كريتر نت / كتب – محمد عباس ناجي
كانت عاصمة اقليم لحج منذ مئات السنين مدينة (الرعارع) الواقعة على بعد ميل وربع شمال مدينة الحوطة اليوم. وظلت كذلك حتى الاحتلال الزيدي لعدن في سنة 1644م فقام الشيخ فضل بن علي العبدلي بقيادة ثورة الاحتلال الزيدي حتى تم تحرير عدن ولحج في سنة 1731م بالتعاون مع سلاطين يافع .
فقام بنقل اسرته من قرية المجحفة الى مدينة الحوطة واتخذها عاصمة له في تلك السنة فاصبحت مدينة الحوطة هي عاصمة اقليم لحج اي منذ 288 سنة وحتى اليوم.
وكانت تسمى الحوطة الجفارية نسبة الى الولي الشهير مزاحم بالجفار والذي كان له قبر فيها يزار كل سنة من قبل المواطنين.. وكان هذا الرجل مشهود له بالعلم والصلاح.
اما لماذا يطلق على اي مكان (الحوطة) فهذه التسمية تطلق على الاماكن التي تكون منطقة علم ودين او موقع مزار للاوليا.. او منطقة امنة بفضل عناية ساكنيها الاحياء والاموات.. وتوجد عدة مناطق في الجنوب العربي تسمى الحوطة ولاسيما في شبوة حضرموت .
وحوطة لحج كان يطلق عليها الحوطة المحروسة وهي معروفة انها مدينة علم وفن وادب وبرز منها العديد من الاعلام العربية الجنوبية امثال المؤرخ والشاعر الكبير احمد فضل العبدلي صاحب كتاب هدية الزمن في اخبار ملوك لحج وعدن.. والفنان الشهير فضل محمد اللحجي صاحب مدرسة الغناء اللحجي.. والفنان حسن عطا. والفنان سعودي احمد صالح الذي تعلمت على يديه.والفنان العظيم فيصل علوي والفنان محمد صالح حمدون والقائمة تطول كثيرا ومن الصعب سردها.
عندما اذكر لحج اذكر الدور الذي قام به رجال ونساء لحج في نشر التعليم بعد الاستقلال الوطني الاول عام 1967م فلا توجد منطقة في الجنوب مهما كانت بعيدة ونائية الا وذهب اليها ابناء لحج لنشر العلم ومحاربة الامية فكانت لحج بمثابة المنارة التي اضاءت للجنوبيين والجنوبيات دروب العلم والمعرفة .. تحية للحج العلم والفن والابداع.. لحج العطاء في الخيرات ارضا وانسانا .