آدم سميث
اقترح باحثون أنه يتوجّب على العلماء الذين يبحثون عن حياةٍ محتملة خارج كوكبنا أن يرصدوا “أضواء المدن” الصادرة عن حضارات فضائية.
ولطالما تركّز البحث عن الحياة خارج الأرض بشكلٍ عام على “المؤشرات البيولوجية”، وهي عناصر أو خصائص تصدر عن كائنات حية أخرى غير البشر، وتشمل قائمة المؤشرات البيولوجية وجود غاز الميثان في الغلاف الجوي لكوكب ما.
ووفق أولئك الباحثين، لقد خطر لعلماء الفلك أن يبحثوا عن “المؤشرات التقنية” طيلة أكثر من نصف قرن، مع تركيزهم في ذلك الصدد بشكلٍ عام على موجات الراديو؛ على غرار “إشارة واو” Wow! [هنالك حادثة مفادها بأن علماء في جامعة أوهايو” الأميركية، التقطوا إشارة راديو قوية آتية عبر الفضاء، وظنوا أنها صادرة عن حضارة غير بشرية في الكون. جرى ذلك في 1977، وتبيّن لاحقاً أنها صادرة عن حوادث فلكية تتعلق بالنجوم]. بالتالي فقد بقيت قاعدة منح الأولوية للمؤشرات التقنية “في مهدها، بالمقارنة مع علم المؤشرات الحيّة”.
وفي دراسةٍ جديدة نُشرت في مجلة “أكتا استرونوتيكا” (Acta Astronautica)، درس الباحثون مجموعة من المؤشرات التقنية التي تستند إلى التكنولوجيا المتوفرة على حضارة الأرض [أي أنهم اعتبروا أن حضارة ما في الكون سيصدر عنها المؤشرات التقنية التي تصدر عن حضارة البشر على كوكبنا]، فضلاً عن التوقعات المستقبلية للتكنولوجيا التي قد نطوّرها في وقتٍ لاحق.
وكتب الباحثون بأنّ أحد أبرز الإشارات التقنية الموجودة على الجانب الليلي من الأرض هو صدور أضواء المدن في الليل، ولكن على الأرض فعلياً يرتكز هذا الأمر نسبياً على المدن الكبيرة كنيويورك وطوكيو.
بيد أنّه من المحتمل أن تكون الشعوب الأكثر تطوراً وتقدماً على الكواكب الخارجية قد بنت مزيداً من المدن على مساحة شاسعة من كوكبهم ما قد يجعل أضواءها أكثر إشراقاً وأسهل للرصد.
وتشكّل أضواء الطرقات والشوارع مصدر الضوء الرئيس الصادر عن الأرض، إذ تنعكس على الإسمنت والإسفلت ما يجعل من “الأسهل تمييزها عن المصادر الأخرى في الغلاف الجوي”.
وعلى الرغم من أنّه سيصعب رصد عدد من المدن التي تشبه تلك الموجودة على الأرض حتى مع التلسكوبات المصممة كي تُطرح خلال العقد القادم، إلا أنه يجري العمل حاضراً على تطوير “الماسح الكبير للأشعة فوق البنفسجية البصرية ما تحت الحمراء” المعروف باسم “لوفوار” LUVOIR الذي سيُطرح عام 2039، وسيكون قادراً على رصد بعض أضواء المدن في الفضاء الكوني.
وفضلاً عن الأضواء، يقترح الباحثون أيضاً البحث عن الغازات التي تنتج من طرقٍ اصطناعية على غرار منتج ثانوي صادر عن التصنيع أو من أجل غرضٍ معيّن كثاني أوكسيد النيتروجين ومركبات الكربون الكلورية فلورية ومركبات الكربون الهيدروفلورية والهيدروكربون المشبع بالفلور وسداسي فلوريد الكبريت وثلاثي فلوريد النيتروجين.
ويندرج في السياق نفسه، المباني الضخمة الاصطناعية كالمولدات أو مانعات الشمس التي تعكس الضوء وتشكّل مؤشراً تقنياً قوياً، إضافة إلى المنشأت العملاقة والحرارة المهدورة والانبعاث من مركبات السفر بين الكواكب، وكلها “ترتكز على عمليات عالية الطاقة كالانشطار والانصهار والمواد المضادة”.
ولم تكتمل لائحة المؤشرات التقنية الواردة في الدراسة وثمة مؤشرات محتملة أخرى لم تأتِ الدراسة على ذكرها، بالتالي تبرز الحاجة إلى مزيد من الدراسات بهدف فهم المدى الذي يمكن المضي فيه ضمن عملية البحث عن حياة فضائية”.
وخلُص الباحثون بأنّه “يمكن أن تشمل المهمات المستقبلية أيضاً البحث عن مؤشراتٍ تقنية كدليل علمي إضافي من دون الحاجة إلى تخصيص مزيد من المصادر أو اعتبارات تصميم الأدوات المستخدمة في رصد تلك المؤشرات. قد تكون أدوات إيجاد المؤشرات التقنية متوفرة أصلاً، ولكن الأمر بحاجة إلى مجهود على مستوى المجتمع للبدء بالبحث الجدي”.
المصدر أندبندنت عربية