كريتر نت – عدن
حلق اللواء الركن فائز منصور التميمي 2470 ساعة طيران، قبل أن يصبح قائدا للمنطقة العسكرية الثانية باليمن، رائدة الحرب على القاعدة.
ويعد اللواء الركن فائز منصور سعيد قحطان التميمي أحد أهم الضباط في قوات النخبة الحضرمية التي شكلها تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية عام 2016، وأسهمت على نحو رئيسي في مكافحة الإرهاب، بما فيه تحرير المكلا ومديريات ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي.
ومساء السبت، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قرارا حمل رقم 27 لسنة 2022، ونص على تعيين “العميد الركن/ فائز منصور سعيد قحطان قائدا للمنطقة العسكرية الثانية، وترقيته إلى رتبة لواء”،
وجاء تعيين اللواء فائز التميمي قائد للمنطقة العسكرية الثانية في الجيش اليمني خلفا للواء الركن فرج البحسني؛ الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
وأصبح التميمي ثالث قائد عسكري يتولى قيادة المنطقة العسكرية الثانية، منذ تأسيسها في أبريل/ نيسان 2013، بعد هيكلة الجيش اليمني من قبل الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي.
وتتألف المنطقة العسكرية الثانية من 9 قوات قتالية ومسرح عملياتها جنوب محافظة حضرموت، ومحافظتي المهرة وسقطرى شرق اليمن.
عمود وازن
ينظر إلى تعيين اللواء التميمي إلى أنه سيكون عمودا وازنا وجامعا للناس والأعراف والأمن الاجتماعي والعسكري في حضرموت، فهو سليل حواضن قبائل بني ظنة وتحديدا “بنو تميم” الحضرمية العريقة، والتي قادت حراكا فاعلا في دعم تأسيس قوات محلية من أبناء المحافظة لمحاربة الإرهاب.
والتميمي ضابط اعتصر نضاله واستبساله في تخوم حضرموت صحراء وهضاب وبادية منذ تقلده قيادة لواء “شبام – دوعن” في النخبة الحضرمية، إبان معركة تطهير المحافظة من تنظيم القاعدة قبل أن ينتقل إلى رئاسة شعبة التدريب في المنطقة العسكرية الثانية.
كما كان آخر مناصبه قائد لواء الدفاع الساحلي (قارة الفرس)، أحد أهم الألوية في قوات النخبة الحضرمية التي لقنت تنظيم القاعدة هزائم قاصمة ومدوية بدعم من التحالف.
ويوصف الرجل بالضابط المهني، وأحد أبرز الكوادر العلمية في المؤسسة العسكرية اليمنية، كما أنه محارب صلب وقد شارك بعد تخرجه 1992 من الاتحاد السوفيتي في حرب صيف 1994 لدى اجتياح الإخوان جنوب اليمن.
كما يزخر بمسيرة بطولية حافلة منذ خوضه كأحد أبرز الضباط اليمنيين حرب التصدي للتمرد الحوثي في المعقل الأم للمليشيات في صعدة، حيث شارك التميمي فيما عرف لاحقا بـ”الحروب الست” (2004-2009).
محاربة القاعدة
وقبل أن يتفرغ الرجل لتحضير الماجستير في العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان في مصر ، كان قد شارك على الأرض في معارك تحرير المكلا وغيل باوزير ومناطق عدة من القاعدة خلال العملية العسكرية التي أطاحت بالتنظيم 2016، بعد عام من سيطرته على المكلا واتخاذها إمارة لشن عملياته إلى العالم.
وحصل التميمي على المرتبة الأولى في المناقشة والدفاع عن البحث العسكري الفردي لنيل درجة الماجستير في العلوم العسكرية عن رسالته الموسومة بـ”التدخل الأجنبي في منطقة البحر الأحمر وأثره على الأمن القومي العربي” 2017.
كما حصل على 6 أوسمة، منها وسام الوحدة 22 مايو ووسام التفوق القتالي.
وبحسب إعلام الدفاع الساحلي الذي كان يقوده الرجل في بيان طالعته “العين الإخبارية” فإن اللواء التميمي حلق بإجمالي 2470 ساعة طيران وكان أول منصب تقلده رئيس فرع “الأمان والسلامة الجوية” في البلاد.
كما كان قائداً لعملية انتشار قوات النخبة الحضرمية على حدود وادي حضرموت مؤخرا لتأمينه من أي خلايا أو نشاط لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وحول كفاءات وخططه اللواء التميمي، قال الناشط الحضرمي باسل بامعس إن الرجل “لديه استراتيجية عملية دؤوبة وفكر وتكتيك عسكري متقدم جدا إضافة إلى تمتعه بسرعة بديهة وشجاعة منقطعة النظير”.
وأوضح أن اللواء التميمي أجاد دور القيادة على أرض الواقع وهو من صفوة القيادات العسكرية في حضرموت وممن أحرز قصب السبق في تحرير المحافظة وفي مطاردة العصابات المارقة والإرهابية للقاعدة في الساحل والهضبة.
وفي خضم الاحتفاء بقرار تعيين أحد أبناء النخبة الحضرمية قائدا للمنطقة العسكرية الثانية، حث سياسيون وعسكريون مجلس القيادة الرئاسي على أن تمتد إصلاحاته، معالجة الفساد الذي ينخر المنطقة العسكرية الأولى الخاضعة للإخوان، والتي تنتشر في وادي حضرموت.
كما طالبوا بتوحيد القرار العسكري والأمني في حضرموت ونشر قوات النخبة الحضرمية في الوادي والصحراء؛ تنفيذا لاتفاق الرياض، وبما يسمح بمواجهة الإرهاب ومكافحة خلايا التهريب لمليشيات الحوثي التي تصاعد نشاطها بشكل مخيف مؤخرا.