كريتر نت – متابعات
لم تكن شخصية أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الذي قُتل في غارة أمريكية على منزله في كابول بأفغانستان، وحدها المثيرة للجدل والاستقصاء، فقد أثار الزي الأبيض الذي حرص زعيم التنظيم الإرهابي جدلاً أيضاً لأعوام طويلة.
وفي محاولة لتحليل حرص الظواهري على الظهور دائماً بالزي الأبيض، نقلت “روسيا اليوم” عن الباحث في شؤون الإسلام السياسي سامح عيد قوله: إنّ “زي الظواهري المكوّن من جلباب أبيض وعمامة، لم يكن له هدف كما يعتقد البعض، بل كان سائداً في أفغانستان”.
وأوضح أنّ “الطبيعة الجغرافية في أفغانستان تتميز بأنّها جبلية، فالزي السائد هناك بين السكان هو الجلباب، سواء أكان قصيراً أو طويلاً على بنطال، والذي يساعد على الحركة بسهولة، أمّا ارتداء جاكيت أو بالطو فوق الجلباب، فهو يعود إلى طبيعة الطقس هناك الذي يتميز بالبرودة، وعندما ذهب أسامة بن لادن وأيمن الظواهري إلى أفغانستان للاختباء بها، واستقرا هناك لفترة طويلة، قاما بارتداء الزي المنتشر هناك”.
وأشار إلى أنّ “الزي السائد بين أعضاء تنظيم القاعدة، هو استجابة لطبيعة المنطقة التي صاروا ينتمون إليها ويعيشون بين جنباتها، أمّا الهدف الأكبر، فهو الاندماج مع المجتمع الذي يحيط بهم، ويستطيعون التأثير به”، معتبراً أنّ “هذا التأثر واضح في أيّ جماعات متشددة إسلامية، فإذا انتقل بعضهم إلى دول خليجية، نجد أنّهم يرتدون ملابس أهل الخليج نفسها، من حيث الجلباب، الدشداشة، والعمامة (الغترة) المميزة لهم هناك”.
أمّا عن التركيز على اللون الأبيض في ملابس أعضاء تنظيم القاعدة، فقد قال سامح: إنّه “يعود إلى أعضاء التنظيم، فهم قادمون من بيئة عربية تعتبر الأبيض لوناً مميزاً”، مضيفاً: “الهدف من الزي أنّهم كانوا يريدون الاندماج مع الناس، وألّا يظهروا أنّهم مختلفون عنهم، والتشدد الحقيقي يظهر في لباس المرأة والتركيز في تفاصيلها”.
وأفاد بأنّ “الوحيد الذي كان يرغب في أن يكون مميزاً بملابسه، وينتمي إلى الجماعات الإسلامية المتشددة، هو أبو بكر البغدادي أمير تنظيم “داعش”، الذي كان يحب ارتداء اللون الأسود، والشكل المختلف لعمامة الرأس عن الشكل السائد”.