عبدالستارسيف الشميري
الاشهر القادمة سوف يزداد غضب الناس وسيخرجون إلى الشارع غضبا من مجلسهم الرئاسي المنشغل بالهوامش لم يعد في حسابات الناس ما يحملهم على الصمت ازاء أي تجاوزات أو اختلالات تمس حياتهم.
يدرك الجميع ماذا يعني غياب الدولة وعدم فاعلية المجلس والمؤسسات الحكومية والهدر المالي وفساد قطاع النفط وعدم توريد الأموال من مأرب إلى البنك المركزي وانعكاسات كل ذلك على وضع الناس وحياتهم المعيشية في ظل انقطاع أو تاخر الرواتب ومحدوديتها .
لا شئ يبرر هذا البطء في عمل المجلس في الملف الاقتصادي والخدمي والذي يستوجب تصحيح هياكل القطاع المدني وإعادة عمل الوحدات الأمنية بشكل منتظم وتنظيم عملها ومهامها وانتشارها وضبط سلوك قادتها وأفرادها في حدود صلاحياتهم كما لا ينبغي السماح لأي تجاوزات أو زلات “يرتكبها البعض” أن تمر دون ردع حقيقي ليس فقط مراعاة للتحديات الكبيرة التي تفرزها تداعيات الحرب وطموحات إيران والحوثي في اقتناص مأرب في لحظة وتهديد تعز والجنوب والاحتفاظ بالحديدة مما يجعل الشمال حوثيا والجنوب تحت التهديد .
تسعة وعشرين مليون يمني يصطفون خلف المجلس الرئاسي وينتظرون منه إجادة استخدام أوراقه الذاتية كفتح ميناء المخاء والانسحاب من استكهولوم وغير ذلك من الأوراق السياسية والشعبية والعسكرية ولن يطول انتظارهم وربما الاشهر القادمة ستكون مواجهه صريحة مع المجلس ومطالبته بشي ملموس محسوس وليس اجتماعات وتحركات وجعجعات دون طحين يجدونه في قوت يومهم وفي أحلامهم المؤجلة والتي هي حتما في رقبة هذا المجلس الكبير العريض .
في الإدارة والسياسية هناك ممكنات كثيرة وإذا اتسع الممكن انفتح المستحيل .
خلال سنوات الحرب الثمان راكم اليمنيون وعيا ونضالات وشهداء ذهبوا وجرحى يعانون الأمرين ؛ ويجب أن لا يذهب كل ذلك ادراج الرياح ويتلاشى ويُنسى.
مهمة الرئاسي وحكومة التناصف الان قبل الغد أن يعدوا لخيارات الحرب قبل السلام وان يتخففوا من الثقلات التي يرزحون تحت وطئتها وأن يقوموا بمراجعات موضوعية وإجراءات عملية بعيداً عن الاعلام وعن الأصوات التي تبث الرتابة وخطاب المداهنة وتسعى لاستلاب ارادة الناس الواعية بضرورة التغيير.
لاشك أنها مهمه ثقيلة لكنها ليست صعبة ولا مستحيلة والا فان صبر الناس لن يطول وسيكونون في مرمى النقد والمطالبة بالتغيير وعليهم أن يعوا ذلك قبل فوات الاوان وقبل عض الاصابع والبكاء على اللبن المسكوب وغدا لناظره قريب.