كريتر نت – متابعات
بعد مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أمريكية بطائرة مسيّرة على منزل بوسط العاصمة الأفغانية كابل، طُرح العديد من التساؤلات والتكهنات حول خليفته على رأس التنظيم.
ووفقاً لمجلة “ذا ويك” البريطانية، فإنّ اسم محمد صلاح الدين زيدان، مصري الجنسية، الملقب بـ”سيف العدل” و”سيف الانتقام” داخل دوائر التنظيم، برز لخلافة الظواهري.
وأشارت المجلة إلى أنّ “سيف العدل” هو خبير ميداني مخضرم قاد الهجمات الشائنة، بما في ذلك تفجيرات السفارة الأمريكية في كينيا (1998)، موضحة أنّه “على عكس الظواهري، يُنظر إلى “سيف العدل” على أنّه قد ينظّم المزيد من الحملات الميدانية للقاعدة لتبقى ذات صلة، وكذلك لمواجهة استنزاف أعضائها للدولة الإسلامية داعش.
مكانة مرموقة داخل القاعدة
يتمتع “سيف العدل” بمكانة مرموقة داخل القاعدة، نظراً لما لديه من خبرة وإمكانيات، وقدرته على جذب المنشقين عن القاعدة الذين انتقلوا إلى مجموعات أخرى، على حدّ قول المجلة البريطانية.
زيدان ضابط سابق بالجيش المصري، وأحد الأعضاء المؤسسين للقاعدة، بعد انضمامه لمجموعة “مكتب الخدمات” في الثمانينيات، حيث التقى بأسامة بن لادن والظواهري خلال تلك الفترة.
وبحسب المجلة، فقد حارب زيدان، الملقب بـ”سيف الانتقام” و”سيف العدل”، القوات الروسية في أفغانستان في الثمانينيات. وما يزال مدرجاً في قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي والقوات الأمريكية منذ عام 1993.
وكان “سيف العدل” كذلك رئيس أمن أسامة بن لادن، وأشرف على حادثة عام 1993، الكمين الذي نصبته القوات الأمريكية في مقديشو بالصومال، حيث مات (19) جندياً أمريكياً، وسُحبت جثثهم في الشوارع.
ووفقاً لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإنّ “سيف العدل” كان في الـ30 من عمره عندما أشرف على عملية “بلاك هوك داون” في مقديشو بالصومال، وقد قُتل (7) آخرون عندما تمّ إسقاط طائرتي هليكوبتر في كمين بشرق أفريقيا، بينهم جنديان بريطانيان، و(3) أتراك، وفرنسي.
ومنذ اغتيال أسامة بن لادن زعيم القاعدة عام 2011، أصبح زيدان أو “سيف العدل” استراتيجياً ذا أهمية متزايدة داخل الجماعة الإرهابية المنهكة.
عالق في إيران
الشيء الوحيد الذي يقف في طريق “سيف العدل” ليصبح الزعيم التالي للقاعدة هو أنّه من المحتمل أن يكون عالقاً في إيران، وربما كان كذلك على مدى الأعوام الـ19 الماضية، ففي نهاية حزيران (يونيو) الماضي، ذكرت مجلة “ناشيونال إنتريست” الأمريكية أنّ “سيف العدل” يُعتقد أنّه سُجن أو رهن الإقامة الجبرية في إيران، غير أنّ السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة جواد ظريف رفض في 2003 تأكيد أو نفي ما إذا كان “سيف العدل” محتجزاً في البلاد.
وقال ظريف حينها: إنّ الإرهابيين يميلون إلى امتلاك جوازات سفر متعددة، مع عدم قدرة الحكومة الإيرانية على تأكيد هوياتهم.
عراقيل في طريق “سيف العدل”
مع ما تبقى من تنظيم القاعدة المتمركز الآن في أفغانستان، وبالتعايش مع طالبان، فإنّ العزلة الجغرافية لـ”سيف العدل” قد تمنعه من تولي زمام القيادة، وفقاً لما نقلته “ديلي ميل” عن محلل السياسة الخارجية تشارلز ليستر.
بيد أنّ زميل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بيل روجيو أعطى رأياً مغايراً بشأن فرص “سيف العدل” في النجاح في قيادة القاعدة، قائلاً: إنّه “ما يزال المرشح المحتمل”.
وجه البوكر ولسان لاذع
رجّح العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي وخبير مكافحة الإرهاب علي صوفان أن يكون “سيف العدل” الزعيم المقبل للقاعدة، العام الماضي، قائلاً: إنّ سيف يمتلك “وجه لعبة البوكر” و”اللسان اللاذع”، فقد عُرف عنه أنّه عند تدريب مقاتلي القاعدة الشباب “يخطفهم في منتصف الليل، ويضربهم بوحشية من أجل جعلهم أكثر صلابة”.
ونقلت “ديلي ميل” عن المخابرات الأمريكية قولها: إنّ “سيف العدل مطلوب فيما يتعلق بتفجيرات 7 آب (أغسطس) 1998 لسفارات الولايات المتحدة في دار السلام بتنزانيا ونيروبي بكينيا”، ورصدت المخابرات الأمريكية (10) ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه.
ومع مقتل الزعيم السابق الظواهري، من المرجح أن يتجه انتباه صائدي الإرهابيين الأمريكيين إلى “سيف العدل”.