نوران بديع
صحفية سورية
يحوي عالمنا الكثير من المعالم الأثرية والشواهد التاريخية على تعاقب الحضارات على هذه الأرض، وقد تعرض الكثير من تلك المعالم للتدمير والتخريب على يد البشر، الذين اختلفت دوافعهم في تخريبها؛ فبعضها تدمرت بفعل الحروب وتعصب التنظيمات الإرهابية، فيما فقدنا معالم أثرية أخرى بسبب الغباء والتهور. وتالياً نستعرض 10 من المعالم التي تعرضت للتدمير والتخريب.
هرم نوه مول الكبير في بليز
يعود هرم “التل الكبير” أو ما يعرف بـ “نوه مول” في دولة بليز، لحضارة المايا التي سكنت مناطق عدة من أمريكا الوسطى، حيث ارتفع بطول 30 متراً في مجمع نوه مول المقدس عند حضارة المايا قبل تدميره، ويرجع تاريخ بنائه إلى أكثر من 2000 عام.
هرم نوه مول الكبير في بليز
في عام 2013، قامت شركة بناء بتدمير الهرم لاستخدام صخوره في مشروع بناء طرق، على الرغم من وجود الصخر في منطقة محمية بقوانين تحظر تدمير أي معلم أثري قديم.
معابد تدمر في سوريا
يعود تاريخ المعابد في مدينة تدمر السورية إلى 2000 عام مضت، حيث يضم كل معبد عدداً من الأعمدة الضخمة المميزة بزخارفها الدقيقة.
واستخدمت هذه المعابد خلال حكم الرومان للمدينة والتي عرفت بكونها مركزاً تجارياً مهماً على طريق الحرير مما أكسبها مكانة مهمة وجلب لها الكثير من الثروات.
معبد بعل شمين المدمر في مدينة تدمر (بالميرا) الأثرية
قام تنظيم داعش الإرهابي عام 2015 خلال سيطرته على المدينة بتدمير عدد من المعابد منها معبد بعل شمين المخصص لآلهة الكنعانيين، كما نهب ودمر عدداً من المواقع الأثرية في المدينة العريقة خلال الشهور التي استولى فيها على المدينة.
غرفة العنبر في روسيا
شيدت غرفة العنبر في القرن الـ18 الميلادي في قصر كاترين في مدينة سان بطرسبرج الروسية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى العنبر الثمين الذي يزينها من الداخل، حيث تضم لوحات مصنوعة من 1000 رطل من الكهرمان (العنبر) حسب بعض التقديرات، بالإضافة إلى أعمال موزاييك ونقوش ومنحوتات مرصعة بالأحجار الكريمة والذهب.
غرفة العنبر في روسيا
تم تفكيك غرفة العنبر ونقل مقتنياتها غرباً باتجاه ألمانيا خلال الاجتياح الألماني لروسيا عام 1941، وعلى الرغم من تقديم علماء الآثار عدة نظريات عن مكان تواجد الغرفة اليوم إلا أن موقع الغرفة المفككة غير معروف حتى الآن. يوجد في قصر كاترين غرفة محاكية لغرفة الكهرمان تم إنشاؤها لاحقاً لإحياء ذكرى هذه الغرفة.
تمثالا هرقل في إيطاليا
في عام 2015، تصدر سائحان عناوين الصحف في إيطاليا بعدما دمرا قطعة أثرية عمرها 300 عام، وتتألف من تمثالين لهرقل، وهما رمز لمدينة كريمونا الواقعة في شمال إيطاليا، ووفقاً للأسطورة، هرقل هو من اكتشف المدينة.
تمثالا هرقل في إيطاليا
حطّم السائحان، المهووسان بالتقاط صور السيلفي، هذا التمثال الرمزي بعدما حاولا الصعود عليه لالتقاط صورة. فدُمر جزء من التاج نتيجة تهور السائحين وعدم اكتراثهما.
مسجد فرحات باشا في البوسنة
خلال الحرب البوسنية في التسعينيات، شهدت مدينة بانيا لوكا، ثاني أكبر مدينة في البوسنة، قتالاً عنيفاً تم فيه تدمير واحد من أكبر المساجد في المدينة وهو مسجد فرحات باشا. ففي 7 حزيران (مايو) عام 1993، قامت القوات الصربية من جمهورية صربسكا بتدمير مسجد فرحات والهياكل المحيطة بكميات كبيرة من المتفجرات، وقد تم هدم المسجد ومساواته بالأرض ونقل الركام إلى أماكن بعيدة.
مسجد فرحات باشا
بعد الحرب، أدين زعيم الصرب السابق رادوسلاف برديانين لدوره في هدم الجامع، جنباً إلى جنب مع جرائم حرب أكبر. وحكم عليه بـ 32 عاماً في السجن، وقد تم تنفيذ عملية إعادة إعمار واسعة لمسجد فرحات باشا ومئذنته المستقلة.
تمثالا بوذا في أفغانستان
يعد التمثالين الأطول لبوذا في العالم بطول يبلغ 55 متراً لأحدهما و 38 متراً للآخر، حيث يعتبران من أهم المواقع التراثية ويقعان على منحدرات وادي باميان في أفغانستان. تم بناء التمثالين قبل 1500 عام مضت كجزء من مجموعة معابد وأديرة بوذية.
في عام 2001 قامت حركة طالبان خلال سيطرتها على الحكم في أفغانستان بتدمير التمثالين وتفخيخهما بالمتفجرات ضمن حملة الحركة لاستئصال كل التماثيل التي تعود إلى ما قبل الإسلام.
