سراج الدين الصعيدي
كاتب مصري
رغم الهجمات التي تُشن ضده من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية وتنظيم الإخوان، ومحاولة تشويه صورته عبر وسائل إعلام مشبوهة، إلا أنّه يبقى المثال الأعلى والقدوة للآلاف من أبناء اليمن في كافة المدن بشكل عام ومنطقة الجنوب بشكل خاص، لما له من فضل هو ومن معه في المجلس الانتقالي الجنوبي لإرساء قواعد السلام وإقصاء الإخوان، وهزيمة الحوثيين، والحفاظ على مقدرات الوطن وثرواته.
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزُبيدي يحقق نجاحات شبه يومية، تؤكد أنّه جدير بأن يكون نائباً لرئيس المجلس الرئاسي، وسيضيف الكثير في طريق الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
رئاسة الزُبيدي للّجنة العليا للموارد المالية التابعة للشرعية اليمنية أثارت الكثير من ردود الفعل الإيجابية، فقد وصفت مصادر يمنية تكليفه بأنّه خطوة نوعية ستقوّي المجلس وتجعله اللاعب الرئيسي في السلطة اليمنية الجديدة، ليضاف ذلك إلى المكاسب التي حققها عبر اتفاق الرياض على مستوى مشاركته المؤثرة في مؤسسات الشرعية أمنياً وعسكرياً وسياسياً، وفق ما نقلت صحيفة “العرب” اللندنية.
وقالت هذه المصادر: إنّ الانتقالي الجنوبي نجح في أن يكسب ثقة دول التحالف العربي التي رعت اتفاق تقاسم السلطة وقيام المجلس الرئاسي، وهو ما سيحوّله إلى طرف رئيسي في ضمان الاستقرار، خاصة بعد المعارك الأخيرة في شبوة التي أدت إلى إضعاف خصمه المباشر حزب الإصلاح الواجهة السياسية للإخوان المسلمين.
ووفقاً لمراقبين، فإنّ الهدف من هذه الإجراءات هو قطع الطريق على هيمنة الإخوان على الموارد المالية وتوظيفها في تكوين ميليشيات لمحاربة القوات المدعومة من المجلس الرئاسي، وبينها قوات الانتقالي الجنوبي، مشيرين إلى وجود توافق بين مكونات الشرعية اليمنية على الحد من نفوذ حزب الإصلاح ووقف اختطافه للشرعية ليخوض بها معاركه، ولمعرفة عائدات الشرعية من النفط والغاز وتطوير أساليب استثمارها ضمن خطط للحدّ من الأزمة المالية وتحسين الأوضاع المعيشية في المدن اليمنية، وخاصة في العاصمة المؤقتة عدن.
وحسب ما أورده موقع “عدن تايم”، فإنّ هناك علاقات قوية بين قرارات الرئاسي بتكليف الزبيدي في تحمل مسؤولية الملف العسكري، وفي تحمل مسؤولية رئاسته للجنة المتابعة والإشراف على الإيرادات والموارد المالية، وبين السعي نحو بناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وتنظيمها وفرض سيادتها.
وكان من غير الممكن المسارعة في إصدار قرار تكليف الزبيدي رئيساً للجنة المتابعة والإشراف على الإيرادات والموارد المالية في ظل بقاء سيطرة ميليشيات الإخوان على شبوة وقبل معركة الحسم فيها، كون ذلك لم يكن يجدي نفعاً حينها، لهذا جاء أوّلاً قرار تكليف الزبيدي بالملف العسكري، ثم جاء تكليفه بالإشراف على الإيرادات والموارد المالية بعد حسم معركة شبوة، وبتكليف الزبيدي في تحمل أهمّ ملفين في مجلس القيادة الرئاسي، وهذا يعني أنّ الزبيدي، بتنظيمه شؤون هذين الملفين في بناء مؤسسات الدولة في المحافظات الجنوبية، أنّه يسير نحو استعادة دولة الجنوب المستقلة .
كما أنّ تكليف الزبيدي في ترأس لجنة الإيرادات والموارد المالية بعد حسم معركة شبوة يُعدّ بمثابة إنذار لميليشيات الإخوان المتواجدة في وادي حضرموت وفي العبر وفي المهرة، بالانصياع لقرارات مجلس القيادة الرئاسي التي سوف تصدر، وهي المتعلقة بتواجدهم في تلك الأماكن، وهذا يوحي بمعارك حاسمة قادمة مع تلك الميليشيات المتمردة في تلك المناطق وطردهم منها، كونها مناطق تحتوي على إيرادات وموارد مالية كبيرة ، وذلك حتى تستطيع لجنة الإيرادات والموارد المالية العمل على تنظيمها في كل محافظات الجنوب ولصالح جميع المواطنين، وفق تحليل نشره “مأرب نيوز”.
وفي السياق ذاته، كان السياسي اليمني الدكتور خالد الشميري قد أكد، في تغريدة عبر تويتر، أنّ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي يُعتبر رجل المرحلة، خاصة بعد تحركات القوات الجنوبية ومحاولتها إقصاء الإخوان من المشهد السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى ملاحقتها فلول الحوثيين أينما كانوا، حسبما نقل موقع “الأمناء نت” اليمني.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي قد أعلن أمس تكليف عيدروس الزبيدي بترؤس اللجنة العليا للموارد المالية على جميع مرافق الدولة والمنافذ البرية والبحرية والموانئ والمصادر النفطية وغيرها، وتزامن هذا القرار مع تكليف قوات عسكرية محايدة بحماية حقول النفط في شبوة ووادي حضرموت، حسبما نقلت وكالة سبأ الرسمية.
المصدر حفريات