كريتر نت – متابعات
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الجمعة 19 أغسطس/آب 2022، أن ثمة أزمة في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، على خلفية العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، لافتة إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طالب دولة الاحتلال “بخفض” حملات الاعتقال والمداهمات التي يشنها جيش الاحتلال في الضفة الغربية.
وفي تقرير نشرته الصحيفة للمحلل العسكري عاموس هرئيل، أشار إلى أن الأزمة بين الطرفين، التي تجري إدارتها بعيداً عن وسائل الإعلام، ألحقت حتى الآن ضرراً بالتنسيق الأمني بين الدولتين، والذي كان شهد تحسناً كبيراً على مدار العقد الأخير.
“إسرائيل داست على القدم المصرية”
ووفقاً للتقرير فإن الخلاف بين الطرفين جاء على شكل وشروط إنهاء العدوان الأخير الذي أطلقه الاحتلال قبل أسبوعين على غزة، ودام ثلاثة أيام، ارتقى خلاله 44 شهيداً فلسطينياً، علماً بأن مصر، بحسب التقرير، كانت “الوسيط بين إسرائيل من جهة، و”حماس” و”الجهاد الإسلامي” من جهة ثانية، وتوصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين، إلا أنه يبدو أن “إسرائيل داست على القدم المصرية”، وفق التعبير الذي استخدمته الصحيفة.
وبحسب الصحيفة، فإن سبب الأزمة، أن رئيس حكومة الاحتلال يئير لابيد أغفل في بيان عمّمه ديوانه بعد اتصال بالرئيس السيسي، بعد إبراز شكره لمصر وله، أي إشارة إلى مطالبة السيسي بكبح جماح جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وخفض عمليات الاعتقالات والمداهمات التي يقوم بها، لتفادي اشتعال المواجهات والتصعيد العسكري مع “الجهاد الإسلامي” مجدداً.
“وضع الأصبع في العين المصرية”
في الأثناء، كانت عناصر الشاباك والجيش تضع اللمسات الأخيرة على عملية اغتيال الشهيد إبراهيم النابلسي في قلب نابلس، الأمر الذي أثار غضباً وأوجد حالة غليان في الطرف المصري الذي كان يتوقع أن يقوم لابيد بعد الاتصال بإصدار أوامره للجيش بوقف حملات الاعتقالات والاغتيالات في الضفة الغربية.
في المقابل، فسر الجانب المصري جريمة اغتيال إبراهيم النابلسي بأنها بمثابة “وضع الأصبع في العين المصرية”، بحسب ما تقول الصحيفة.
إلى ذلك، أثارت جريمة اغتيال قائد اللواء الجنوبي في سرايا القدس، الجناح العسكري لـ”الجهاد الإسلامي” خالد منصور، غضباً مصرياً إضافياً، بعد أن تمّت العملية بينما كان المصريون يحثون “الجهاد” على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي تقريره، قال هرئيل إن هذه الأحداث وتراكم الغضب المصري، ألحقا أضراراً بالتنسيق الأمني والعسكري بين مصر وإسرائيل، الذي تعاظم في العقد الأخير.