كريتر نت – متابعات
تعرض الكاتب البريطاني سلمان رشدي، الذي أصدر مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني فتوى تجيز هدر دمه قبل 34 سنة بسبب روايته “الآيات الشيطانية”، لهجوم في غرب ولاية نيويورك.
وأعلنت شرطة نيويورك في بيان أن رشدي تعرّض للطعن في العنق عبر هجوم استهدفه قبيل إلقائه محاضرة الجمعة، مشيرة إلى عدم توفر معلومات حول وضعه، وأكدت توقيف المشتبه به.
وجاء في بيان للشرطة أن “مشتبها به هرع إلى المنصة وهاجم رشدي ومحاوره. تعرّض رشدي للطعن في العنق وتم نقله بالمروحية إلى مستشفى في المنطقة. ولا معلومات حتى الآن حول وضعه”.
واعتقل عنصر مكلف بضبط أمن المحاضرة المشتبه به، فيما تعرّض محاور رشدي لإصابة في الرأس.
رشدي بقي متواريا نحو عقد من الزمن قبل أن يعاود الظهور بعد إعلان إيران أنها لا تنوي الاستمرار في فتوى إهدار دمه
وأظهرت تسجيلات فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يسرعون إلى نجدته بعد تعرّضه للاعتداء.
وقال أحد الشهود على مواقع التواصل “حدث رهيب وقع للتو في مؤسسة تشوتوكوا، تعرّض سلمان رشدي لاعتداء على المنصة (…) وتم إخلاء المكان”.
وعلى الفور أكدت مؤسسة تشوتوكوا، التي تعنى بالفنون والأدب في منطقة تقع على بعد 110 كيلومترات إلى الجنوب من بافالو، في بيان أنها تنسّق مع عناصر إنفاذ القانون وأجهزة الطوارئ.
وذاع صيت رشدي البالغ من العمر 75 عاما بعدما أصدر روايته الثانية “أطفال منتصف الليل” عام 1981 والتي حازت تقديرات عالمية وجائزة بوكر الأدبية. وتتناول الرواية مسيرة الهند من الاستعمار البريطاني إلى الاستقلال وما بعده.
لكن روايته “الآيات الشيطانية” التي صدرت عام 1988 أثارت جدلا واسعا، وقد أصدر مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني فتوى تجيز هدر دمه بسبب هذه الرواية. واعتبر بعض المسلمين أن الرواية مسيئة للنبي محمد.
وفي الفتوى حض الخميني “مسلمي العالم على المسارعة إلى إعدام المؤلف وناشري الكتاب” حتى “لا يجرؤ أحد بعد ذلك على إهانة مقدسات الإسلام”.
واضطر رشدي الملحد والمولود في الهند لأبوين مسلمين غير ممارسين للشعائر الدينية إلى التواري بعدما رصدت جائزة مالية لمن يقتله، ولا تزال سارية.
ووضعت الحكومة البريطانية رشدي تحت حماية الشرطة في المملكة المتحدة وتعرّض مترجموه وناشروه للقتل أو لمحاولات قتل.
وبقي رشدي متواريا عن الأنظار نحو عقد من الزمن وقد غيّر مقر إقامته مرارا وتعذّر عليه إبلاغ أولاده بمكان إقامته. ولم يستأنف رشدي ظهوره العلني إلا في أواخر تسعينات القرن الماضي بعدما أعلنت إيران أنها لا تؤيد اغتياله.
ورشدي مقيم حاليا في نيويورك وهو ناشط في الدفاع عن حرية التعبير وقد دافع بشدة عن صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة بعدما استهدفها متشددون إسلاميون بهجوم أوقع قتلى في صفوف العاملين فيها عام 2015.
وكانت الصحيفة قد نشرت رسوما للنبي محمد أثارت ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي.
وبقي إطلاق التهديدات والمقاطعة يلاحقان المناسبات الأدبية التي يشارك فيها رشدي، كما أثار منحه لقب “فارس” في بريطانيا عام 2007 احتجاجات في إيران وباكستان حيث قال أحد الوزراء إن التكريم يبرر التفجيرات الانتحارية.
لكن فتوى هدر دمه لم تثن رشدي عن الكتابة وعن إعداد مذكراته في رواية بعنوان “جوزيف أنطون”، وهو الاسم المستعار الذي اعتمده إبان تواريه، وقد كتبها بصيغة الغائب.
وروايته “أطفال منتصف الليل” الواقعة في أكثر من 600 صفحة تم تكييفها للمسرح والشاشة الفضية، وقد ترجمت كتبه إلى أكثر من 40 لغة.