشواطئ .
واوضحت هذه التقارير،ان المكونات الأولية للالغام أغلبها وبالأخص المواد الكيميائية والأجهزة التقنية تأتي من الخارج عبر تهريبها سواء ضمن الشحنات التجارية أو ضمن شحنات الأسلحة المهربة.
وان معظم مكوّنات الألغام تأتي من إيران، وإن كانت هناك من شحنات تأتي من جهات أخرى فهي بترتيب من قبلها.
وذكرت أن 90% من الألغام التي امتلكها الحوثيون والتي قاموا بزراعتها في أنحاء البلاد، حصلوا عليها بفضل المساعدة الإيرانية ضمن الدعم المقدّم لهم للسيطرة على اليمن..
وكشفت دراسة أعدّتها مؤسسة أبحاث التسلح أثناء الصراعات (CAR) عن حدوث تدفق تكنولوجي إيراني إلى الحوثيين في الآونة الأخيرة.
وقالت الدراسة، إنها توصّلت إلى معلومات تؤكد أن إيران قد قامت بتنظيم نقل التكنولوجيا والمعدات للحوثيين في اليمن لمساعدتهم على تصنيع عبوات ناسفة متحكّم فيها لاسلكياً.
الحوثيين يمتلكون كل ذلك العدد من الألغام ويواصلون زراعتها وقتل الأبرياء ويرفضون تسليم خرائط الألغام والأمم المتحدة لاتضغط عليهم..
هدنة الحوار والسلام رفضوها والأمم المتحدة تتساهل معهم كما يرفضون إطلاق الأسرى والمعتقلين ويرفضون صرف رواتب الموظفين وغيره وغيره والأمم المتحدة لم تضغط عليهم .. للشرعية والتحالف هذا التساؤل ماذا بعد كله هذا .. فلاعذر لكم سوى الحسم العسكري.
المصدر الرصيف برس