عدن – هديل محمد
فتحت سلطنة عمان حضنها باكراً لقيادات مليشيا الحوثي الإرهابية، كما فتحته لاحقاً للقيادات الإخوانية التي تم إقالتها من مناصبها في الحكومة الشرعية بسبب فسادها، لتجتمع هناك قيادات الحوثي والإخوان، وتوحد جهودها في مهاجمة التحالف العربي، والدعوة لإخراجه من اليمن، لتمكين الذراع الإيرانية من بسط سيطرتها على المناطق المحررة.
رفضت عُمان تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، بعد انقلابهم على السلطة في 2014، ودعمتهم ليصبحوا طرفا في مسار المفاوضات السياسية، وصارت مسقط المقر الإقليمي لقيادات المليشيا الانقلابية، ومنها يرسلون التهديدات ويهاجمون التحالف العربي.
وكما مولت السلطنة الاعتصامات الإخوانية المسلحة المعادية لتواجد قوات التحالف العربي في المهرة، فقد كانت الجسر الذي يمد الحوثيين بالسلاح القادم من إيران، حيث تقوم شبكات التهريب المدعومة من مسقط في محافظة المهرة بتسيير عمليات تهريب السلاح الإيراني للحوثيين من الشواطئ والمناطق المحاذية لعُمان.
وعملت عمان بوتيرة عالية خلال الآونة الأخيرة، في إيصال الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، حيث كشفت تقارير دولية عدة عن وصول شحنات سلاح متنوعة للمليشيا الانقلابية عبر الحدود العمانية مع اليمن، من بينها قطع غيار لصواريخ وطائرات مسيرة، كما ضبطت السلطات اليمنية عشرات الشحنات القادمة من عمان.
وكانت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية، دعت في وقت سابق إدارة بايدن الى مطالبة سلطنة عمان بتفكيك المقر الإقليمي للحوثيين الذي يعمل داخل حدودها، مشيرة إلى أن الحوثيين استغلوا وجودهم في عمان ليس فقط لإضفاء الشرعية على عملياتهم والوصول إلى النظام المالي الدولي، ولكن أيضًا لتهريب الأسلحة إلى اليمن.
ووفقاً لتقارير مختلفة فإن أحد مسارات تهريب السلاح الإيراني للحوثيين يمر بمنطقة “شحن” التي تعتبر أرضا محاددة ومنفذا لدخول محافظة المهرة على الحدود العمانية التي يبلغ طولها 288 كيلومترا، إذ يعتبر منفذ شحن واحدا من أهم معابر تهريب السلاح للمليشيا الحوثية، حيث يتم تهريب السلاح منه عبر طرق تهريب برية تمر بالمهرة والجوف ثم تصل إلى صنعاء، إضافة إلى وجود تهريب عن طريق البحر عبر «ابيار علي» على السواحل الجنوبية، وكذلك عبر منفذ نشطون مع السلطنة.
وأفادت منظمة أبحاث تسليح النزاعات في مارس 2017 أن الحوثيين قاموا بتهريب طائرات بدون طيار عبر عمان، وذكرت الأمم المتحدة في تقرير لها في 2018 أن عمان كانت الطريق الأكثر ترجيحا الذي وصلت من خلاله صواريخ بركان 2H إلى اليمن.
وأشار تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، الصادر في يناير 2021، إلى مصادرة أسلحة ومكونات مهربة وصلت إلى اليمن براً من صلالة عام 2019، مضيفاً إن بيانات نظام تحديد المواقع العالمي المأخوذة من مراكب شراعية لمهربين في عام 2020، تشير إلى أن مهربي الأسلحة يقومون بنقلها من سفينة لأخرى داخل المياه الإقليمية العمانية.