أحمد عبدالتواب
لم يلفظ الشعبُ المصرىُ جماعةَ الإخوان بسبب موقفهم من 30 يونيو وما بعدها، والقول بهذا، فضلاً عن أنه نكتة تُضحِك الأطفال لتعارضها الواضح مع الواقع وتسلسله وتتابعاته، فإنه ينطوى على ازدراء للإرادة الشعبية التى أصرت على الإطاحة بحكمهم وسحب الاعتراف بشرعية وجودهم، وان 30 يونيو هى نتيجة لهذا، بعد أن تكشفت جرائمهم الهائلة واتضح أنها تُعبِّر عن عدائهم الأصيل للشعب وثقافته وتقاليده وأعرافه، مع اعتمادهم العنف ضد المعارضة السلمية إلى حد القتل فى الطريق العام، والسعى للتشبث بالسُلطة دون نية التنازل سلمياً احتراماً للإرادة الشعبية، مع فشلهم فى تلبية احتياجات الشعب الأساسية، وتعارضهم مع التوجهات الروحية للمصريين، الراسخة منذ مئات القرون، وعدائهم للفنون والآداب، وأفكارهم الهدّامة التى تشق الوحدة الوطنية بعدوانهم على حقوق الأقباط، وعلى المسلمين من غير مذهبهم، وتسترهم على فضائح تورط بعض رموزهم فى الفساد المالى، مع علاقاتهم العضوية الوطيدة بجماعات إرهابية صريحة، تكفِّر الشعب وتحل دمه وتعلن عداءها للجيش والشرطة..إلخ. ثم قبل وبعد وأثناء كل هذا تبعيتهم لأعداء الوطن.
ثم، إنهم لم يُغيِّروا أياً من هذا، حتى بعد الإطاحة بحكمهم والدفع بهم أمام القضاء، فقد أعلن أحد قياداتهم للصحفيين، من قفص الاتهام قبل بدء احدى الجلسات، أن حبسهم أتاح لهم الوقت لدراسة كل قرار اتخذوه أثناء حكمهم وأنهم اقتنعوا بأنهم لم يرتكبوا خطأ واحداً! فعلامَ، إذن، يعتمد دعاة المصالحة معهم؟ هل يريدون منحهم قبلة الحياة، بإنقاذهم بالاعتراف بـ30 يونيو وما بعده، وهل يمكن أن تكسب مصر شيئاً بعودتهم القانونية التى تتيح لهم الفرصة مجدداً لممارسة جرائمهم التى لم يعترفوا بأى خطأ فيها؟! لاحِظ أيضاً أنه لم يعترف، سوى أفراد قلائل ممن هم خارج الإخوان، بالخطأ السياسى بمساعدتهم على إنجاح مرشح الجماعة فى المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2012!!.
لا تزال مصر فى مرحلة النقاهة من محنة حكم الإخوان، حتى تنجح فى حصار أفكارهم والقضاء على بقاياهم الكامنة المنتشرة تنتظر الأوامر بالتخريب. فليت الحوار الوطنى يحسم أمر الجماعة بما يتفق مع الإرادة الشعبية.
نقلاً عن “الأهرام”