كريتر نت/ كتب – أحمد يسلم صالح
مهما قيل عن ذلك النجم الساري والمناضل اليساري الساطع . حتما فلن يكفي. ولن يفي أحدنا حق هامة وطنية عملاقة عاصرت وعاشت معمعان الثورة والتقلبات العاصفة ذاق السجن من رفاقه الذين سرعان ماأعذرهم متمثلا سيرة الانبياء في السمو والتسامح وسرعان ما عادوا إليه ليكتشف الجميع أنه متعاليا وساميا بروح القائد الفذ والحريص على تاريخ الحزب والوطن . عرفته حين تقلد منصب السكرتيرا الأول لمنظمة الاشتراكي محافظة أبين بعيد الوحدة يحمل رسالة الحب والوئام والتسامح يجسد بسلوكه اليومي نقاوة المناضل الثوري الزاهد قولا وفعلا وعندما تعرض لمحاولة الاغتيال من عناصر ماقيل عنهم المجاهدين ( الأفغان العرب ) في ٩٣م كان مدركا بحدسه وحسه الفطن .
أن روح المؤامرة قد حلت وان أستهداف حياته يحمل رمزية و بداية لمسلسل عنف لم يتوقف طال الجنوبيين بدءا من أرض الجنوب معها راح اعلام سلطة صنعاء ومستوردي الإرهاب ليصور الحادثة كعملية ثأر في إطار خلافات الأمس حتى أن أحدهم في مقابلة مع صحيفة الوسط قال إن استهداف مقبل مجرد ثأر قبلي . وهو تسويق رخيص لتمرير هدف أقذر طال القيادات الجنوبية في صنعاء عقب الوحدة المنحوسة مازلت اتذكر حين سئل في مؤتمر صحفي عن حادثة اغتياله فكان رده لم يكن انتقاميا بل أنه قال إنه يشعربشديد الأسف أن أحد منفذي العملية كان جاره العزيز محتفظا بحق المجورة رغما عن بشاعة الجريمة.
من المواقف التي لاتنس والحكايات التي لاتمحى أنه وحين عاد مسؤولا في أبين جاءته إحدى قريباته تطلب لابنها سلاحا لاسيما وقد فقدت زوجها في احداث يناير المؤلمة ٨٦م لكن الرجل انتفض من مقعده وقال لها بلغة الحسم والجدية هذا مرفوض وهل جئنا لأبين نوزع سلاح دعيه يتعلم وينهل علما وفي هذا ستجديني للوقوف معه والمساعدة هذه قصة رواها لي واحد ممن عملوا تحت قيادته .
هناك كم من القصص العديدة في تاريخ مقبل السياسي والإنساني . فحين نزحوا الى الشمال عقب كارثة ينائر كانت للرجل رؤية عقلانية متسمة بالعمق والنظرة الزكينة الثاقبة مع الطرف الآخر في الحزب وكان بعض العائدين قد حملوا معهم مواقف مقبل المتسامحة وتشجيعه لهم للعودة لوطنهم وبين أخوتهم مهما كان. على الاينساقوا وراء الاشاعات . يرفض تماما أن يتم استخدامهم في أعمال عدائية كان يخطط لها ضد الجنوب وحين رشحه الحزب الاشتراكي لمجلس النواب ورفيق دربه زيد سليمان في دائرتي جعار وزنجبار مثلاروح التسامح والمحبة ورد الاعتبار للرئيس سالمين رحمة الله عليه هنا . وحين تسلم مقبل قيادة الاشتراكي بعيد حرب صيف ٩٤م الظالمة و في وقت عصيب حالك سجل مواقف قوية رافضه لنتائج الحرب فقالها صريحة وبالصوت العالي في عقر دارهم باعتبار اعلان الانفصال نتيجة لإعلان الحرب والبادئ أظلم فلكل سبب نتيجة فعمل ورفيقه الشهيد المجاهد الوطني الكبير جارالله عمر رحمه الله على لملمة الحزب من تبعات آثار جريمة الحرب التي من كان من أول أهدافها القضاء على الحامل السياسي للجنوب .
كثيرة هي المواقف السياسية الناضجة والمسؤولة التي سطرها الرجل واتذكر أن أحد الملاك المتضررين من انتفاضة الأرض في أبين كان من أشد الناقمين على نظام الجنوب وبمجرد جلوسه لمرة واحدة مع مقبل غير وجهة نظرة تماما مبهورا ومعجبا بطروحات الرجل وسعة فكره .
وفي حادثة أخرى روى لي صديق عزيز ان جلسة ودية في عدن جمعتهم مع انطلاقة الحراك الجنوبي والتأسيس للتصالح والتسامح الذي كان مقبل أحد داعميه بدون تردد . وفي الجلسة أياها راح بعض الحاضرين يكيل سيلا من الاتهامات للرئيس عبدالفتاح ومحسن وتحميلهم كل تبعات ماجرى في الجنوب ومنها اعتبارهم مسؤولين عن الدخول في الوحدة كتحصيل حاصل لمخطط رسمه فتاح مع الثناء بالطبع على مقبل في حضوره . وحين جاء دور الرجل في الحديث كان منصفا ومسؤلا وعقلانيا بلغةالفيلسوف الحكيم والفكر الحصيف المتقن فقال بالمختصر المفيد أن اخفاقات وحسنات النظام في دولة الجنوب هي مسؤوليتنا جميعا في النظام والدولة الوطنية منذ عام الاستقلال ومابعده أصبنا حيث أصبنا وأخطأنا حيث أخطأنا جميعا كقيادة مترحما على كل رفاقه عبد الفتاح وسالمين وعنتر وقحطان وفيصل عبداللطيف وكل الذين قضوا ملمحا بسطحية وسذاجة الطرح من غير تصريح ولاتجريح وهنا انتزع احترام كل الحاضرين وسلم الجميع بحنكة وقوة الرجل وسلامة أفكاره الرصينة .
كم اتمنى على قائد جهبذ كهذا- عافاه الله وشفاه ، وعساه دون مذكراته التاريخية باعتباره من القادة التاريخيين الافذاذ كمرجعية سياسية وتاريخية ووطنية لها شأو وشأن .