كريتر نت – متابعات
على ما يبدو نجحت ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، في إعادة الشمال إلى أيام الجاهلية ومعاركها العصبوية تحت مسميات قبلية وجهوية لا علاقة لها بمشروع الدولة والمواطنة.
وفي حين تسعى الميليشيات الحوثية لتكريس خرافة آل البيت وحق بني هاشم في السلطة والإمام علي بن أبي طالب بالولاية، ظهر تيار عصبوي جديد أطلق على نفسه “الأقيال” قال المنتمون له إن مهمتهم محاربة خرافات الحوثية وتكريس المواطنة وإعادة إحياء القومية اليمنية والعربية بعيداً عن أي وصاية.
وأقيال هو مصطلح يمني قديم يشير إلى أبناء وأحفاد الملوك من الممالك اليمنية التاريخية المذكورة في القرآن أمثال مملكة سبأ وقوم تبع ذوي الصلاحيات الأكبر.
ويقول منظرو الحركة إن “الأقيال” نهضوا ليستنهضوا تاريخ وأمجاد بلادهم لتسير في دمائهم مجدداً دماء الحضارة ويخرجوا الإنسان اليمني من غفلته، وإنهم الذين يتصدرون موجة الفكر والتحرر ويشكلون اليوم متاريس المقاومة للميليشيات الإمامية، وهم الذين لم يحملوا في تاريخهم غير مشروع التنوير فلم يكونوا جزءاً من نظام سابق ولم تتلطخ أيديهم بسيئات إسقاط الدولة أو تحويلها إلى دولة رخوة أو فاشلة.
لكن هذا التيار المتواجد فقط على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ما بات يتوسع حتى تحول هو الآخر إلى تيار عنصري لمواجهة عنصرية الميليشيات الحوثية، حسبما قال الصحفي عبدالرحمن أنيس، في تدوينة مقتضبة على حسابه في الفيسبوك.
فهذه الحركة التي بدأت معتدلة قبل أن تتحول إلى حركة عنصرية، كما يراها “أنيس”، ترفض أي انتقادات تطالها أو تحاول تقويم سلوكها وعدم الانجرار وراء دعوات الميليشيات في استذكار الماضي واستجلاب عصبيات الجاهلية التي من المفترض أن الإسلام قد نبذها.
لكن الحركة التي كانت محل تأييد قطاع واسع من الشعب، وقعت في فخ الميليشيات الحوثية وانساقت نحو معارك قرشية مكية لا علاقة لها بالمواطنة او المصطلحات التي كانت تدعو لها.
يقول الباحث والسياسي حسين حنشي، في تدوينة على حسابه في تويتر، “الظاهر، الشماليين ركبوا عجلة الزمن وعادوا أكثر من الف الى الفي عام للوراء”.
وأضاف “هناك تدور الآن معارك الأقيال والعباهلة وخط المسند ومعركة الحصان وصفين وسقيفة بني مسعدة ومعهم بن ذي يزن جديد في صعدة استعان بالفرس وجلسوا في بلاده وفي اسود عنسي كمان في السوق قريبا”.
ويوافقه الرأي السياسي والصحفي نبيل الصوفي، الذي قال “شمالنا المحترم راجع يعيش أيام الجاهلية، معارك كبرى داخل قريش بين بني أمية وبني هاشم، والتبابعة والغساسنة واليمانية”.
وتابع ساخراً “شقادف وبراميل صوتها يسد أفق الوطن والمواطنة. انفصال داخل انفصال، وتشطير داخل الشطر.
ما عاد باقي للجمهورية والوحدة والوطن والمواطنة ولا ذرة وجود.. سرحتنا”.