كتب – علي ناصر محمد
لقد مر 46 عاماً على وفاة القائد والمنظّر والمفكر والزعيم عبد الله باذيب الذي كان رمزاً لليسار في اليمن والمنطقة في مرحلة كان الكل يخاف من هذه التهمة (اليسار) ومن تهمة (الشيوعية) في ظل الحرب الباردة بين المعسكرين لان ذلك كان يعتبر انحيازاً للسوفيات حينها، ولكن فقيدنا الكبير كان منحازاً للكادحين والمضطهدين في عدن وفي غيرها من المحافظات اليمنية شمالاً وجنوباً وبسبب آرائه ومواقفه الوطنية فقد اعتقل وحوكم في الخمسينيات كأول سياسي وزعيم في عدن من قبل سلطات الاحتلال البريطاني بسبب مقالاته ضد قوات الاحتلال..
ونُفي بعد ذلك أو خرج بإرادته الى شمال ليواصل مسيرته النضالية والوحدوية والقومية والأممية ويُصدر صحيفة الطليعة، كما أتذكر، الناطقة باسم اليسار والتي كانت تحرّض على محاربة الاستعمار في عدن..
وكان له دوره المشرّف في دعم ثورة 26 سبتمبر وبعد قيام ثورة 14 اكتوبر 1963م وقف الى جانبها وجنّد صحيفته (الأمل) في الدفاع عن الثورة وتعرّض وجريدته للمضايقة لأسباب سياسية معروفة آنذاك..
وبعد قيام الدولة في الجنوب في 30 نوفمبر 1967م وقف الى جانب الدولة والدفاع عنها هو ورفاقه المناضلين ودافع عن قرارات التأميم وبعد ذلك شارك في أول حكومة برئاسة المناضل محمد علي هيثم وفي حكومتي كوزير تربية ووزير ثقافة وترك بصماته في مجال الثقافة والتربية والتعليم وكان يحظى باحترام الموظفين والمواطنين والمسؤولين بسبب أخلاقه وتواضعه وقربه من الناس وفي 5 نوفمبر 1975م ساهم في تأسيس التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية والذي تشكل من الجبهة القومية واتحاد الشعب برئاسته وحزب الطليعة برئاسة المناضل أنيس حسن يحيى..
وفي ١٦ اغسطس ١٩٧٦ غادر الحياة بعد مسيرة نضال طويلة ومشرفة لتاريخ شعبنا وبلدنا..
المجد والخلود للفقيد الكبير عبد الله باذيب..