كريتر نت – متابعات
علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على صورة تداولتها وسائل إعلام غربية، دعت من خلالها المواطنين إلى غسل أربع مناطق فقط من الجسد عند الاستحمام لتوفير المياه من أجل “إزعاج بوتين”، حيث وصف الرئيس الروسي هذه الدعوات بـ”غير منطقية”.
وعلق بوتين بكلمة له خلال منتدى “أفكار قوية لعصر جديد”، الأربعاء الماضي “ما هذا؟ لقد أصيبوا (الغرب) بحالة جنون كاملة، وفّر الماء وفّر الكهرباء، إنه أمر غير منطقي، لقد ارتكبوا أخطاء، والآن لا يعرفون ماذا يفعلون بها، ويبحثون عن مذنبين”.
وأثار رسم كاريكاتيري انتشر بشكل فايروسي على وسائل التواصل في ألمانيا يزعم أن أربعة أجزاء فقط من الجسد يجب غسلها “لإزعاج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين” جدلا وسخرية واسعة.
ويُظهر الإعلان طفلا عليه علامات على أجزاء من جسده يجب غسلها هي الرجلين والإبطين والمناطق الحساسة.
ويقول التعليق في الجزء العلوي من الصورة “اغسل هذه المناطق الأربع فقط إذا كنت تريد مضايقة بوتين.
يجب أيضا توفير الماء من أجل الحرية”.
ويشير مستخدمون آخرون، لاسيما على وسائل التواصل، إلى أن الرسم الكارتوني ظهر في مقال في صحيفة “بيلد” الألمانية.
وفي الواقع، فإن الرسم الكاريكاتيري لم يظهر في بيلد فقط نشر مقال في السادس عشر من أبريل الماضي على موقع الصحيفة بعنوان “غسل أجزاء الجسم الأربعة يكفي”.
وتمثلت الرسالة الرئيسية للمقال هي أنه “من الممكن قضاء وقت أقل في الحمام دون المساس بالنظافة الشخصية، لأن التنظيف المفرط يمكن أن يدمر الطبقة الواقية من الجلد”.
وتوصلت أخصائية الأمراض الجلدية يائيل أدلر إلى هذا الاستنتاج في مقابلة مع صحيفة بيلد، مؤكدة “ترجع العديد من المشاكل الجلدية إلى العناية المفرطة.
لذلك إذا كنت تستحم مرات أقل، فأنت لا توفر الطاقة فحسب، بل تساعد بشرتك أيضا”.
وفي بداية أبريل دعا وزير الاقتصاد ألألماني روبرت هابيك الألمان إلى توفير الطاقة من أجل المساهمة في استقلال البلاد عن الواردات الروسية.
وشدد هابيك على وجه الخصوص في ما يتعلق بالمدخرات “لا يمكننا أن نصبح أقل اعتمادا على الواردات الروسية إلا إذا رأينا هذا كمشروع كبير نشارك فيه جميعا.
سيكون من الجيد أن يتمكن الناس من استخدام القطارات أو الدراجات في عيد الفصح.
هذا أمر سهل على المحفظة ويضايق بوتين”.
وعلى ما يبدو، قرر مستخدمو الإنترنت الجمع بين تصريحات الوزير الألماني ومقال صيحفة بيلد، وإضافة العلم الأوكراني، وتوزيع الصورة على أنها “إعلانات اجتماعية في ألمانيا”.
ويُظهر بحث موسع عبر الإنترنت عن هذا الكارتون أنه تم نشره في الرابع والعشرين من أبريل من هذا العام على حساب تويتر باللغة الألمانية مع التسمية التوضيحية “كان عليك غسل يديك لمدة عامين حتى لا تعرض جدتك للخطر! الآن غسل 4 أجزاء من الجسد في الحمام تكفي لإثارة غضب بوتين والتأثير على الحرب! إنه لأمر مدهش مدى بساطة هذا العالم!”.
