كريتر نت – متابعات
أعلنت بكين أن قواتها البحرية أبعدت مدمرة أميركية دخلت بحر الصين الجنوبي، اليوم الأربعاء، فيما قالت البحرية الأميركية إن مدمرتها “بينفولد” مارست حقها الملاحي وفق القانون الدولي.
وقال تيان جونلي، الناطق باسم قيادة مسرح العمليات الحربية الجنوبي في الجيش الصيني، إن السلطات البحرية قامت في 13 يوليو بـ”مراقبة مدمرة الصواريخ الأميركية بينفولد وقادتها بعيداً، بعدما دخلت بحر الصين الجنوبي قرب جزر باراسيل”.
وأضاف الناطق أن “تصرفات الجيش الأميركي انتهكت سيادة وأمن الصين بشكل خطير. هذه الخطوة ألحقت ضرراً خطيراً بسلام واستقرار بحر الصين الجنوبي، وانتهكت القانون الدولي وقواعد العلاقات الدولية بشكل خطير”.
ردّ أميركي
في المقابل، قالت قيادة الأسطول السابع الأميركي، إن إبحار المدمرة “يو إس إس بينفولد” قرب جزر باراسيل، تتفق مع القانون الدولي، مؤكدة على حقوق الملاحة العالمية.
أوأضافت في بيان، أن “المطالبات البحرية غير المشروعة والواسعة في بحر الصين الجنوبي تشكل تهديداً خطيراً لحرية البحار، بما في ذلك حرية الملاحة والتحليق، والتجارة الحرة والتجارة غير المعوقة، وحرية الفرص الاقتصادية للدول المطلة على بحر الصين الجنوبي”.
وتابعت في بيانها قائلة: “تتحدى الولايات المتحدة المطالبات البحرية المفرطة حول العالم بغض النظر عن هوية المدعي، إذ ينص القانون الدولي للبحار على النحو المبين في اتفاقية قانون البحار لعام 1982 على بعض الحقوق والحريات والاستخدامات القانونية الأخرى للبحار لجميع الدول، كما يلعب المجتمع الدولي دوراً في الحفاظ على حرية البحار، وهو أمر حاسم للأمن والاستقرار والازدهار العالمي”.
وشدد البيان على دعم الولايات المتحدة “مبدأ حرية الملاحة لجميع الدول”، لافتاً إلى أنه حال استمرار بعض الدول في المطالبة وفرض قيود على الحقوق التي تتجاوز سلطتها بموجب القانون الدولي، فإن الولايات المتحدة “ستواصل الدفاع عن حقوق وحريات البحر المكفولة للجميع”.
نزاع بحر الصين الجنوبي
وتتراكم ملفات كثيرة خلافية بين الولايات المتحدة والصين، تتصل بالتكنولوجيا والأمن السيبراني وحقوق الإنسان ومسائل أخرى، لكن بحر الصين الجنوبي قد يشكلّ صاعقاً لأزمة عميقة بين الجانبين، ولا سيّما أنه يثير مصالح متضاربة، في ظلّ إجراءات تنفذها بكين، وتتوجّس منها واشنطن ودول آسيوية أخرى.
وتبلغ مساحة بحر الصين الجنوبي نحو 3.5 مليون كيلومتر مربع، وهو طريق أساسي يربط بين موانئ المحيطين، الهادئ والهندي، وتمرّ عبره سنوياً، سلع وثلث حركة النقل البحري في العالم، بقيمة 5 تريليونات دولار.
وتُعدّ المياه أيضاً مناطق صيد مربحة، وتؤمّن المصدر الأساسي للبروتين الحيواني لمنطقة جنوب شرقي آسيا. ويُعتقد بأنها تحتوي على مخزون ضخم غير مستغلّ من النفط والغاز الطبيعي.
يشار إلى أن الجزر الصغيرة في البحر الجنوبي تثير “نزاعاً إقليمياً شرساً” بين 6 دول أساسية، هي بروناي والصين وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام، ما قد يشعل “حريقاً إقليمياً أوسع”، إذ تتنافس على “مسائل مرتبطة بالسيادة، ولا حلّ قانونياً سهلاً لها”. كذلك “تتعمق الخلافات، نتيجة تفشي القومية”، فيما تتصارع الصين والولايات المتحدة للسيطرة على النظام الدولي.