حاتـم عثمان الشَّعبي
فبراير2022 لم يكن شهر مثل باقي الشهور التي مرت علينا عام بعد عام بل هو شهر التحول والتغيير لنظام عالمي جديد فخلال هذا الشهر وبهذا العام كشرت روسيا على أنيابها رغم جمال وروعة مبسمها فهي تقدم للعالم أهم أنواع المعادن للصناعات وأفضل أنواع مواد الطاقة وأغنى الحبوب الغذائية وكل ذلك بأسعار مناسبة لكل الدول وبالعملة الأمريكية “الدولار” .
يحدث هذا وهي تبتسم ولكن عندما أحست بالغدر وأن هناك ما يحاك لها بالغرف المغلقة فتحت مبسمها زيادة ليظهر أحد أنيابها وبما أن أوكرانيا هي كبش الفداء الذي قدمته أوروبا ومن خلفهم أمريكا لم تتأخر روسيا بتنبيهها بأنها هي من ستخسر لكنها أبت أن تفهم وتستوعب ما بين السطور ليخرج رئيسها “الممثل السابق” وحديث العهد بالسياسة ليتحدى صاحب الخبرة الطويلة ورجل السياسة الأول وباني روسيا الجديدة الذي أعاد لها مكانتها ورفع إقتصادها وفرض الإحترام لكل مواطن روسي بأي دولة يصل لها.
ولأن السياسة هي فن وليس تمثيل فقد لعبها بوتن بكل ذكاء قبل أن يشمر على ذراعيه فحسب كل الخطوات التي سيخطوها وما هي ردود الفعل الأسوأ التي ستتضرر منها روسيا فجهز كل المعالجات لكل ردة فعل على حدة فكان لكاتب السيناريو خيبة الأمل الذي ضحك على القارة العجوز رغم أنه هو العجوز فبايدن حاصر القارة العجوز بتطبيق عقوبات على روسيا وكانت هي الخاسرة والمتجرعة للأوجاع والآلام بسبب هذه العقوبات “الأفكار الأمريكية” والتي ذابت أمام حنكة وذكاء الروس فتحولت إلى أوجاع للشعوب الأوروبية.
وبدأت تتكون قوة جديدة بين روسيا والصين والهند وهي إذا أعلنت عن ذلك فستكون ضربة قاسية للأمريكان والأوروبيين من الناحية الإقتصادية والتي ستسيطر على العالم مع إنكسار للإقتصاد الأوروبي والإمريكي الذي لن يتمكن على مجاراة هذه القوة الجديدة والتي تتميز بالعديد من المميزات بصناعاتهم وأهمها التكلفة الرخيصة لمنتجاتهم واستطاعتهم صناعة كل شيء والأهم أن أغلب المواد الأولية الداخلة بالصناعات المختلفة هذه الدول الثلاث هي من تنتجهم وتصدرهم للعالم والأيدي العاملة بها رخيصة جداً وغيرها من المميزات المتنوعة .
ونحن اليوم ندخل الشهر الخامس لإنطلاق اللعبة الأمريكية ضد أوروبا وليس ضد روسيا لأن الأشهر الماضية أثبتت بأن روسيا إستطاعت على زيادة قوتها الإقتصادية والإنتاجية بعدة طرق ذكية ولم تغامر في إكتساح كييف بل تسيطر عليها بهدوء وأصبح مرور الوقت هو من صالح روسيا وضد العجوزة أوروبا فنشاهد كل يوم رضوخ وركوع من بعض الدول الأوروبية لروسيا ولكنهم يريدون أن يحافظوا على كبريائهم الذي مرغه لهم العجوز بايدن
ونرى كيف يلعب بوتين بأزرار الروموت كنترول دون أن يضغط على الزر الأحمر وهو زر خطر وشديد الخطورة سيقضي على العالم إن ضغط عليه ولكن بالريموت كنترول هو زر الإغلاق الذي لايريد بوتين إغلاق المشهد الذي فتحته أوروبا على نفسها بإيعاز إمريكي لتصبح أوكرانيا دولة فاقدت السيادة على أراضيها وقرارها أصبح بيد الأمريكيين الذين لايستطيعون الدفاع عنها بشكل مباشر .
هذه هي السياسة إن لم تكن تمسك بالريموت كنترول فإنك لن تصل لما تريده من المشاهد…وستفقد راحتك وتضيع.
فهل نحن العرب والمسلمين سنصل لذكاء الروسي “بوتين” في بناء دولته واستغلال ثرواته وتكوين تحالفاته التي تعود عليه بالنفع وليس بالكوارث… فنحن نملك كل شيء وأكثر من روسيا إذا وحدنا سياساتنا ورسمنا خططنا والتزمنا بكلمة واحدة فيما بيننا.