جوان سوز
تتواصل الحرب الكلامية بين تركيا واليونان رغم أن الصورة التي تسببت بأزمة إعلامية بين البلدين نُشِرت قبل أكثر من أسبوعين، حيث ظهر فيها دولت بهجلي زعيم حزب “الحركة القومية” التركي اليميني المتطرّف وهو يقدم خريطة تركية تضم جزراً يونانية لمسؤول في الجناح العسكري لحزبه والمعروف بتنظيم “الذئاب الرمادية” المصنف كجماعةٍ “إرهابية” في أكثر من دولة أوروبية بينها فرنسا وألمانيا.
وأظهرت الخريطة التي قدّمها بهجلي لمسؤول في حزبه، عدّة جزرٍ يونانية، أبرزها كريت ورودس وليسفوس وخيوس وساموس مع جزر أخرى، كجزءٍ من تركيا ضمن ما يُعرف بمشروع “الوطن الأزرق”، حيث تطالب أنقرة بفرض سيادتها على جزرٍ يونانية بذريعة أنها تقع على مسافة قريبة من البر التركي، الأمر الذي تعارضه أثينا بشدة.
وقال المحلل السياسي التركي موسى أوزوغورلو، المختص بالشؤون الدولية، إن “الخلافات بين أنقرة وأثينا تجددت مرةً أخرى رغم أن الخريطة نُشِرت قبل أكثر من أسبوعين، والسبب في ذلك يعود إلى أن تركيا بالفعل تطالب بسيادتها على تلك الجزر التي أُلحِقت بها في تلك الخريطة المثيرة للجدل”.
وأضاف لـ”العربية.نت” أن “أنقرة رغم مطالبتها بتلك الجزر، إلا أنها لم تُقدِم على خطواتٍ فعلية لتحقيق ذلك، ولذلك أثارت صورة الخريطة غضب أثينا، فهي جاءت بمثابة تهديد لها”.
وتابع أن “تلك الخريطة كشفت الأهداف التركية برغبتها في فرض سيادتها على عدّة جزرٍ يونانية، وحملت رسالة لأثينا مفادها عند ارتكابكم لأي خطأ سنتحرك للسيطرة عليها، لكن لن تؤثر هذه الخريطة على العلاقات بين أنقرة وأثينا، فهي متوترة في الأصل”.
وبحسب المحلل التركي، فإن أثينا تدرك الرغبة التركية في فرض سيادتها على عددٍ من جزرها، ولذلك تتعامل بحذرٍ شديد مع أنقرة.
ويسود نزاع بين اليونان وتركيا الجارتين والعضوتين في حلف شمال الأطلسي “الناتو” منذ عقود بشأن الحدود البحرية، وحقوق تنقيب ذات صلة، وجزيرة قبرص المقسمة، وهي خلافات دفعتهما إلى شفا الحرب عدة مراتٍ في السابق.
وقبيل يوم من زيارتها إلى تركيا، انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك نهاية الأسبوع الماضي، أنقرة لمعارضتها سيادة اليونان على جزر قرب ساحلها، وحثت أثينا على التأكد من القضاء على أي عمليات تصدٍّ غير قانونية للمهاجرين القادمين عبر الحدود.
وقالت بيربوك للصحافيين بعد محادثات في أثينا مع نظيرها اليوناني نيكوس ديندياس: “نعم، هناك العديد من تساؤلات القانون الدولي المعقدة، لكن بعضها بسيط للغاية. الجزر اليونانية، ليسبوس وخيوس ورودس وغيرها، هي أراض يونانية، ولا يحق لأحد إثارة شكوك حول ذلك”.
لكن مسؤولين أتراكا يقولون إن السيادة على الجزر الشرقية لليونان قد تكون محل نزاع إذا احتفظت اليونان بوجود عسكري هناك في انتهاك لالتزاماتها بموجب معاهدة تاريخية. وتنفي أثينا ذلك، متهمةً تركيا بالتحليق بطائرات عسكرية فوق جزرها في بحر إيجه.
وكان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قد طالب الحكومة التركية منتصف الشهر الماضي بتحديد موقفها من الخريطة التي نشرها بهجلي لمعرفة ما إذا كانت تمثّل سياسة أنقرة الخارجية، لكن وزارة الخارجية التركية لم تعلّق حتى الآن على طلبه.
المصدر العربية نت