وسأل المعلقون المؤلف عن المصدر الأصلي لهذه الصورة، لكن لم تكن لديه إجابة. وانتشرت الصورة على حسابات وسائل التواصل في منتصف شهر يوليو مع تعليق “في ألمانيا، يُنصح الألمان بتقليل الاستحمام من أجل إزعاج روسيا”.
45 في المئة من الألمان اتخذوا إجراءات باستخدام الوسائل المتوفرة لديهم لضمان تدفئة منازلهم خلال فصل الشتاء “دون الغاز الروسي”
ويؤدي البحث العكسي للصورة إلى موقع الويب التعليمي Teach On، والذي يستخدم صورة نفس الصبي (ولكن دون العلم الأوكراني) للتوصية بتعلم أسماء أجزاء الجسم باللغة الهندية.
ومن المحتمل أن الصورة المتداولة على وسائل التواصل قد تم إنشاؤها بواسطة مستخدم غير معروف بناء على الصورة من الموقع، حيث أنها متاحة مجانا.
وتمت إضافة العلم الأوكراني.
من جانب آخر، أفادت صحيفة “بيلد” قبل أيام نقلا عن نتائج استطلاع للرأي العام أجرته شركة “INSA”، بأن أكثر من نصف سكان ألمانيا بدأوا يغسلون أجسادهم مرات أقل وبشكل أسرع، اقتصادا لمصادر الطاقة.
وكتبت الصحيفة “أثرت على الألمان دعوات ‘ائتلاف إشارة المرور’ (الاشتراكيون الديمقراطيون ‘الأحمر’ والليبراليون ‘الأصفر’ و’الأخضر’) للتوفير في الطاقة!”. وأضافت أن 62 في المئة من الألمان بدأوا توفير الماء عند الاستحمام، في حين أن 35 في المئة “لم يغيروا سلوكهم أثناء الاستحمام، وفق التغيرات الضرورية سياسيا”.
ودققت أن قائمة الأشخاص الذين يغسلون أجسادهم أقل، يتصدرها “الخضر”، فإن 33 في المئة منهم الآن لديهم الوقت فقط للاستحمام في وقت أقصر، مما كانوا عليه قبل فرض العقوبات على روسيا، وأصبح نفس العدد منهم يغسلون مرات أقل. أما المجموعات الأخرى من الناخبين فبدأ ما بين 9 و18 في المئة منهم يغسلون مرات أقل وأسرع مما كانوا عليه سابقا.
وتابعت “أما ناخبي ‘الخضر’ و’البديل من أجل ألمانيا’ فيتصرفون بشكل سيء: فقرر عدد قليل منهم فقط أن يغسلوا بشكل أسرع. وتدل النتائج على أن ما بين 28 و29 في المئة منهم بدأوا توفير الماء، مقابل 37 – 45 في المئة في المتوسط في أنحاء البلاد”.
كما تدل نتائج الاستطلاع على أن نحو 45 في المئة من الألمان اتخذوا إجراءات باستخدام الوسائل المتوفرة لديهم لضمان تدفئة منازلهم خلال فصل “الشتاء دون الغاز الروسي”، فيما أعلن 44 في المئة من المشاركين في الاستطلاع نيتهم المشاركة في الاحتجاجات على أسعار الطاقة المرتفعة.
وأفادت وسائل إعلام ألمانية بأن حكومة البلاد خائفة من أن نقص الغاز قد يؤدي إلى وقوع حالات طارئة في مناطق ألمانية في الشتاء القادم، وأن “قضية الغاز” ستستمر حتى عام 2024.
وقال رئيس وكالة الشبكات الفيدرالية الألمانية كلاوس ميوللر الأحد الماضي إن مستوى الغاز في المستودعات ليس كافيا لقضاء فصل الشتاء دون الغاز الروسي. وأشار في الوقت ذاته إلى أنه لا يوجد هناك سيناريو بديل لبقاء ألمانيا دون الغاز.