في نهاية 2001 طُردت طالبان من المنطقة وعادت فرق الآثار للتنقيب عن الآثار وأعيد إحياء التماثيل
وفي نهاية 2001 طُردت طالبان من المنطقة وعادت فرق الآثار للتنقيب عن الآثار وأعيد إحياء التماثيل لاحقاً بعرض استُخدم فيه نظام إسقاط ضوئي لإعادة تشكيل صورة للتمثالين. يظهر في الصورة التمثال الأكبر قبل التدمير وبعده.
القصر الصيفي القديم في الصين
كان القصر الصيفي القديم، المعروف أيضاً باسم يوان مينغ يوان، عبارة عن مجمع من الحدائق والمباني في بكين شيدت في القرن الـ 18. القصر نفسه بمثابة قاعدة لعمليات أباطرة أسرة تشينغ في العيش والتعامل مع الشؤون الحكومية، في حين كان القصر نموذجاً للهندسة المعمارية الجميلة، والتي شملت المعابد الرائعة، والأجنحة الفخمة، والجسور المزينة بالتصاميم الصينية المزخرفة. وتميز بالحدائق المحيطة به، مع المروج الخضراء والزهور الغريبة حول البرك الهادئة والأنهار المتدفقة.
القصر الصيفي القديم في الصين
لكن عام 1860، في ذروة حرب الأفيون الأولى، احتلت قوات التدخل السريع الفرنسية والبريطانية بكين واقتحمت القصر. وعلى الرغم من أنّ الإمبراطور وحاشيته قد فروا، وتركوا معظم محتويات القصر وراءهم دون مقاومة تذكر، إلا أنّ القوات نهبت الثروات التي تملأ القصر، ثم أمر المندوب السامي البريطاني في الصين، اللورد إلجين، بتدمير القصر انتقاماً لتعذيب الجنود البريطانيين والهنود، لنفقد هذا البناء المذهل إلى الأبد.
تدمير مقابر عمرها 1800 عام في الصين
في عام 2007، أدى مشروع افتتاح فرعٍ جديد لشركة إيكيا الشهيرة في مدينة نانجينغ الصينية إلى تدمير قطع ومعالم أثرية تاريخية.
المقابر التي يعود عمرها إلى 1800 عام في الصين
لم يدرك عمال البناء، أثناء انشغالهم بوضع أساسات مركز إيكيا الجديد، أنهم دمروا 10 مقابر قديمة عمرها 1800 عام تقريباً. تعود المقابر تلك لفترة ما بين عامي 220 و589 ميلادي، واكتُشفت في ضواحي القسم الجنوبي الشرقي من المدينة القديمة.
تصدر سائحان عناوين الصحف في إيطاليا بعدما دمرا قطعة أثرية عمرها 300 عام، وتتألف من تمثالين لهرقل، وهما رمز لمدينة كريمونا الواقعة في شمال إيطاليا
ووفقاً لعلماء الآثار الصينيين، تشير المقابر المبنية بحرفية عالية إلى احتمال كونها مقابر عائلة ثرية من تلك الفترة. امتازت تلك المقابر بالطوب الأخضر المزين بنقوش زهرة اللوتس. لكن للأسف، دُمرت تلك المقابر أثناء استخدام الآلات الثقيلة والجرافات عند حفر ووضع أساسات البناء.
تدمير منزل وليام شيكسبير
اشترى القس فرانسيس غاستريل، منزل الشاعر الإنجليزي الشهير وليام شيكسبير عام 1753، وهو المنزل الواقع في بلدة ستراتفورد، وكان السياح والزوار يتدفقون إلى منزل شيكسبير باعتباره شخصية مشهورة في التاريخ الإنجليزي، لكن غاستريل لم يعجبه هذا الأمر، أضف إلى ذلك أن الأخير وقع في عدة مشاكل مع المسؤولين المحليين جراء تهربه من دفع الضرائب.
في البداية، قطع (غاستريل) شجرة توت في حديقة المنزل، زرعها شيكسبير بنفسه سابقاً، ما أثار غضب وحنق سكان البلدة. بعدها، قام بهدم منزل أحد أشهر الشعراء في التاريخ، وأحد رموز انجلترا.
منزل وليام شيكسبير
صُعق سكان ستراتفورد بعد سماع هذا الخبر، فأصبح غاستريل مكروهاً وغير مرحب به في البلدة، مما اضطره إلى مغادرتها في نهاية المطاف.
مدينة أفاميا في سوريا
أقيمت أفاميا، مدينة الكنز القديمة في سوريا، على ضفة نهر العاصي، وكانت في يوم من الأيام موطناً لملوك الإمبراطورية السلوقية، ثم الرومان في وقت لاحق، ثم كقاعدة أثناء الحروب الصليبية.
كانت الفسيفساء الجميلة تزين الأعمدة البيضاء المنحوتة الرائعة، مع تصاميم معقدة لشوارعها المرصوفة، جعلتها واحدة من أهم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط، وبسبب الصراع الحالي، تم تدمير أفاميا إلى حد أنّ العديد من المؤرخين يعتقدون أنه لا يمكن استعادتها إلا بعمليات تعمير باهظة.
مدينة أفاميا في سوريا
تدمير أفاميا ليس فقط من جراء القصف، لكن أيضاً بسبب الذين استفادوا من الفوضى الحاصلة في نهب المدينة القديمة وسلب كنوزها.