كتب – عدنان سعيد
نعي جيداً ان للاعلام دورا لا يقل عن البندقية في المعركة بل احيانا يحقق انتصارات متسارعة ومن دون خسائر بشرية ومادية.
وما نطالعه ونقرأه على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع الاخبارية من اعلام نجده بعيداً كل البعد عن الهدف الحقيقي..فغلبت عليه المناكفات والمجاملات سواء لاشخاص او تكتلات ومجموعات معينة .. وقلما يأخذ الاعلام الجنوبي القضية الحتمية المصيرية القضية الجنوبية.
ان المرحلة الحالية لا تتطلب منا تصعيدا اعلاميا داخليا موجها لبعضنا البعض..
فعلى الاعلام الجنوبي الانتقال الى المجتمع الخارجي الاقليمي والدولي ومخاطبة النخب هناك من برلمانيين ومؤسسات انسانية أممية مناهضة للحروب والعنصرية ومحبة للسلام والحرية تساعد في توضيح ونشر وتأييد للرأي العام الاقليمي للقضية التي يدافع عنها الجنوبيون منذ سنوات تحقيقا لدولتهم بكامل جغرافيتها لعام 90م..
لقد ساهم الاعلام الجنوبي وخاصة المتعصب والغير مسؤول الى حد ما ، في تعكير صفو النسيج المجتمعي الجنوبي ووقف حجرا عثرة امام إعادة التلاحم، وزاد من التفرقة.
ان المرحلة الحالية بحاجة الى اعلام جنوبي واضح وشفاف بعيدا عن النفاق السياسي.. بعيدا عن الخوف يضع نصب عينيه تحقيق اهم اهدافه كسب ثقة المجتمع الخارجي ومؤسساته المدنية لتصبح رديفا وزخما مؤيدا لنضالات الجنوبيين المستمر نحو تحقيق حريته واستقلاله والذي يأتي ضمن المواثيق والاعراف الدولية المؤيدة لتحقيق المصير.
بل على الاعلام الجنوبي ان يكرس جهوده برفع الوصاية التي فرضت على شعبه في 14 ابريل 2015م بقرار مجلس الأمن 2216 وانه لم يعد مقبولا وفاعلا بعد تحرير الجزء الأكبر من الانقلابيين الحوثة ، الأمر الذي يستدعي اعادة اعمار وتنمية مستدامة في الجنوب المحرر.
ختاما ولتفعيل الاعلام الجنوبي والخروج من أزمته يتطلب عقد مؤتمرا عاما للاعلام الجنوبي يحدد فيه مساراته واتجاهاته واهدافه في ظل المرحلة الحالية والقادمة.