كريتر نت – متابعات
تواجه القهوة العربية “اربيكا” خطر الانقراض بفعل تمدد زراعة” القات” في نحو 7 في المئة سنويا من مجمل مساحات زراعة البن في إثيوبيا التي تأتي في المرتبة الخامسة عالميا من حيث إنتاج البن؛ وتعتبر إحدى أكبر بلدان العالم للقهوة العربية.
وتستحوذ إثيوبيا على 4.4 في المئة من الإنتاج العالمي للبن بمساحة تقدر بنحو 4 آلاف كيلومتر مربع. ويشكل البن 22 في المئة من مجمل صادرات البلد الواقع في شرق إفريقيا والبالغة نحو 5 مليارات دولار سنويا.
ووفقًا للبيانات حكومية؛ يعمل أكثر من 15 مليون مزارع إثيوبي في مجال إنتاج البن؛ إلا أن نسبة كبيرة منهم تحولوا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة إلى زراعة القات -منبه خفيف يتم استهلاكه إلى حد كبير في جميع أنحاء شرق إفريقيا- وذلك بسبب مردوده المالي الكبير.
ويشير نيغا مولاقين، وهو مزارع في منطقة ووندو جينيه في جنوب البلاد؛ إلى أن أحد أبرز الأسباب التي دفعته للتحول إلى زراعة القات هو الربحية العالية وانخفاض تكاليف الإنتاج نسبيا مقارنة مع البن.
ويقول مولاقين البالغ من العمر 48 عامًا؛ لموقع سكاي نيوز عربية “كنت أحصد البن مرة واحدة فقط في السنة، ولكن بعد التحول، صرت أحصد القات ثلاث إلى أربع مرات في السنة”.
وفي ظل التراجع المستمر في مساحات زراعة البن، حذر باحثون من أنه في غضون ما بين عقدين إلى ثلاثة عقود؛ ستتحول منطقة جنوب إثيوبيا المعروفة بانتاج البن إلى زراعة القات بشكل كامل.
وتوضح بييني تيكلو؛ الاستاذة والباحثة بجامعة “هواسا” لموقع سكاي نيوز عربية أنه إذا استمر الاتجاه الحالي، فمن المتوقع أن تتلاشى تماما زراعة البن في البلاد بحول العام 2040.
وتزايدت خلال الفترة الأخيرة المطالبات بضرورة التدخل الحكومي من أجل الحفاظ على مساحات البن باعتباره قطاع استراتيجي للاقتصاد الأثيوبي. ويرى العديد من الخبراء أن من شأن زيادة الاعتماد على التقنيات الحديثة ووضع سياسات محفزة للمزارعين أن يسهم في الحفاظ علر مساحات البن وزيادة الانتاج.
ويقول سمور تسيهاي الباحث في مجال التكنولوجيا الحيوية في جامعة قندر لموقع سكاي نيوز عربية إن هنالك حاجة ملحة لإدخال نهج أكثر علمية لتقليص المخاطر التي تواجه إنتاج القهوة.
ويوضح تسيهاي أن من بين أهم التدخلات المطلوبة العمل على تحسين البذور وتدريب المزارعين على استخدام التقنيات الحديثة للتوسع الراسي وزيادة الإنتاج.
وفي ذات السياق؛ يشدد تسفاي أبيبي؛ أستاذ الزراعة في جامعة هواسا على ضرورة الاهتمام ببرامج الإرشاد الزراعي.
ويوضح أبيبي في حديثه لموقع سكاي نيوز عربية “إذا تم دعم المزارعين من خلال برامج الإرشاد التي تساعد على تحسين الإنتاج فإن ذلك سيشجعهم للعودة لزراعة البن”.