كريتر نت / AFP
قتل 21 شخصا وأصيب 71 آخرون على الأقل بحروق إثر اشتعال أنبوب كان يتسرب منه النفط تزامنا مع محاولة السكان سرقة الوقود منه وسط حملة تشنها الحكومة المكسيكية لمكافحة سرقة المحروقات.
وقال عمر فياض حاكم ولاية إيدالغو حيث وقع الحريق إن 21 شخصا قتلوا وجرح 71 آخرون على الأقل بعد انفجار وقع في بلدة تلاويليلبان التي تبعد نحو 105 كيلومترات شمال العاصمة مكسيكو، موضحا أن سكانا من المنطقة كانوا قرب موقع التسرب لسرقة نفط.
وكتب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور “أشعر بأسف كبير للوضع الخطير الذي تعاني منه تلاويليلبان بسبب انفجار أنبوب نفط”. وأضاف “أدعو الحكومة إلى تقديم المساعدة للناس”.
ووقع الحريق في بلدة تلاويليلبان بولاية ايدالغو على بعد نحو مئة كيلومتر شمال العاصمة مكسيكو، حيث جذب تسرب للنفط عشرات السكان الذين سارعوا لملء دلاء وغالونات.
وقال حاكم ولاية إيدالغو لقناة “فورو تي في” المحلية “نعرف أن الحادث مرتبط بعمل غير قانوني وكانت السلطات المعنية تتابعه أساسا”.
وعرضت وسائل إعلام لقطات لعشرات الأشخاص يقومون بجمع النفط الذي كان يتدفق بكميات كبيرة، من مكان التسرب. وبعد ساعات، بثت لقطات للحريق بينما كان الناس يهربون في حالة هلع ويستغيثون فيما ظهرت جثث متفحمة على الأرض.
وصرح فرناندو غارسيا 47 عاما لوكالة فرانس برس “ذهبت لأرى ماذا يحدث ووقع النفجار. أسرعت لمساعدة الناس”. وأضاف “مررت بين رفات أشخاص احترقوا بالكامل”.
وقال حاكم الولاية نفسها إن وحدات من رجال الإطفاء تنتشر في الموقع.
وذكر صحافي من وكالة فرانس برس في المكان أن سيارات الإسعاف كانت تواصل مساء الجمعة نقل المصابين إلى مستشفيات في المنطقة.
وحوالي منتصف ليل الجمعة السبت، أعلن وزير الأمن في الحكومة الفدرالية ألفونسو دورازو أنه تمت السيطرة على الحريق.
من جهتها، اعلنت شركة النفط الوطنية “بيميكس” أن حريقا آخر اندلع بسبب سرقة نفط من أنبوب في منطقة صحراوية بولاية كويريتارو بوسط البلاد، لكن لم يسقط ضحايا وليس هناك خطر على السكان.
– سرقة محروقات –
وتأتي هذه الحادثة بينما تنفذ سلطات المكسيك استراتيجية وطنية لمكافحة سرقة المحروقات التي سببت خسائر بقيمة ثلاثة مليارات دولار للدولة المكسيكية في 2017.
وتفيد أرقام رسمية أن أكثر من عشرة آلاف عملية سرقة من هذا النوع سجلت في السنة نفسها من أنابيب شركة النفط “بيميكس”.
وتقوم عصابات إجرامية وعائلات بسيطة بجمع النفط بطريقة غير قانونية لإعادة بيعه في السوق السوداء، خصوصا في ولاية بويبلا في وسط البلاد.
وتشكلت حول هذه الممارسات غير القانونية ثقافة محلية تتضمن أغان شعبية ورسوم لشخصيات دينية تحمل غالونات وأنبوبا بلاستيكيا. وفي بعض المناطق، تقوم محطات رسمية للوقود ببيع المحروقات المسروقة.
وأغلقت الحكومة التي تسعى إلى وقف هذه الظاهرة، منذ أسابيع عددا من أنابيب النفط.
وسببت هذه الاستراتيجية نقصا في المحروقات في حوالي عشر ولايات في البلاد بما في ذلك في العاصمة، حيث تشاهد صفوف انتظار طويلة في محطات الوقود، وإن كان الوضع يعود تدريجيا إلى طبيعته في مكسيكو، خصوصا بسبب وصول إمدادات بشاحنات.
وقدر المصرف المكسيكي “سيتيباناميكس” بحوالي ملياري دولار كلفة هذا النقص للاقتصاد المكسيكي “إذا عادت الأمور إلى طبيعتها في الأيام المقبلة”.
وفتحت السلطات 1700 تحقيق متعلق بسرقة المحروقات التي تحولت إلى صناعة مربحة للسوق السوداء في عهد الحكومة السابقة، تشارك فيها عصابات تهريب المخدرات النافذة وعاملين في شركة النفط الوطنية “بيميكس”.
وكان الرئيس لوبيز أوبرادور الذي تولى مهامه في الأول من كانون الأول/ديسمبر الماضي، دعا المكسيكيين إلى التحلي بالصبر وسط هذه الفوضى.
وفي موقع الانفجار في تلاويليلبان، دان كثيرون هذا النقص. وقال مارتن تريخو (55 عاما) الذي كان يبحث عن ابنه الذي توجه إلى المكان للحصول على نفط “كثيرون قدموا مع عبواتهم بسبب نقص الوقود الذي نشهده”.
وتقول السلطات إن لصوص النفط يستفيدون من تواطؤ داخل الشركة الوطنية.
وأعلن الرئيس المكسيكي الأسبوع الماضي أن الرئيس السابق لجهاز أمن الشركة يخضع لتحقيق حاليا بشأن سرقة محروقات.