كريتر نت – حفريات
قضت محكمة إيرلندية بالسجن (15) شهراً على جندية سابقة في الجيش، أدينت بالانضمام لتنظيم داعش الإرهابي خلال عام 2019.
وأدينت ليزا سميث البالغة من العمر (40) عاماً بالانتماء للتنظيم الإرهابي في أثناء الفترة الممتدة من 28 تشرين الثاني (أكتوبر) حتى 1 كانون الأول (ديسمبر)2019.
وبرأت المحكمة الجنائية الخاصة في دبلن “سميث” من تهمة تمويل الإرهاب عبر إرسال أموال إلى رجل يعمل لصالح التنظيم الإرهابي، وفق ما نقلت بي بي سي.
وقال القاضي جاستيس هانت: إنّه لأمر خطير بالنسبة إلى أيّ مواطن أيرلندي، ناهيك عن عضو سابق في القوات المسلحة، أن يتعهد بالانتماء لتنظيم أجنبي إرهابي. وأضاف القاضي أنّ ليزا سميث كانت ولا شك تدرك ما تقوم به من أفعال.
لكنّه استدرك بالقول إنّه وهيئة المحكمة أخذوا في الاعتبار سلوك “سميث” الحسَن الذي كان مشهوداً لها به، وما عاشته من أوقات عصيبة في سوريا، فضلاً عمّا عانت من عنف أسري.
هذا، وعاشت ليزا التي تركت الجيش الإيرلندي في 2011، طفولة عادية في دوندالك، ثم قررت في سن (19) الانضمام إلى قوات الدفاع، وكانت عضواً في الجيش لمدة (10) أعوام، بما في ذلك فترة عملها في سلاح الجو.
في عام 2010 اعتنقت سميث الإسلام، وسرعان ما ارتدت الحجاب، وبعد رفض الجيش منحها الإذن بارتدائه، تركت قوات الدفاع.
وصفت ليزا في إحدى المقابلات الصحفية قرارها بأنّه “لا يحتاج إلى تفكير”، وعلى الرغم من أنّها كانت تعلم أنّها ستفقد رواتبها العسكرية التي حصلتها بمرور السنين ومعاشها التقاعدي، إلا أنّ “عدم طاعة أمر الله كان سيؤدي بها إلى العقاب الأبدي”، وفق تعبيرها، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
خلال جلسة المحاكمة، قالت كارول كريمة دافي، صديقة لها، تحولت هي الأخرى إلى الإسلام: إنّ سميث زارت مسجد مدينة دوندالك في عام 2010، وقالت لها إنّها كانت مهتمة بأن تصبح مسلمة، وإنّها تفكر في ذلك منذ فترة.
وأخبرت سميث دافي أنّها جربت البوذية والهندوسية وممارسات روحية أخرى، ولكن عندما قرأت القرآن شعرت سميث على الفور بأحاسيس عميقة.
وقالت إنّ قراءتها الأولى للقرآن في عام 2010 جعلتها تضحك وتبكي في الوقت نفسه، وأدركت على الفور أنّ ما كانت تقرأه هو الحقيقة.
المحاكمة كشفت أنّ أشياء حدثت في حياة سميث الشخصية في ذلك الوقت؛ جعلتها ضعيفة، وفق شهادة دافي.
وقالت دافي: إنّ سميث كانت على علاقة مع رجل منذ زمن، لكنّ علاقتها في تلك الفترة كانت على وشك الانتهاء.
وقالت: “في تلك الفترة كانت ضعيفة لأنّها كانت حزينة، وربما كان اهتمامها بالدخول إلى الدين لتغطية الرغبة بالعودة مع الرجل الذي أحبته”.
وكشفت أنّ “سميث المنهارة”، وفق وصفها، دخلت في محادثة عبر الإنترنت مع أمريكي تحول هو كذلك إلى الإسلام، يُدعى جون جورجيلاس، وقالت: “ربما يكون قد شدها قليلاً وذهبت معه، لأنّها كانت ضعيفة، وكان قلبها محطماً، وكانت شديدة السذاجة”.
من جانبه، قال المحامي الذي يمثل سميث مايكل أوهيغينز، في خطابه الختامي خلال المحاكمة: إنّها كانت في ذلك الوقت محطمة القلب، ومكتئبة، وهشة، وانتحارية، ويائسة، ولم تستطع إيجاد أيّ معنى للحياة.
سميث كشفت من جانبها أنّه خلال رحلة سابقة إلى سوريا، سألت مقاتلي بعض الفصائل المسلحة عمّا يمكنها فعله للمساعدة، ولكنّهم ضحكوا عليها، وطُلبوا منها الدخول إلى المطبخ.
وقالت سميث: إنّها عندما قررت العودة إلى سوريا لاحقاً في 2015، علمت أنّه لن يكون لها أي دور سوى ربة منزل.
في مقابلة صحفية سابقة، نفت سميث أن تكون متطرفة، وتساءلت قائلة: “ما معنى أن أكون متطرفة؟ أن أكون مسلمة، وأريد أن أعيش في دولة إسلامية؟ لا أفهم كيف يكون ذلك تطرفاً”.
وحول قرارها الذهاب إلى سوريا، كررت سميث مراراً أنّها تعتقد أنّ دينها يتطلب منها “الهجرة” للعيش في كنف الخلافة الإسلامية التي أعلنها الزعيم الإرهابي أبو بكر البغدادي.
وقالت: إنّ واجبها الديني، وليس الرغبة في الانضمام إلى منظمة إرهابية، هو ما دفعها إلى المغادرة.
وفي مقابلتها مع RTÉ News الأيرلندية، قالت سميث: إنّها لم ترتكب أيّ خطأ، لكنّها اعترفت بأنّ بعض الأيرلنديين قد يجدون صعوبة في تصديق ذلك.
وقالت: “لا أعرف ما إذا كانوا سيصدقون أم لا، لكن هذه هي الحقيقة، سواء صدقوا ذلك أم لا، الأمر متروك لهم، أتعلمون؟ أتيت إلى هنا من الدولة الإسلامية لكنّني لم أفعل أيّ شيء “.
وكانت سميث قد بكت أثناء جلسة سابقة من المحاكمة، حيث التمس دفاعها الرأفة بموكلته. واستعان المحامي بـ3 تقارير نفسية قائلاً: “على مقياسٍ للتعاسة يتراوح بين الرقمين (1) و(5)، تحلّ سميث عند الرقم (4)”، وذلك نظراً لمعاناتها إبّان الطفولة، فضلاً عن معاناتها مع عائلتها.