كريتر نت – متابعات
مع ورود اسمه بين القيادات الـ3 الأبرز في القاعدة لخلافة أيمن الظواهري زعيم التنظيم الإرهابي الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيّرة في كابول بأفغانستان نهاية تموز (يوليو) الماضي، عدّدت صحيفة “هسبريس” المغربية التداعيات الأمنية على المملكة المغربية في حال تولي محمد أباتي الملقب بـ”عبد الرحمن المغربي” و”عبد الرحمن المراكشي” قيادة التنظيم الإرهابي.
ووفقاً للصحيفة المغربية، فإنّ إصدار وزارة الخارجية الأمريكية التحذير من ردّ فعل القاعدة على مقتل الظواهري دفع أجهزة الأمن المغربية إلى رفع مستوى “اليقظة”، مشيرة إلى أنّ “احتمال وصول عبد الرحمن المغربي إلى رأس التنظيم قد يزيد من متاعب المغرب”، مع الأخذ في الاعتبار انتشار القاعدة وتعدد فروعها وحضورها في منطقة الساحل، وقرب أنشطتها من المغرب، ممّا يجعل “جميع السيناريوهات مطروحة”، غير أنّ المحلل السياسي إلياس الموساوي قال: إنّ “التنظيم غيّر استراتيجيته، ويحرص على عدم تسمية قيادته، كما كان عليه الأمر سابقاً، تجنّباً للتصفيات التي يمكن أن تلحق بهم”.
تولي صهر الظواهري “عبد الرحمن المغربي” زمام أحد أكبر التنظيمات الإرهابية في العالم يمثل “خطراً على البلاد رمزياً واستراتيجياً”، على حدّ تعبير “هسبريس”، التي أشارت إلى أنّ ذلك الخطر يكمن في “ربط التنظيم بالمغرب، وإمكانية تحقيق انتشار أكثر على مستوى الخطاب، واستقطاب العديد من الفئات الهشة التي تستثمر فيها جهات إرهابية لتنفيذ عمليات انفرادية.”
وفي هذا الصدد، حذّر محمد الطيار، الأستاذ الجامعي والخبير الأمني، من أنّ وصول “عبد الرحمن المغربي”، وهو قيادي بارز في التنظيم شغل منصب القائد العام للقاعدة في أفغانستان وباكستان، إلى خلافة الظواهري، “سوف يضاعف خطر تنظيم القاعدة بالمغرب”، مشدّداً على ضرورة “استحضار المقاربة الاستباقية التي تنهجها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وباقي الأجهزة الأمنية المغربية في محاربة الإرهاب، الكفيلة بالتصدي لكلّ التهديدات والمخاطر المرتبطة بتنظيم القاعدة أو غيره.”
ضربة قوية
رأى الطيار أنّ مقتل الظواهري وجّه ضربة قوية لتنظيم القاعدة، ولا شك في أنّ الإعلان عن مقتله خلف رجّة كبيرة في التنظيم، لافتاً إلى أنّ القاعدة تعيش سياقاً منكمشاً ملحوظاً، بعد بروز تنظيم داعش وتنظيمات جهادية أخرى.
وأضاف الطيار أنّ استهداف الظواهري سيدفع تنظيم القاعدة إلى مضاعفة نشاط “الانغماسيين” و”الاستشهاديين”، أو ما يُعرف بالذئاب المنفردة، للقيام بعمليات إرهابية نوعية لإظهار قدرته على الاستمرار ومدى جاهزية عناصره.
ونبّه الطيار إلى أنّ التنظيمات الإرهابية التي تنسب نفسها إلى تنظيم القاعدة، مثل “نصرة الإسلام والمسلمين”، ما تزال تشكّل خطراً كبيراً في منطقة الساحل الأفريقي اللصيقة بالمغرب، لذلك تبقى المخاطر المرتبطة بتنظيم القاعدة حاضرة بالمغرب.
ثعلب القاعدة
وقد ورد اسم “عبد الرحمن المغربي” كواحد من بين (3) مرشحين هم الأبرز لخلافة الظواهري في تقرير لوكالة “رويترز” و”فرنسا 24″ مساء أمس، من واقع وثائق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.
وكشفت “هسبريس” أنّ “عبد الرحمن المغربي”، المعروف باسم محمد آباتي ويلقب بـ”ثعلب القاعدة”، هو زوج ابنة أيمن الظواهري، وهو مغربي الجنسية من مواليد العام 1970 في مدينة مراكش، وكان يتولى منصب القائد العام للقاعدة في أفغانستان وباكستان منذ العام 2012.
وكان المغربي مقرّباً جداً من أيمن الظواهري، حتى قبل زواجه من ابنته؛ فقد كان مخزناً لأسراره، حتى تولى منصب مسؤول الاتصالات الخارجية للتنظيم والتنسيق مع جهات خارجية، واختفى عن الأنظار منذ الإعلان الكاذب عن مقتله في غارة أمريكية في العام 2006 في وزيرستان.
وكان المغربي أحد ثلاثة فقط لديهم إمكانية الاطلاع على مضمون الرسائل الخاصة بأسامة بن لادن، رفقة مصطفى أبو اليزيد وعطية الليبي، وأضحت لديه سلطة توجيه فروع القاعدة حول العالم وإرسال الرسائل التي يريدها إليهم.
ضرورة ملحّة
في حين تحتفل الولايات الأمريكية وحلفاؤها بمقتل الظواهري، سادت مخاوف من إقدام القاعدة وعناصرها على التخطيط لانتقام دامٍ، قد يبدد كلّ تلك المكاسب، ضد المصالح الأمريكية في أنحاء متفرقة من العالم، ولا سيّما المنطقة الأفريقية التي تشهد انتشاراً كبيراً لخلايا التنظيم، ممّا دفع زهير لعميم، الباحث في العلوم السياسية والقضايا الأمنية، للدعوة في تصريحات لـ”هسبريس” إلى تعزيز “اليقظة الأمنية بالمنطقة الأفريقية ككل، والمنطقة المغاربية على وجه خاص، اعتباراً للخلايا النائمة التي باتت تستغل الهشاشة الأمنية والاجتماعية بالساحل والصحراء لتنفيذ مخططاتها الإرهابية”.
وشدد على أنّ التنسيق الأمني بين دول القارة الأفريقية بات ضرورة ملحّة أكثر من أي وقت سابق، بهدف محاربة التطرف الديني والفكر المتشدد والعمل الإرهابي بالمنطقة، إلى جانب القضاء على المظاهر الجاذبة للإرهاب، في ظلّ تنامي الفقر الاجتماعي”.
وخلص إلى أنّ “الجماعات الإرهابية التي ولدت من رحم القاعدة تتشبث بمنهجها الانتقامي بعد مقتل زعمائها، ممّا يستدعي زيادة اليقظة الأمنية بين دول المنطقة، خاصة في الساحل والصحراء، التي تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية”.